وقالت حنفى، فى حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر والأردن والعراق لديها مبادرة للتقارب السياسي مما شجع الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر في الدول الثلاث من أجل تحقيق تقارب على المستوى الإنساني يحاكي التقارب السياسي من خلال التعاون وتبادل الخبرات في قطاعات الهلال الأحمر في القاهرة وعمان وبغداد.

وأضافت أنه في عام 2021 عقد أول اجتماع جمع قيادات الجمعيات الوطنية "الهلال الأحمر" في الدول الثلاث حيث استضاف الهلال الأحمر الأردني بالتعاون مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي وبعثات الدول المشتركة وتم الإعلان من خلال الاجتماع الذي حدد أوجه التعاون التي من الممكن أن تكون بين الجمعيات الوطنية الثلاثة بشكل مشترك يحاكي التقارب السياسي بين قيادات هذه الدول الثلاث.

وأشارت حنفي إلى أن أهم المفردات التي خرجت من الاجتماع الأول هو أن تعمل الجمعيات الوطنية "الهلال الأحمر" في الدول الثلاث على صياغة معايير أو وضع مرجعية لفريق عمل من الجمعيات الثلاث لوضع خطة تفصيلية للعمل المشترك بين الجمعيات الوطنية، موضحة أن بعثة الاتحاد الدولي والصليب الأحمر والهلال الأحمر عملت مع الجمعيات الوطنية في الدول الثلاث خلال فترة جائحة كورونا عبر خاصية "أون لاين" وخرجت بتوصيف لدور اللجنة ما بين الجمعيات الثلاث وخطوط عريضة للخطة المشتركة بينها.


ولفتت إلى أنه عقد اجتماع للمرة الثانية في الأردن أيضا لمناقشة الخطة ومن أهم النتائج الاستمرار في صياغة الأنشطة المشتركة واتفاق الجمعيات الوطنية الثلاث على دعوة كل منها للآخر في التدريبات التي تقوم بها كل جمعية في مقرها الرئيسي في بلادها.

وأعربت رئيسة بعثة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر لدى الأردن، عن أملها في نجاح المبادرة الثلاثية للجمعيات الوطنية في الدول الثلاث على مستوى نجاح التقارب السياسي بين هذه العواصم الثلاث، مؤكدة أنه تم تطبيق نتائج هذا التقارب عن طريق التدريب المشترك بين الهلال الأحمر العراقي والأردني في عمان بمجال القانون الدولي الإنساني وزيارة تبادل خبرات بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الأردني في الإسعافات الأولية.

ونوهت إلى أن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر قدم دعما ماديا وتقنيا للجمعيات الوطنية في الدول الثلاث عبر توفير الخبرات بالمرجعيات الفنية والتقنية والتدريبات وإظهار ما تقوم به الجمعيات الوطنية سواء لحكومتها أو المانحين أو الإعلام بشكل عام لتسليط الضوء على الجمعية الوطنية المحلية لمساعدتها على إبراز دورها وإيجاد دعم مادي ورسم أطرها الاستراتيجية.


وحول دور الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، قالت الدكتورة نهال حنفي إن الاتحاد منظمة يحكمها مبادئ أساسية وهي الإنسانية والحيادية وعدم التحيز والتطوعية والعالمية والوحدة وهي مبادئ تشكل عمل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مؤكدة أن الالتزام بهذه المبادئ يمثل خط الحماية الأول للجمعيات الوطنية وللاتحاد الدولي والحركة الدولية كلها للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

ورأت أن الأمر لا يخلو من الهجوم والانتقاد سواء البناء أو غير البناء وبالتالي المؤسسات الدولية والمحلية تسعى أن تكون لها استراتيجيات للتواصل والاتصال والتعامل مع العالم، مؤكدة أن التواصل الاجتماعي في منتهى الأهمية لرسم خطة عمل الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي فيما يخص هذا الملف الهام لأنه يحدد قدرة الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي على الوصول للمستحقين في تقديم الخدمة وبدون الثقة في مكونات الحركة لا يمكن الوصول إلى المجتمعات وخاصة في حال وجود نزاعات مسلحة.


وكشفت رئيسة بعثة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر لدى الأردن، أن الاتحاد الدولي يضم حوالي 15 مليون متطوع على مستوى العالم، مؤكدة أن الشباب المتطوع يحب أن يكون ذي قيمة في المجتمع ويكون له تأثير وقيمة مضافة في مجتمعه.

وقالت إن الشباب في هذه المرحلة العمرية (سن التطوع في العمل مع الاتحاد والمؤسسات الدولية) يريد أن يكون هناك مقابل ليس مقابلا ماديا بل يمكن أن يكون خدمة أو خبرة ومعرفة وتدريبا وانفتاحا على العمل الدولي والإنساني عبر توفير برامج التطوع والمتطوعين في الجمعيات الوطنية.

وأكدت نهال حنفي أن إدارة المتطوعين في الجمعيات الوطنية "الهلال الأحمر" تعمل مع الشباب من أول بناء قدراتهم واختيارهم وتدريبهم والالتزام الكامل بمبادئ الحركة السبعة، مشيرة إلى أن المعايير الخاصة بالاتحاد الدولي لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، مشيدة بروح التطوع الكبيرة والموجودة لدى الشباب من أجل العمل الإنساني.


وحول توفير الحماية للمتطوعين، شددت نهال حنفي على أهمية التعريف بـ"الإشارة الخاصة" بالاتحاد الدولي أو الجمعية الوطنية في خطط وسياسات التواصل والاتصال لأنه من خلالها سيعرف أنها جهة حيادية ولا يمكن المساس بها، مؤكدة أن حماية الإشارة تعد واحدة من الملفات شديدة الأهمية للحركة الدولية بكل مكوناتها ويتم اتخاذ إجراء ضد أي انتهاكات بحق المتطوعين على المستوى الدولي عبر القانون الدولي الإنساني هو المظلة التي تحكم حماية الإشارة وحماية الأطقم المقدمة للخدمات الإنسانية والطبية والإسعافية خلال الكوارث والنزاعات المسلحة وغيرها.


وأضافت أن هناك العديد من المبادرات قامت بها الخطة الدولية للصليب الأحمر لحماية الإشارة ومقدمي الخدمات، مؤكدة أن هذه المبادرات لها دور كبير في تحقيق الحماية للإشارة من ناحية الوقاية والحماية وتسليط الضوء على أي انتهاكات تحدث فيما يخص حقوق الإنسان والتواصل مع المعنيين سواء من الجهات الحكومية أو المنظمات الدولية.

وبشأن خطط الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط، كشفت نهال حنفي أن منطقتنا تشهد الكثير من الكوارث مثل زلزال سوريا والأحداث التي أيضا تشهدها سوريا والأحداث في اليمن وأخيرا في السودان، مما يتطلب تنسيقا بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة أفريقيا بشكل عام.


وأردفت رئيسة بعثة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر لدى الأردن، قائلة: "وفي ظل هذه الكوارث والصراعات والنزاعات يكون دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث يتم التنسيق مع مكونات الحركة الثلاثة وهي الجمعية الوطنية المحلية والاتحاد الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر وتكون هناك أنشطة تخص كل جهة لتقوم بها وفي حال عدم وجود كوارث قائمة يكون هناك إعداد للمجتمعات وهي الاستعداد لأي كارثة".

وأشارت إلى أن دور الاتحاد الدولي دعم الجمعية الوطنية في استجابتها وليس فقط وقت وقوع الكارثة ولكن قبل وقوع الكارثة بالاستعداد للاستجابة للكوارث، موضحة أن آليات الإعداد للكوارث يتبناها الاتحاد الدولي ومنها الإنذار المبكر والاستجابة القائمة على التوقع وعلى سبيل المثال نضع توقعا مسبقا على الكوارث التي من الممكن أن يواجهها مثلا الأردن كالسيول وما هي الاستعداد لمواجهتها.

واعتبرت الدكتورة نهال حنفي أن الدور الأساسي للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر تخفيف آثار المعاناة للكوارث سواء الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان، على المتضررين منها، مؤكدة أن القوة الحقيقية للصليب الأحمر من خلال جمعيتها الوطنية الموجودة في كل بلد.

وضربت مثلا بالهلال الأحمر الأردني حيث يعد هو المنوط به الاستجابة وهو الموجود على الأرض وفي الميدان، مشيرة إلى أن الأردن من الدول التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين وتعد الدولة رقم واحد على مستوى العالم فيما يخص الاستضافة أو من حيث عدد اللاجئين الموجودين فيها بالنسبة لعدد السكان.