"خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم".. بئر تقع شرق الكعبة المشرفة.. يرجع زمنها للنبى إبراهيم عليه السلام ولها 12 اسماً.. وفضيلة الماء لا تذهب بخروجه من مكة.. وهذه شهادات غواصين نزلوا البئر لتنظيفها

الأربعاء، 14 يونيو 2023 04:00 ص
"خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم".. بئر تقع شرق الكعبة المشرفة.. يرجع زمنها للنبى إبراهيم عليه السلام ولها 12 اسماً.. وفضيلة الماء لا تذهب بخروجه من مكة.. وهذه شهادات غواصين نزلوا البئر لتنظيفها خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ماء زمزم لما شُرب له ) أي أن القصد يتحقق بنية ودعاء الشارب بإذن الله، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم) رواه الطبرانى.
 
أتاحت الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين معلومات وصور عن بئر زمزم ، موضحة أن بئر زمزم تقع شرق الكعبة المشرفة بصحن المطاف محاذية للملتزم ، وهي بئر قديمة العهد ترجع إلى زمن إسماعيل عليه السلام ؛ لما ترك هاجَرَ عليها السلام زوجُها إبراهيمُ عليه السلام مع طفلها ، في واد لا زرع فيه ولا ماء ، قالت له : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذن لا يضيعنا . آنست بالله في الظلماء ، حتى نفد ما لديها من زاد وماء ، والطفل يتلوى حولها ، تسعى فتبحث عن الماء ، مهرولة بين الصفا والمروة ، وإذا بجبريل عليه السلام يحمل الأمن إليها مسرعًا ، يبحث بعقبه في الأرض ، فينبثق الماء ، فجعلت تحوِّضه ، وتغرف منه في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرف .
 
أسماء زمزم :
ماء زمزم هو علم لهذه البئر ، وقد نقل ابن منظور في لسان العرب عن ابن بري اثني عشر اسمًا لزمزم ، فقال : « زَمْزَمُ ، مَكْتُومَةُ ، مَضْنُونَةُ ، شُباعَةُ ، سُقْيا الرَّواءُ ، رَكْضَةُ جبريل ، هَزْمَةُ جبريل ، شِفاء سُقْمٍ ، طَعامُ طُعْمٍ ، حَفيرة عبد المطلب » .
 
وقال ياقوت في معجم البلدان : « ولها أسماء وهي : زمزم ، وزَمَمُ ، وزُمّزْمُ ، وزُمازمُ ، وركضة جبرائيل ، وهزمة جبرائيل ، وهزمة الملك ، والهزمة ، والركضة - بمعنى وهو المنخفض من الأرض ، والغمزة بالعقب في الأرض يقال لها: هزمة- وهي سُقيا الله لإسماعيل عليه السلام ، والشباعة ، وشُبَاعةُ ، وبرَة ، ومضنونة ، وتكتمُ ، وشفاءُ سُقم ، وطعامُ طعم، وشراب الأبرار ، وطعام الأبرار، وطيبة » .
 
وذكر الفاسي في فصل ذكر أسماء زمزم ؛ أسماء أخرى كثيرة .
 
وهذه الأسماء الكثيرة ترجع إلى الصفات المتعلقة بماء زمزم أو بئرها ، وورد في الأحاديث المرفوعة وغيرها من الآثار بعض هذه الصفات .
وعلى كل حال فإن كثرة الأسماء للشيء تدل على عظم شأنه وفضله .
فضائل ماء زمزم :
 
ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض : قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله - صلى الله عليه - : « خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام الطعم ، وشفاء السقم » رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه .
 
ماء زمزم نبع في أقدس بقعة على وجه الأرض : عند بيت الله الحرام ، وقرب الركن والمقام ، وقد اختار رب العزة هذا المكان عند بيته المعظم ؛ ليكون سقيا لحجاج بيت الله الحرام وعماره وزواره وجيرانه .
 
ماء زمزم طعام طُعم : قال الإمام القرطبي : « أرسل الله الملك فبحث عن الماء ، وأقامه مقام الغذاء » . وفي حديث طويل لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه حين جاء إلى مكة ودخل الحرم ، وبقي ثلاثين يومًا ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « متى كنت هنا ؟ قال: قلت : قد كنت ههنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم ، قال : فمن كان يطعمك ؟ قال : قلت : ما كان لي طعام إلا ماء زمزم ، فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني ، وما أجد على كبدي سخفة جوع ، قال - صلى الله عليه وسلم -: إنها مباركة ، إنها طعام طعم » رواه مسلم . قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد : « وشاهدت من يتغذى به- ماء زمزم – الأيام ذوات العدد ، قريبًا من نصف الشهر وأكثر ، ولا يجد جوعًا ، ويطوف مع الناس كأحدهم ، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا» انتهى.
 
ماء زمزم شفاء من السقم : لما ورد آنفًا من حديث ابن عباس « ... وشفاء من السقم » . فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يشربون من ماء زمزم ، ويصبون على رؤوسهم ووجوههم ، ويدعون الله عز وجل بما شاءوا ، وقد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان إذا شرب من ماء زمزم قال: « اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا ، وشفاءً من كل داء» .
 
ماء زمزم لما شُرب له : فقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « ماء زمزم لما شُرب له » . قال الحكيم الترمذي : «هذا جار للعباد على مقاصدهم وصدقهم في تلك المقاصد والنيات ، لأن الموحد إذا رابه أمرٌ فشأنه الفزع إلى ربه ، فإذا فزع إليه ، واستغاث به وجد غياثًا ، وإنما يناله العبد على قدر نيته »، وذكر الشوكاني في نيل الأوطار : أن لفظ (ما) في قوله - صلى الله عليه وسلم - : « لما شرب له » من صيغ العموم ، فتعم أي حاجة دنيوية أو أخروية .
 
من السنة حمل ماء زمزم من مكة إلى الآفاق : فقد كان يحمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويأمر بحمله في الأداوي والقرب ، وكان يصبه على المرضى ويسقيهم . وفضيلة ماء زمزم حاصلة بإذن الله تعالى سواء كان في موضعه أو منقولاً إلى مكان آخر ، فإن فضله لعينه ، لا لأجل البقعة التي هو فيها .
من السنة الشرب من ماء زمزم وصبه على الرأس والوضوء به : فقد ورد سنية الشرب من ماء زمزم عند الفراغ من الطواف بالبيت وقبل البدء بالسعي ، وسنية صبه على الرأس . وكذا سنية شرب ماء زمزم عند الفراغ من أداء المناسك .
 
غُسل بماء زمزم قلب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : فقد شُقّ صدره الشريف - صلى الله عليه وسلم - أربع مرات كما في صحيح البخاري : مرة وهو ابن أربع سنوات وكان عند مرضعته حليمة السعدية ، ومرة وهو ابن عشر سنوات ، ومرة حين نبئ عند مجيء جبريل عليه السلام بالوحي إليه ، ومرة رابعة ليلة الإسراء والمعراج حين عرج به إلى السماء الدنيا . وفي ذلك كله حكم عظيمة ، فقد خص الله تعالى ماء زمزم ليغسل به قلب الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يغسل إلا به لأنه أفضل المياه .
 
صفة بئر زمزم وذرعها :
 
ففي سنة 1399هـ لما تم تنظيف البئر بأمر الملك خالد بن عبد العزيز بواسطة بعض الغواصين ، كتب المهندس يحيى كوشك كتابًا عن زمزم ، قيد فيه مشاهداته داخل البئر ، فقال : « تبين بالمشاهدة أن هناك مصدرين أساسيين فقط ، أحدهما تجاه الكعبة ، والآخر تجاه أجياد ، أما المصدر الثالث الذي قالت الروايات التاريخية أنه في جهة جبل أبي قبيس والصفا ، فقد وجدت بدلا منه تلك الفتحات الصغيرة بين أحجار البناء وعددها (12) فتحة».
 
وقد ذكر ابن جبير في رحلته لمكة المكرمة ، قال : « وتنور البئر المباركة في وسطها مائل عن الوسط إلى جهة الجدار الذي يقابل البيت الكريم » .
ويلتقي هذا مع ما أفاد به المهندس يحيى كوشك : أن البئر في الوقت الحاضر منحرف ومائل إلى اتجاه الكعبة إلى حد أن الغواص ما كان يستطيع مشاهدة فوهة البئر من قاع البئر .
أما عن ذرع بئر زمزم فيقول الأزرقي : « أنا صليت في قعرها ، فغورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعًا (22.45م) ، ذلك كله بنيان ، وما بقي فهو جبل منقور ، وهو تسعة وعشرون ذراعًا (16.28م)... وعلى البئر ملبن ساج مربع فيه اثنتا عشرة كرة يستقى عليها » .
 
ويلتقي هذا أيضًا مع ما ذكره يحيى كوشك حيث قال : إن جدار البئر من الداخل محكم التلييس بعمق (14.80م) من فوهة البئر ، وتحت هذا العمق يوجد فتحتان لتغذية البئر : أحدهما متجهة إلى جهة الكعبة المشرفة ، والثانية إلى أجياد ، ثم يــأتي جــزء منقور في الجبل بعمق (17.20سم) .
 
وهذه الفروق في القياس قليلة جدًّا ، وذلك يعود إلى أن البئر الآن تحت سطح المطاف ، بينما في السابق كانت فوق سطح أرض المطاف وعليه كان القياس.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة