وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين دانيال بوفي وبيجوتر سوير، إلى أن الرئيس الروسي اعترف بالفعل أن قواته خسرت منذ بداية الهجوم المضاد 54 دبابة إلا أن الخسائر التي تكبدها الجانب الأوكراني أكبر بكثير.

وسلط المقال الضوء على إنكار الرئيس الروسي جميع دعاوى نظيره الأوكراني حول تحقيق الهجوم المضاد أي نجاحات في ساحة القتال، موضحًا أن بوتين نوه في لقاء تليفزيوني بأن القوات الروسية تكبدت بعض الخسائر إلى أن خسائر الجانب الأوكراني وصلت إلى ما يقرب من 25 إلى 30 بالمائة من الأسلحة التي حصلت عليها من الدول الغربية بما فيها 160 دبابة حديثة.

وأضاف المقال أن تلك التصريحات الصادرة من موسكو تأتي ردًا على ما ذكره الرئيس الأوكراني أن قواته تمكنت خلال الهجوم المضاد من استرداد عدة قرى كانت تقع تحت سيطرة القوات الروسية في شرق البلاد في الوقت الذي لا تعترف فيه موسكو بأن الجانب الأوكراني أحرز أي نجاح جراء الهجوم المضاد.

ولفت المقال إلى ما ذكره بوتين من أن الخسائر البشرية كذلك التي تكبدها الجانب الأوكراني تفوق ما تكبدته القوات الروسية بمقدار 10 أضعاف في الأيام الأولى من الهجوم المضاد والذي بدأ - على حد قوله - في الرابع من الشهر الجاري، واصفا خسائر الجانب الأوكراني منذ بداية ذلك الهجوم بأنها "كارثية".

وسلط المقال الضوء كذلك على تصريحات بوتين التي يتهم فيها الجانب الأوكراني بتدمير سد كاخوفكا الأسبوع الماضي باستخدام أنظمة راجمات الصواريخ هيمارس الأمريكية الصنع، موضحا أن تدمير السد أدى إلى عرقلة مخططات كييف للهجوم على منطقة خيرسون.

ونوه المقال إلى أن تلك التصريحات من جانب الرئيس الروسي تأتي في وقت يتهم فيه الجانب الأوكراني موسكو بتدمير السد لتعطيل القوات الأوكرانية عن تنفيذ الهجوم المضاد، بينما يوضح المحللون العسكريون أن الجانب الأوكراني لم يستخدم بعد خلال الهجوم المضاد كامل قوته القتالية والأسلحة المتطورة التي حصل عليها مؤخرًا من الغرب.

وتطرق المقال إلى الموقف الغربي من تلك التطورات حيث يشير إلى لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء في واشنطن مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج الذي أكد خلال اللقاء أن القوات الأوكرانية تحقق بعض المكاسب العسكرية، الأمر الذي يعزز موقف كييف التفاوضي حينما تحين الفرصة لعقد أي مباحثات دبلوماسية من أجل إنهاء الحرب هناك.
وأوضح ستولتنبرج، كما يشير المقال في الختام، أن الدعم غير المسبوق الذي قدمته دول حلف الناتو لأوكرانيا قد أحدث تغييرات جذرية في ساحة القتال.