اعتصام المثقفين.. الشرارة الأولى لثورة الهوية المصرية 30 يونيو

الثلاثاء، 13 يونيو 2023 03:00 م
اعتصام المثقفين.. الشرارة الأولى لثورة الهوية المصرية 30 يونيو اعتصام المثقفين
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتصام المثقفين الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو المجيدة، تلك الثورة التى حافظت على الهوية المصرية بالقضاء على حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فعندما شعر رموز الثقافة والإبداع بخطورة الجماعة على الهوية المصرية ومؤسسات الدولة اجتمعوا واعتصموا.
 
كانت بداية اعتصام المثقفين فى مثل هذه الأيام، مع تولى علاء عبد العزيز لحقيبة وزارة الثقافة، فحينها تأكد المثقفون من خطوة الجماعة على الثقافة، منذ بداية إطاحته بالقيادات الثقافية من مناصبها، بداية من هيئة الكتاب، ومن ثم دار الأوبرا المصرية، استشعر الأدباء والمثقفون، أن هذه التغييرات هدفها الوحيد هو "أخونة الثقافة"، فقرروا الاعتصام فى دار الأوبرا المصرية، وحينما واصل وزير الثقافة الإخوانى قرارت الإطاحة والتغيير فى بنية وزارة الثقافة، قرر المثقفون الانتقال باعتصامهم إلى مقر الوزارة نفسها، وهو أمر لم يكن سهلا تحقيقه، لولا وجود بعض الرموز الأدبية، التى جعلت الصعب سهلا، إيمانا منها بدورها الوطنى.
 
كان علاء عبد العزيز، يتعامل مع اعتصام المثقفين فى دار الأوبرا المصرية، باعتباره احتجاجات فئوية لا أهمية لها، وأن الاعتصام لن يستمر كثيرا، وحينها قال "إن المعتصمين لا يمثلون مثقفى مصر"، وأمام إصرار المثقفين على موقفهم ومطالبهم للإطاحة به، نمى إلى علمهم بأن الوزير الإخوانى يسعى إلى حشد بعض الموظفين لتنظيم مظاهرة تأيدية له، ولهذا كان من الصعب انتقال اعتصام المثقفين من دار الأوبرا المصرية إلى وزارة الثقافة فى الزمالك، ولهذا كان على المثقفون إيجاد الحل الذى يمكنهم من تحقيق هدفهم ونقل اعتصامهم للوزارة، وهنا جاء دور الكاتب الكبير بهاء طاهر لإحداث هذا التحول فى شرارة الثورة. 
 
وبينما كان وزير الإخوان علاء عبد العزيز، يقوم بإحدى جولاته فى قطاعات الثقافة لصبغها واحتلالها بقيادات الإخوان الإرهابية، ذهب الكاتب الكبير بهاء طاهر وبرفقته الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، والشاعر الكبير سيد حجاب، والكاتبة الكبيرة فتحية العسال، إلى وزارة الثقافة فى الزمالك، وطلبوا لقاء الوزير الإخوانى لتقديم طلب له، وحينما قيل لهم بأنه غير موجود فى مكتبه، طالبا انتظاره لحين عودته، ومع دخولهم مقر الوزارة وانتظارهم بداخلها، أعلن بهاء طاهر عن الاعتصام من داخل وزارة الثقافة، لينتقل على الفور اعتصام المثقفين من دار الأوبرا، إلى الوزارة فى الزمالك.
 
ومع مرور الوقت، كانت أعداد المثقفين تتزايد أمام بوابة وزارة الثقافة، وحينما علم الوزير الإخوانى بما حدث، لم يعد إلى مكتبه حتى للقاء المثقفين بداخلها، بل أعلن عن احتلالها، ليرد عليه بهاء طاهر بأن اعتصام المثقفين لا يعبر عن أشخاص بعينهم أو جهة أو فصيل أو حزب، لكنه يعبر عن المثقفين كافة، الذين يرون أن مصر تعانى من سيطرة فاشية، تحاول صبغ الثقافة المصرية بصبغة يقال إنها إسلامية، فى حين أن الثقافة الإسلامية بعيدة كل البعد عنهم؛ لأنها غنية بمعالمهما وتفاصيلها، خاصة أن الشعب المصرى متدين بالفطرة، وأن المثقفون لم يمنعوا أحدا من دخول الثقافة بما فيهم الوزير الإخوانى نفسه. 
 
وعلى مدار 45 يوما استمر اعتصام المثقفين داخل وخارج وزارة الثقافة، وبدلا من المطالبة بإقالة وزير الثقافة الإخوانى من منصبه، طالبوا بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإهاربية، وحينها شهد الاعتصام انضمام العديد والعديد من المواطنين المصريين الخائفين على هوية وطنهم، والرافضين لحكم الإخوان، وانطلقت حينها ثورة 30 يونيو المجيدة، التى خلصت مصر من أيدى الظلام. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة