أمين مجمع البحوث الإسلامية: لدينا ما يقرب من 3400 واعظ وواعظة.. عدد مبعوثى الأزهر حوالى 800 من 60 دولة من مختلف القارات.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": عملية اختيار المبعوثين تمر بمراحل ومعايير موضوعية

الإثنين، 08 مايو 2023 12:00 ص
أمين مجمع البحوث الإسلامية: لدينا ما يقرب من 3400 واعظ وواعظة.. عدد مبعوثى الأزهر حوالى 800 من 60 دولة من مختلف القارات.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": عملية اختيار المبعوثين تمر بمراحل ومعايير موضوعية الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
حوار لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واعظات الأزهر يشاركن فى القضايا المجتمعية وخاصة المتعلقة بالأسرة والمساهمة في حل المشكلات المجتمعية التي تواجه المرأة

لدينا حوالي 218 واعظة في مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية

الجماعات المتطرفة تعمل على استقطاب الشباب بأكثر من طريقة ونحن لهم بالمرصاد

 

 

يظل الأزهر الشريف هو أحد أدوات القوى الناعمة المصرية، لما يمثله وعاظه ومبعوثيه حول دول العالم من أهمية في إظهار سماحة الإسلام ، واهمية الأزهر الشريف تلك المؤسسة العلمية الأبرز في مصر، ويتولى هذا الجانب في مؤسسة الازهر ، قطاع مجمع البحوث الإسلامية، حيث كشف الدكتور نظير عياد ، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ، العديد من الأرقام والإنجازات في هذا الملف ، وإلى نص الحوار:-

 

كم يبلغ عدد وعاظ الأزهر وعدد الواعظات؟

يبلغ عدد الوعاظ الواعظات ما يقرب من 3400 واعظ وواعظة في جميع مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، يقومون بأداء برنامج وخطة دعوية شاملة تنفذ بالتنسيق مع الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية والتي يتولى الإشراف عليها د. محمود الهواري، كما أن هذه الخطة تتميز بالمرونة فيما يتعلق بنوعية القضايا التي تشغل بال الجمهور بشكل يومي، وهو ما يظهر واضحًا في حملات التوعية التي يطلقها المجمع وينفذها الوعاظ والواعظات بالتواصل المباشر مع الجمهور، بالإضافة إلى التواصل الإلكتروني.

- كم عدد المبعوثين وفى كم دولة؟

يبلغ عدد مبعوثي الأزهر حوالي 800 مبعوث إلى ما يقرب من 60 دولة في مختلف قارات العالم، ويبذل المجمع كل الجهود الممكنة في سبيل خدمة رسالته التاريخية عبر مبعوثيه إلى دول العالم، بما يحقق رؤيته ورسالته الخالدة والتي يسعى من خلالها الأزهر إلى نشر الوسطية والاعتدال ومجابهة كل فكر منحرف بعيد عن صحيح هذا الدين، فضلًا عن اهتمام هذه الرسالة بنشر السلام العالمي والتقارب بين الشعوب.

كما أن عملية اختيار هؤلاء المبعوثين يمر بمراحل متعددة تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات، خاصة وأن هذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر في دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجًا متميزًا.

- ما هي طبيعة عمل المبعوثين؟

يقوم المبعوثون بدور توعوي مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين في صورته الحقيقة السمحة التي تدعوا إلى السلام والتعايش المشترك، ونبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير في تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم بالتواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

 

شهد ملف تدريب واعظات الأزهر الشريف خلال الفترة الماضية طفرة كبيرة.. فهل بدأت في حصد ثمار تلك التدريبات؟

الاهتمام بالواعظات أمر في غاية الأهمية ويدل على إدراك فضيلة الإمام الأكبر لقيمة الدور المنوط بها، أو ما يمكن أن تسهم به في الواقع وهو ما ظهر في اهتمام فضيلته بتعيين مساعد للأمين العام لشئون الواعظات د. إلهام شاهين؛ وفي هذا الإطار يوجه فضيلة الإمام الأكبر دائما بضرورة تكثيف الدورات التدريبية للوعاظ والواعظات، وذلك من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، كما يشدد فضيلته على ضرورة الجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى العلوم الطبيعية، كي يتسنى للوعاظ والواعظات التعرض لأكبر قدر من العلوم خلال تلك الدورات التدريبية، وهذه الجهود أصبحت تؤتي ثمارها؛ حيث تتحرك واعظات الأزهر الشريف وفق خطط دعوية وعلمية  للاستفادة من طاقاتهن، حيث يشاركن في الكثير من الفعاليات التي تنفذ في المدارس والمعاهد والمصالح الحكومية ودروس السيدات والتجمعات السكانية، فضلا عن مشاركتهن الفعّالة في القضايا المجتمعية وخاصة المتعلقة بالأسرة، والمساهمة في حل المشكلات المجتمعية التي تواجه المرأة، خاصة وأنهن  يمثلن أهمية في العمل الدعوي والتوعوي.

- على ذكر ملف الواعظات.. كم يبلغ عددهن المعتمد لدى المجمع حتى الآن وهل هناك نية لزيادة هذا العدد في المستقبل القريب؟

لدينا حوالي 218 واعظة في مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية يعملن وفق خطط دعوية خاصة بهن، وفيما يتعلق بزيادة العدد فغن الأمر يرتبط بتوافر درجات وظيفية في هذا الشأن يتوافق مع احتياجات العمل.

- مؤخرا حظيت لجنة مراجعة المصحف الشريف مكانة خاصة لدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.. نريد أن نعطى نبذة للجمهور عن طبيعة عمل اللجنة؟

العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات.

وباعتبار أن هذه اللجنة هي الوحيدة القائمة على مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ونظرًا لكثرة طلبات المراجعة التي تُقدم من جانب دور النشر فإنها تلتقي أسبوعيًا لمراجعة ما يعرض عليها من أعمال لطباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول، حيث تقوم اللجنة بمراجعة المصحف الشريف على مرحلتين الأولى منهما: مراجعة تجارب الطباعة، وفي هذه المرحلة تقوم دار النشر بتجهيز نسخة من المصحف وعلى جوانبه هامش، للتأكد من سلامة النص القرآني وموافقته لقواعد الرسم والضبط والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد وموافقتها للقراءات المتواترة، ويجرى ذلك على عدة مراحل: تبدأ الأولى بمراجعة النص القرآني، تليها المرحلة الثانية وهي مراجعة الرسم، ثم المرحلة الثالثة وهي مراجعة الضبط والتشكيل.

وفي حالة وجود أخطاء في هذه النسخة المقدمة تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ في الهامش مع تدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ثم يعاد مرة أخرى إلى اللجنة للمراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط.

وبعد الموافقة على الطبع فقط تشترط اللجنة فيها أن تعرض دار النشر نسخًا من المصحف للمراجعة النهائية، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة المراجعة بعد الطباعة والجمع، حيث تراجع اللجنة النسخ بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآني، وعدم حدوث أي أخطاء فنية أومطبعية، كما يجرى مراجعة جودة الورق والغلاف لكي يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وبعد انتهاء هذه المراحل بدقة عالية تقرر اللجنة منح دار النشر تصريحًا بالتداول.

وفي حالة وجود أو اكتشاف أي أخطاء في المصحف بعد تداوله بالأسواق يجرى مخاطبة دار الطباعة المسؤولة عن المصحف المغلوط لإحضار نسخ من المصحف محل الشكوى، دون إفصاح عن موضع الخطأ المشكو بشأنه، فإن كان الخطأ موجودًا بجميع النسخ يتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونا "الجهات الأمنية"، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فإذا وُجد خطأ يتم التنبيه على الدار بتوخي الحرص والحذر وعدم الإهمال في طباعة المصحف، ويؤخذ على صاحب الدار إقرارًا بذلك.

 

- هل هناك خطة معينة لدى المجمع لتحصين الشباب من الأفكار المضللة ولزيادة الوعي الديني لدى الشباب؟

الشباب لهم أهمية خاصة، فلو نظرنا إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سنجد أن الشباب كان لهم النصيب الأكبر في توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما يمثلونه من أهمية كبرى في بناء الأمم والمجتمعات، وشبابنا اليوم في أشد الحاجة إلى تطبيق تلك التوجيهات للحفاظ على الوطن وبناء مجتمع قويم.

ولذلك ينفذ المجمع عددًا من البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب في مختلف أماكن تواجدهم سواء في المدارس والمعاهد والجامعات أم في مراكز الشباب، وهذه البرامج قد تكون توجيهية وتحذيرية من الانسياق خلف به المفاهيم المغلوطة، أم من خلال العمل على دعمهم ودعوتهم للقراءة والثقافة من أجل تحصينهم وحماية عقولهم من كل غزو فكري يمكن أن ينال منها.

كما نحرص على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر وغيرها، والتواصل مع جميع المواطنين في مختلف أماكن تواجدهم، فلم نغفل النشر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يتم نشر المنشورات التوعوية لنشر القيم الأخلاقية وعلاج المشكلات المجتمعية المختلفة.

كما يطلق المجمع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحملات التوعوية التي تخاطب جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب بما يناسب مستواهم الفكري والإدراكي، بالإضافة إلى المشاركة في الحملات التوعوية الأسبوعية التي يطلقها المجمع على أرض الواقع من خلال رسائل توعوية متنوعة.

-هل هناك دول جديدة طلبت إيفاد مبعوثين من الأزهر الشريف؟

هذا الأمر يتم بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية بالتواصل مع الجهات المتقدمة بطلبات؛ حيث نعمل على تلبية أية طلبات تأتي من أي دولة عن هذه المؤسسات وتوفير اللازم لها.

- ما هي خططكم في الوصول للقرى النجوع؟

يقوم المجمع بإطلاق القوافل التوعوية الشاملة إلى جميع محافظات الجمهورية وخاصة المناطق النائية والحدودية، ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.

حيث تستهدف تلك القوافل التوعية بعدة قيم إنسانية منها: التذكير بمبدأ التكافل الاجتماعي والإحساس بالآخرين، والإعلاء من القيم الإنسانية المشتركة، والدعوة إلى التسامح وصلة الأرحام، مع التوعية بأهمية إعلاء قيمة الوطن والحفاظ على مقدراته والزود عنها.

وتشهد تلك القوافل تفاعلا كبيرا من جانب الجماهير في مختلف الأماكن، حيث تنتشر القوافل في المساجد والمدارس والمعاهد والمصالح الحكومية والنوادي ومراكز الشباب والمقاهي الثقافية.

- كيف نحصن أبنائنا من الأفكار الهدامة؟

بالنظر في الدين الإسلامي يُعلم يقينًا بأن الإسلام دين رحمة وليس عنفًا ونصوصه وأحكامه تؤيد ذلك وممارسة الصحابة الذين نهلوا من فيض النبوة ذلك فليقرأ الناس الإسلام من علمائه والتاريخ الصحيح، ولكن تعاليم الإسلام المثالية التي تحقق لسكان المعمورة الأمن والتعايش السلمي المجتمعي وقبول الآخر يرفضها أصحاب الأجندات الخاصة ومثيري الفتن من أجل مآربهم الخبيثة.

وإذا نظرنا إلى تلك الجماعات المتطرفة فإنها تعمل على استقطاب الشباب بأكثر من طريقة؛ من ناحية العاطفة الدينية لدى بعض الشباب، ومن ناحية الجهل ببعض تعاليم الدين الإسلامي السمحة، ومن ناحية الأهواء والمتطلبات الشخصية.

وفي إطار الخطة التوعوية الكبيرة التي يقوم بها الأزهر الشريف بشكل غير تقليدي في التواصل مع الناس يقدم المجمع مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تستهدف توعية المواطنين في جميع أنحاء الجمهورية بالعديد من القضايا والمشكلات التي يعاني منها المجتمع وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية في الوقت الحالي؛ حيث ينتشر وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في جميع قرى ومدن ومراكز الجمهورية، بالإضافة إلى النشر الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويتم تحديد واختيار الحملات والقوافل التوعوية بناء على دراسة واقع الناس والقضايا المجتمعية التي يحتاج إليها الناس في كل وقت، وتنفذ تلك الحملات والقوافل من خلال انتشار الوعاظ في مراكز الشباب والنوادي والمصانع والشركات والمدارس ودور الرعاية والمقاهي الثقافية، فضلا عن النشر الإلكتروني.

بالإضافة إلى إصدارات السلسة العلمية للمجمع والتي يتم إتاحتها للجمهور بأشكال مختلفة سواء من خلال النشر الورقي أو الإلكتروني، في إطار تعظيم سبل الاستفادة من إصدارات المجمع، واستعادة دوره في تشكيل وعي ووجدان المجتمع، وحماية العقول من محاولات العبث الفكري التي تتم ممارستها باسم الدين، حيث قدم المجمع عديد من الإصدارات العلمية التي تعالج قضايا مختلفة مثل: معالجة القضايا الفكرية وفق الضوابط والقواعد المنطقية والتي ترفض السطحية في القراءة والفهم، ومعالجة المشكلات المجتمعية من خلال رؤية ومنهج القرآن في التعايش بين الناس وفي إقرار السلم والأمن المجتمعي، وأزمات الإنسانية وما قدمه القرآن في هذا الشأن من حلول واقعية ترتبط بحياة الناس ارتباطا مباشرا، بالإضافة إلى الحديث والسيرة واللغة والتاريخ.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة