جمال عبد الناصر يكتب : بحب داليدا لهذه الأسباب

(حلوة يا بلدي .. )

نعم أحب داليدا .. ليس كفنانة فقط ولكن كإنسانة محبة لمصر موطن ولادتها فهي في الأصل إيطالية ولدت في شبرا لأبوين هاجرا بدافع الفقر والهرب من الحروب في بلدانهم آنذاك حيث كانت مصر بلدا آمنا ومزدهرا اقتصاديا، ورغم شهرتها ووصولها للعالمية لم تنس مصر ولم تنس حي شبرا الذي ولدت وعاشت فيه، لكنها عادت وبحثت عن جيرانها وعن منزلها وعن ذكرياتها، في شارع "خمارويه"، المتفرع من شارع شبرا الرئيسى، بالقرب من كنيسة سانت تريزا الكاثوليكية، التى كانت من أهم الكنائس المفضلة للجالية الإيطالية فى القاهرة.

جمال عبد الناصر يكتب عن داليدا

(لما نداني حبي الاولاني .. )

شاهدت فيديو لداليدا وهي تسترجع ذكرياتها في منزلها الذى نشأت وكبرت فيه في حي شبرا، وتبكي داليدا بكاء صادقا، وتجهش بالبكاء حينما تتذكر أعواما من عمرها قضتها في هذا المنزل، وفي لقاء لها عندما سُئلت عن مصر قالت : "لا يمكن أن أنسى رائحة الجاتوه الذى كانت تصنعه لنا والدتى فى رأس السنة، ولا صورة والدى عندما كان يضع السيجار فى فمه أثناء نزوله للعمل"، ولا أنسي أرماندو حبي الأول في فترة مراهقتي ، فداليدا فنانة وإنسانة تحمل من الحب الكثير لمصر ولذلك أحبها كل المصريين وأنا واحد من عشاقها .

داليدا الجميلة

( كلمة حلوة وكلمتين )

أعشق صوت داليدا حينما غنت لمصر لأنها تمتلك من الإحساس والصدق مالا يمتلكه مطربين كثيرين غنوا لمصر، فهي تغني حبا في وطن احتضنها واحتضن اسرتها وعاشت فيه بسلام وأمان، وهي بالمناسبة لديها رصيد كبير من الأغاني فقد غنت أكثر من 1000 أغنية بلغات متعددة، ونالت العديد من الألقاب والأوسمة، وكرمها الرئيس الفرنسي ديجول ومنحها لقب (La Medaille de la Presidence de la Republique) أو ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بوضع صورتها على طابع البريد، وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في العام 2001 ، وما زال الكثيرون يرددون أغانيها الجميلة بشغف، تلك الأغاني التي غنتها بتسع لغات.

( ومنين يا بلدينا وبلدكوا إيه .. أحسن ناس )

داليدا من أكثر المطربات والمطربين الذين روجوا لمصر وللسياحة المصرية ففي اغنيتها أحسن ناس استطاعت من خلال كلمات الأغانية ان تصف لنا أجمل في بلادنا وتغني لكل بلد ولكل محافظة لتجد السائح حينما يسمع أغنيتها يكون لديه شغف ليذهب الي سوهاج سوهاج بلد المواويل.. سوهاج برج الزغاليل، وإسكندرية أحسن ناس ع البحر ماشية تتمختر من سيدي بشر لأبو العباس أيو يا عالم ع المنظر أيو يا عالم ع المينا ، وعلى كوبري بنها يا نور عيني منديل حبيبي بطرف عيني ، يا إسماعيليةأحب أزورك في المغربية، أركب فلوكة أنا و حبايبي ونغني غنوة ع السمسمية وعلي المحلة منين يا سمنودي ، ع المحلة منين أرض جدودي ، ع المحلة منين آه يا شن ورن ، أما أنا من شبرا ، وفي مصر  أولادها الطعمين، زي القمر بعيون سمرا لابسين عقود فل و ياسمين ، والنيل بيضحك و يغني ، فاكرني و بيسأل عني أروحله ألاقاه مستني.

داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا،وصورت أغانيها في مصر بنفس الطريقة وروجت لسياحتنا أجمل ترويج ،  وفي مجال التمثيل لديها 12 فيلمًا بدأتها بفيلم "سيجارة وكاس " للمخرج نيازي مصطفى ، وآخرها فيلم فيلم "اليوم السادس " إخراج يوسف شاهين عام 1986.