وجهها الملائكى من أجمل الوجوه التى عرفتها الشاشة، جميلة مثل بطلات الحواديت، عيناها تحمل لون البحر وسحره وعمقه وصفاءه، وشعرها يحمل لون الذهب ونعومته وجماله، وبراءتها تأسر القلوب وتسحر العقول، وكأن الله حباها بكل هذه الصفات ليعوضها عن عمرها القصير وسنوات عمرها المعدودة فى الدنيا حتى تعيش بعد موتها، وتروى عنها الحكايات التى تزيد محبتها واحترامها فى نفوس وقلوب الملايين.
إنها الفنانة الجميلة فايزة كمال التى تحل ذكرى وفاتها التاسعة، حيث رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 26 مايو من عام 2014 بعد صراع مع المرض تاركة ابنيها يوسف وليلى وعمرهما لا يتجاوز 14 ، 12 عاما وزوجها المخرج المسرحى الكبير مراد منير ، وبعد أن تركت رصيدا فنيا وسيرة عطرة جعلتها تبقى بعد موتها فى وجدان الملايين.
ورث يوسف وليلى ابنا فايزة كمال من والديهما الكثير من المواهب الفنية والصفات الجميلة، عاش الابنان حياة صعبة بعد وفاة والدتهما التى تعلقا بهما وتركتهما وهما فى سن الطفولة وفى أشد الحاجة لحنانها، ولكنهما تسلحا بالحب والفن وحاول كل منهما أن يكون سنداً للآخر ولوالديهما، تولت ابنتها ليلى رعاية الأسرة وتحملت المسئولية حتى من قبل وفاة والدتها كما أكد والدها المخرج مراد منير فى حوار لليوم السابع، مشيراً إلى أن الابنة التى كانت لا تتجاوز 12 عامًا لم تفارق والدتها وهى فى المستشفى وظلت إلى جوارها حتى وفاتها رغم صغر سنها، كما أنها راعت والدها خلال إصابته بجلطة فى المخ ولم تفارقه لمدة 4 أشهر قضاها فى المستشفيات، أما يوسف الابن الأكبر الذى كان متعلقاً بوالدته بشكل كبير فقد درس الإخراج والتمثيل وتخرج فى معهد الفنون المسرحية و بدأ مشواره الفنى كممثل ومخرج لمسرحية «سجن النسا» التى حصل بها على عدة جوائز وإشادات من كبار النقاد والفنانين، بينما تدرس ليلى بكلية الإعلام، وهى أيضا موهوبة فى التمثيل ولها عدد من التجارب المسرحية.
ومنذ أيام وتزامناً مع ذكرى رحيل والدتهما كان ابنا الفنانة فايزة كمال والمخرج المسرحى مراد منير على موعد مع افتتاح مسرحية ياسين وبهية للأديب الكبير نجيب سرور ، من إنتاج فرقة مسرح الشباب، حيث يقوم يوسف مراد منير ابن الفنانة الراحل بإخراج المسرحية وبطولتها وتشاركه شقيقته ليلى مراد التمثيل فيها مع مجموعة من الشباب الواعدين الموهوبين، وافتتح المخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، والقائم بأعمال رئيس البيت الفنى للمسرح، العرض على المسرح العائم الصغير بالمنيل، وأشاد به وبأبطاله، كما أشاد بها الجمهور والنقاد ويشهد المسرح حضوراً كبيرا منذ افتتاح المسرحية قبل أيام.
كما أحيا يوسف وليلى مراد ذكرى وفاة والدتهما بكلمات مؤثرة، حيث نشر يوسف على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك صوراً تجمعه بوالدته وهو طفل و كتب:"ربّما غداً أو بعد غد، ربّما بعد سنينٍ لا تعد، ربّما ذات مساء نلتَقي،في طريقٍ عابرٍ من غير قصْد، ذكرى رحيل حبيبتي، كان نفسي تبقي معايا قوي يا ماما" ، وكتب أيضاً:"من سنين قلبي راح مشوار ومرجعش، وحشتيني يا حبيبتي ، وحشتيني يا ماما فراق أكتر إنسانة حبها قلبي في الدنيا دي الوحيدة اللي كنت بحكي لها كل حاجة وبفضفض معاها بأي هم شايلة في قلبي، أحن وأجمل إنسانة جت الدنيا وسابتني، هي في مكان أحلى وأنا راضي بقضاء ربنا على فراقك»
فيما كتبت ابنتها ليلى على صفحتها :"مش عارفة ازاي عدي ٩ سنين! ولا عارفة ازاي الوجع في قلبي هو هو ، بنتك العيلة اللي سيبتيها وهي ١٣ سنة كبرت وبقت ٢٢ ولسة بتدور علي حضنك في كل موقف صعب وفي كل لحظة حلوة، كان نفسي الحق اشبع منك، كان نفسي تكوني موجودة وتشوفيني وانا بتخرج من الكلية، وأنا واقفة ع المسرح والكل بيقوللي اني حتة منك، كان نفسي تفرحي بيا، كل سنة وانتي اجمل ست خلقها ربنا"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة