فى مدخل منزل صغير بمدينة قنا تصف الملامح شيخوخة المكان الذى ظل صامدًا منذ سنوات عديدة وتبادل عليه الصناع جيلًا بعد جيل، فالجد ورث المهنة للابن ومنها إلى باقى الأبناء ليصبح الأخير من الصناع القليلة فى محافظة قنا والذين لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة العاملين فى تلك المهنة اليدوية، التى تعتمد على المهارة والإتقان وتحتاج إلى الصبر حتى تخرج القطعة كما يريد الصانع، فهنا فى مدينة قنا مهنة سمكرى الصفيح أو صانع صوانى الصفيح وأدوات المطبخ من المهن التى قاربت على الاندثار مع زوال أخر جيل من صناعها.
وعلى كرسى صغير وفى مساحة لا تتجاوز عدة أمتار يجلس العم أيمن عبده، لساعات طويلة حتى ينجز عدد من القطع يبيعها للتجار تتنوع ما بين صوانى البسكويت والفطائر وكذلك أدوات المطبخ والمقاهى وحصالة الأطفال التى يصنعها من علب اللبن الصناعى، فبصبر وحب للمهنة يستكمل الصانع مسيرته التى بدأها منذ 25 عاما وتعلمها على يد والده بالوارثة، وعلمها أيضًا لابنه صاحب المؤهل العالى والذى أحب الصنعة بعد مشاهدته لوالده فى الصغير، وبعد العودة من العمل يذهب أيمن إلى محله الصغير داخل منزل لإنجاز مهمته ليعود فى نهاية اليوم بما قسمه الله له بعد الانتهاء من صنعته بإتقان.
قال أيمن عبده، موظف وحرفى صناعة صوانى وأدوات مطبخ، أن تلك الصنعة يطلق عليها سمكرى سواء نحاس أو معادن أخرى أو صفيح وأعمل فى تلك الحرفة منذ ما يزيد عن 25 عاما، حيث تعلمها من والده بالوراثة ووالده تعلمها من الجد على مدار سنوات عديدة، واعتمد على علب الصفيح الكبيرة بشكل أساسى والعلب الأخرى الصغيرة ولكن جميعها من الصفيح، لافتًا أنه يعمل فى فترة المساء بعد العودة من عمله الأساسى وذلك لتحسين دخله ومساعدة أسرته ويعمل فى مكان صغير داخل منزل قديم بمدينة قنا.
وأوضح عبده، أن الأدوات التى تستخدم فى تلك الصنعة أدوات بسيطة مثل المطرقة الخشب والمطرقة الحديد والمقص وآلة لثنى الحديد والخامات من الصاج أو الألمونيوم، ويستغرق صناعة صينية للمخبوزات من 10 إلى 15 دقيقة، كما يقوم بعمل حصالات للأطفال من علب اللبن الصفيح أيضًا وأشكال أخرى للمبطخ تستخدم للمخبوزات والكيك وأخرى لملحقات الشيش فى المقاهى وغيرها من الأشكال التى يبتكرها.
وأشار أيمن عبده، إلى أن تلك الحرفة قاربت على الاندثار فلا يعمل فيها سوى أشخاص قليلة لا يصلون إلى أصابع اليد الواحدة على مستوى محافظة قنا، وفضل أن يعلم تلك الحرفة لابنه الذى يدرس فى كلية بجنوب الوادى حتى لا تموت تلك الصنعة ويتوارثها الأجيال بقدر المستطاع، مضيفًا أن الأسعار تبدأ من 12 جنيها للصينية الواحدة ذات الطبقتين ويمكن أن تجلب له ربة المنزل الصاج من علب السمن أو الجبن ويقوم بعملها.
العم-أيمن-أثناء-العمل
العم-أيمن-بقنا
العم-أيمن-سمكري-الصفيح-بقنا
العم-أيمن-عبده
تشكيل-صينية-جديدة
سمكري-الصفيح
صانع-الصفيح-بقنا
صناعة-الصواني
صناعة-صينية
مكان-العمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة