أحمد جمال الدين

لغة جديدة لاحتواء أطفالنا ومعرفة رموزنا وثقافتنا

السبت، 08 أبريل 2023 12:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اللغة قد ينظر إليها طبقا للتعريف بأنها مجرد حروف تم اختراعها وتم التعارف عليها من أجل التواصل بين تجمعات البشرية بينها البعض، والتى تنقلت بمراحل عدة حتى وصلت إلى شكلها المتعارف عليه بداية من تقليد الإنسان البدائي لأصوات البيئة من حوله "الحيوانات"، ثم الرسومات إلى الرموز والنقش على الجدران والأحجار حتى أخذت فى التطور وصولا إلى شكلها الحالى.

 

ومع ذلك فإن هناك عشرات التعريفات للغة إلا أن الرأى الغالب الذى يجمعهم جميعا هو الاتفاق على أنها وسيلة للتواصل، إلا أن ذلك يشوبه بعض القصور بالنظر إلى النظرة المادية للغة ويعمل على تحجيم أهميتها وعظمة اكتشافها وبنظرة أعمق للغة وأهيمتها ندرك بأننا مدينون للغة فيما وصل إليه الإنسان، فلولاها لما انتقل الإنسان من حياة البدائية والكهوف إلى التقدم والمدنية وحفظ الحضارات  والفكر والإبداع الإنسانى من الاندثار والضياع، بذلك من الأهمية العناية باللغة والعمل على استخدامها بالشكل الأمثل وتوظيفها بما يعود على المجتمع بالخير والعناية بها.

 

ومن هذا المنطلق من الممكن أن تساهم اللغة بدور مهم، فكما ساهمت قديما فى نقل الإنسان والعمل ومساعدته على القفز سريعا متخطيا العديد من الحواجز، وصولا للمدنية، فمن الممكن إعادة استخدامها مجددا فى تشكيل وعى أبنائنا والعمل على تحرر عقولهم والإطلاع بها نحو المعرفة، ولكن عبر اللغة التى يرغبونها ويفضلونها باستخدام لغة سهلة لينة، والعمل على إدراك أن لكل جيل مصطلحاته وقواعده، فجيل الآيفون ومنصات التواصل الاجتماعى لا يمكن التعامل بنفس مفردات الجيل السابق عليه، فذلك درب من الخيال.

ويمكن إدراك ذلك بسهولة عند متابعة أطفالنا لبعض البرامج التى كانت تعتبر من أيقونات الجيل السابق وقياس عدم تفاعلهم معها وانصرافهم عنها، وهو أمر يفرض علينا البحث مجددا عن وسيلة تضمن تحقيق التجاوب بين أطفالنا وبين المحتوى المستهدف، والذى يجب أن يتزافر فيه العديد من الشروط تجمع بين استخدام التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على هويتها وزرع الانتماء بداخلهم، وذلك بإعادة النظر إلى تاريخنا ورموزنا وتقديمها بطريقة سهلة محببة تجمع بين عمق المعلومة وجاذبية العرض مع جمال الصورة فعبر تلك المعادلة يمكن صناعة جيل واع على معرفة كاملة بتاريخ بلده ورموزه وزرع العديد من القيم.

بجانب العمل أيضا على أن تكون تلك الأعمال متنوعة بهدف تقديم مادة معرفية ثرية سواء كانت دينية أو تاريخية مع الإيمان الكامل بأهمية زرع التفكير النقدى بداخل الأطفال، وليس أسلوب الحفظ والتقين وكأنها

دروس شارحة لمواد دراسية، والحقيقة أن ذلك ليس من العسير تحقيق بل أنه كانت هناك من التجارب المصرية، تم صناعة محتوى تم مخاطبة فيه الأطفال، ولكنه من جودته عمل على جذب العديد من المشاهدين من مختلف الأعمار فى تجارب تم الاستعانة بالرسوم المتحركة وأصوات الفنانين  ضارعت العديد من الأعمال الكرتون التى تعمل على زرع ثقافة معينة، وقد تحتوى على رسائل مغلوطة وتنطوى على مغالطات تاريخية.

ومن الأهمية أن تكون هذه الخطوة سريعة يقوم عليها نخبة مؤمنة بأهمية ذلك العمل وتقديم  أعمال نعمل من خلالها احتواء أطفالنا  وتقديم تاريخنا ورموزنا وثقافتنا بالشكل الأمثل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة