طرح أول لقاح فعال لمكافحة الملاريا فى غانا بعد تطويره بجامعة أكسفورد

وافقت غانا على أول لقاح عالى الفاعلية للملاريا، تم تطويره فى جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان".

وقالت الصحيفة، إنه تم الموافقة على لقاح R21 / Matrix-M ، وهو أول لقاح يتجاوز هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل فى فاعلية 75% لاستخدامه من قبل هيئة الأغذية والأدوية الغانية فى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-36 شهرًا، وهم الفئة الأكثر عرضة للوفاة من الملاريا .

من جهته قال البروفيسور أدريان هيل، مدير معهد جينر، وهو جزء من قسم الطب فى نافيلد في جامعة أكسفورد، "يمثل هذا تتويجًا لـ 30 عامًا من أبحاث لقاح الملاريا في أكسفورد بتصميم وتوفير لقاح عالى الفاعلية، ويمكن توفيره على نطاق مناسب للبلدان التي هي في أمس الحاجة إليها ".

ومع ذلك، حذر المراقبون من أنه "ليس رصاصة فضية" فى المعركة المعقدة ضد المرض الذي ينقله البعوض، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وفاة ما يقدر بنحو 619 ألف شخص بسبب الملاريا في عام 2021، الغالبية العظمى منهم من الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء، في غانا، حيث يكون المرض متوطنًا ودائمًا، تم تسجيل ما يقدر بنحو 5.3 مليون حالة، و 12500 حالة وفاة تقديرية.

وأضافت الصحيفة، أنه لم توص منظمة الصحة العالمية بعد باستخدام لقاح R21 على نطاق واسع، ولا تزال تجربة المرحلة الثالثة من اللقاح جارية، لكن التجارب السابقة أظهرت مستويات فعالية تصل إلى 77%، وهو المستوى الذي تم الحفاظ عليه بعد جرعة معززة واحدة تم إعطاؤها بعد عام.

وفى المقابل، فإن لقاح  RTS، S ، الذى أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدامه في خطوة تاريخية في عام 2021 ، يتمتع بمستويات فعالية أكثر تواضعًا.

قال معهد سيروم في الهند، عملاق التكنولوجيا الحيوية الذي يصنع لقاح R21، إن لديه القدرة على تصنيع أكثر من 200 مليون جرعة سنويًا.

قال ادار بوناولا Adar Poonawalla ، الرئيس التنفيذي لمعهد سيرم Serum Institute ، إن ترخيص اللقاح من قبل السلطات الغانية كان علامة بارزة في مكافحة الملاريا.

وقال: "إن تطوير لقاح للتأثير بشكل كبير على هذا العبء المرضي الضخم كان صعباً للغاية"، مضيفا، "نحن لا نزال ثابتين في التزامنا بزيادة إنتاج اللقاح لتلبية احتياجات البلدان التي تعاني من عبء كبير من الملاريا ودعم الجهود العالمية الرامية إلى إنقاذ الأرواح."

تم الترحيب بأداء اللقاح الواعد باعتباره شعاعًا نادرًا من الضوء في معركة توقفت في السنوات الأخيرة. تعرض التقدم في مكافحة الملاريا للخطر بسبب مقاومة المبيدات الحشرية التي تقلل من فعالية الناموسيات، ومقاومة الطفيليات للأدوية الشائعة الاستخدام، ووصول بعوض مقاوم للمبيدات الحشرية إلى إفريقيا يزدهر في المناطق الحضرية.

قال خافيير جوزمان، مدير السياسة الصحية العالمية في مركز التنمية العالمية، إنه على الرغم من أنه من المثير أن تم ترخيص لقاح R21  للاستخدام في غانا، إلا أنه لا يعني أن الجهات المانحة أو جهات توفير اللقاحات الدولية، مثل جافي Gavi ، تحالف اللقاحات، سيتم تمويله.

وقال: "لا تزال هذه الوكالات تتطلب أن اللقاح يعتبر آمنًا وفعالًا ومضمون الجودة من خلال برنامج التأهيل المسبق لمنظمة الصحة العالمية، أيضًا، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت R21 ذا قيمة جيدة مقابل المال، خاصة عند مقارنته بتدخلات الملاريا الأخرى الفعالة من حيث التكلفة التي لم يتم نشرها بالكامل عبر البلدان الموبوءة، مثل الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات أو الرش الموضعي للأماكن المغلقة.

بعبارة أخرى، في حين أن اللقاح واعدا باعتباره انتصارًا كبيرًا في مكافحة الملاريا، إلا أنه ليس حلًا سحريًا، وهناك نقاط مهمة يجب مراعاتها قبل طرح لقاح R21 للاستخدام على نطاق أوسع."