سلاطين الفن الشعبى فى مصر يكتبها عادل السنهورى: يوسف شتا القليوبى.. عمدة الفن الشعبى والحارس وريس الموال.. مواويل القليوبى فى قلب باريس.. حفلات كاملة العدد فى أكبر مسارح العاصمة الفرنسية عام 1997 (2-2)

الخميس، 13 أبريل 2023 09:00 م
سلاطين الفن الشعبى فى مصر يكتبها عادل السنهورى: يوسف شتا القليوبى.. عمدة الفن الشعبى والحارس وريس الموال.. مواويل القليوبى فى قلب باريس.. حفلات كاملة العدد فى أكبر مسارح العاصمة الفرنسية عام 1997 (2-2) العمدة الحاج يوسف شتا القليوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكتف العمدة الحاج يوسف شتا القليوبى بالغناء فى مصر فقط، فقد ذاع صيته خارج مصر، وبدأ الفن الشعبى والموال على يده فى الانطلاق نحو العالمية. فى أحد الأيام يقول الحاج يوسف شتا: فوجئت بشخص فرنسى الجنسية اسمه مسيو «الن ويبر» قدم لى نفسه قائلا: إنه يقوم بتحضير رسالة ماجستير عن الفن الشعبى فى جميع الدول ومنها مصر، وأنه قد سأل عنى فى شهر رمضان الماضى، ثم طلب منى أن أسمعه الغناء الشعبى حتى أكون معه فى رحلة إلى باريس. تعجبت قائلا: هل أهل باريس يسمعون للفن الشعبى المصرى، فأنا لا أجيد اللغة الفرنسية فقال: نعم.. ولكن فى فرنسا جالية عربية من كل الدول.
 
أعطيته شريط كاسيت، كنت قد سجلته فى ذلك الوقت، سمعه وأظهر لى إعجابه، ثم كتب اسمى وبياناتى بالكامل، وبعد شهرين فوجئت به يطلب منى أن أحيى حفلا فى المركز الثقافى الفرنسى فى جاردن سيتى، وبالفعل أحييت الحفل وكان معى الفنان عبدالغفار رمضان، وأقمنا مباراة «فن شعبى» بيننا وكانت الحفلة ناجحة جدا، وتوالت الحفلات فى المركز الثقافى الفرنسى.
 
فى أحد الأيام، اتصل بى نفس الشخص، وطلب منى استخراج جواز السفر لى وأن استعد للسفر معه إلى باريس، شعرت بالخوف فى بادئ الأمر، ولاحظ ذلك مسيو ألن ويبر فقال لى: لا تشعر فى باريس بالغربة، وفى مطار باريس، وجدناه فى انتظارنا، ونقلتنا السيارة إلى الفندق، وكان ذلك فى يوم 21 سبتمبر عام 1997.

فى اليوم الأول وصلنا فى المساء، وفى اليوم الثانى قمنا بعمل بروفة على مسرح «تياترو» بوف دينو، وكان معنا بعض الفنانين الشعبيين، وكان ميعاد فقرتى الغنائية يوم 24 ديسمبر،  ومدة المهرجان 11 يوما، وعلمنا أن التذاكر قد نفدت فى الأيام الأولى للمهرجان، والمسرح مكون من 4 طوابق، بالإضافة إلى الصالة الكبرى، ومن شدة الزحام كان الجمهور يستعين بكراسى إضافية، وكنت أشعر بالخوف من هذه التجربة الجديدة، لكنى اعتمدت على الله فوفقنى، وغنيت

يوسف شتا القليوبى عمدة الفن الشعبى
يوسف شتا القليوبى عمدة الفن الشعبى

 

الموال التالى:

الود موصول بين القاهرة وباريس
شيراك يزور مصر ومبارك يزور باريس
وشعب مصر العظيمة بيحيى شعب باريس
الحب بينا كرامة والصداقة سلام
والرأى بينا تفاهم والسعادة سلام
بلدين فيهم حضارة تقوى كل سلام
فى مصر أهرام وإيفل رمز مجد باريس
وحضر هذه الحفلة السفير المصرى فى باريس، ووزير الثقافة الفرنسى
واستمررت فى الغناء، وألقى السفير المصرى كلمة حيا فيها الفنانين المصريين والفن المصرى، ثم ألقى وزير الثقافة الفرنسى كلمة وجه فيها الشكر للفنانين المصريين، ثم تحدث مسيو الن ويبر عن الغناء الشعبى، والحمد لله وفقنا فى باريس. 
كان الباقى من مدة الرحلة 5 أيام، أخبرنى مسيو الن بأننا سوف ننتقل إلى مدينة اسمها «بوردو» فعاد الخوف يساورنى من جديد، هل نجد جمهور مدينة بوردو مثل جمهور العاصمة باريس؟
وهناك استقبلنا عمدة المدينة اسمه «جوبيه» وحالفنا الحظ والتوفيق من الله، ووجدنا جمهور «بوردو» مثل جمهور باريس، بل أكثر، ثم انتقلنا إلى مدينة أخرى اسمها «إيفا» ووفقنا هناك أيضا وهناك غنيت بعد غيابى عن مصر وقولت :
البعد عنك يا بلدى فى الفؤاد قراص
والقرب منك دوا يشفى بدون أقراص
بشم ريحة ترابك من الفرح أرقص
دعونا لباريس.. سفرنا والنجاح لقيناه
وسمعوا منا كلامنا.. وحبهم لقيناه
ورحنا يوردو.. وإعجابهم بينا لقيناه
والحمد الله رجعنا مرفوعين الراس.
الذى أعجبنى فى جمهور باريس وفرنسا عموما، بعد ما انتقلنا بين مدن كثيرة، الالتزام، والإنسان الذى يدفع تذكرة ليدخل المسرح لكى يستمتع، فلم نجد بائعا متجولا داخل صالة التياترو، والجمهور جالس يسمع حتى آخر فقرة، ثم يقوم يؤدى التحية فى أدب .

رأيه فى الفن الشعبى

يقول الفنان يوسف شتا القليوبى: يعتمد الفنان الشعبى على تلقائية فى تأليف الكلمات، بالإضافة إلى وجود بعض مؤلفى الموال الشعبى، مثل الششتاوى خاطر وأحمد سليم، ففى حياتى الفنية ألفت أكثر مواويلى، وقمت بتأليف أكثر من ثلاثين قصة درامية شعبية حتى أصبح لى حضور على المسرح. 
الفنان عبدالغفار رمضان، أغنى له بعض كلماته، وهو كذلك يغنى لى بعض كلماتى، أما اللحن، الموجود حاليا موروث شعبى ومنذ عرف الفن الشعبى بمواله، وهذا اللحن متعارف عليه منذ القدم، وفى جميع البلاد العربية، والأقاليم المصرية، وقد غنى الفنان صالح عبدالحى والموسيقار محمد عبدالوهاب بهذا اللحن، ولكن التطوير الذى دخل على اللحن هو التطوير فى الكلمة فقط.
ونأتى للفرق بين اللحن الشعبى والأغنية، كالفرق بين ابن الريف وابن المدينة، فالفن الشعبى شىء أصيل، يأخذ من الشعب ثم يعطيه، فيتحقق النجاح.
أما شغل الشعوذة والتنطيط على «الفاضى والمليان» لا يعجبنى، الأصيل أصيل سيبك أنت.
 
ونعود للآلات التى تستخدم فى الفن الشعبى، البداية كانت آلة الأرغول، وهو مكون من ثلاث وصلات، الأولى اسمها البياتى والثانية اسمها الدوكا والثالثة اسمها الرصد، إلا أنه قد حدث تطوير عليه فأضافوا «السلامية» فزاد اللحن استحسانا، ثم الكمنجة فالطبلة والعود والقانون، ولا يمكن إدخال الآلات الغريبة مثل الجيتار والأروج فى اللحن الشعبى.
 
لم يحدث حتى الآن محاولة من أحد لإدخال الآلات الغربية السابق ذكرها فى الغناء المصاحب للمطرب الشعبى. 

الفن الشعبى له أصول وقواعد مثل أى فن، فهو تراث «تتوارثه الأجيال» ولكنه مرتبط بمقدرة الفنان .

المطرب الشعبى لا بد وأن يتمتع بعدة أشياء، منها الموهبة والاطلاع ومواكبة الأحداث وتأثره بها وانتماؤه لوطنه وشعبه، وأن يكون مؤدبا وحسن الخلق والمظهر والأداء لمواجهة الجمهور. أما الفرق بين جمهور القاهرة وجمهورالأقاليم، ففى الأقاليم توجد عائلات نشأت على الفن الشعبى ومرتبطة به فى الموالد والمناسبات السعيدة، بالإضافة إلى تذوقهم لهذا اللون من الفن، وأن أغنى للفلاح فى حلقة والعامل فى مصنعه، وأسير على الخط الجد، فدائما أختم الحفلة بقصة شعبية ريفية فيها العبرة والعظة وصراع الخير ضد الشر، وفى النهاية يكون دائما الانتصار للخير.
ولكن هناك عاملا مشتركا بين جمهور المدينة والأقاليم، هو اللغة، مادامت اللغة العربية الرسمية موجودة، فالموال موجود فى كل مكان، والجمهور والحمد الله فاهم وواع، ويتوقف الحكم على قدرة الفنان، فنحن فى عصر الكلمة.

وعن الإنشاد الدينى والمديح النبوى، فلا يدخل هذا اللون فى دائرة الفن الشعبى.

أما عن اهتمام الدولة من عدمه بالفن الشعبى، فالدولة لم تعط الفن الشعبى حقه فى الاهتمام الكافى، والدليل أن الفن الشعبى يقدم على شاشة التليفزيون لمدة لا تتجاوز بضعة دقائق، فبالطبع هذا غير كاف، وكان برنامج الأستاذ شوقى جمعة هو الوحيد الذى يقدم الفن الشعبى، وكان كل فنان يصيبه الدور بعد 6 أشهر، وفى الإذاعة كذلك كل أسبوع أو أكثر مدة «ربع الساعة» فقط للفن الشعبى، والمطلوب من الدولة الاهتمام بالفن الشعبى والأدب الشعبى، لأن الفن الشعبى هو لغة الشعب، وأن نعطى مساحة أكبر من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءه والمرئية.
ويتذكر القليوبى: منذ مدة طويلة دعانى الأستاذ الصحفى الكاتب الكبير محمود السعدنى فى إذاعة صوت العرب، كان عامل مقارنة بينى وبين عبدالحليم حافظ من حيث اللون الفنى، وكان يومها المرحوم عبدالحليم يعمل أغنية تقول كلماتها
فدائی.. فدائی.. فدائی
وطلب منى الأستاذ محمود أن أقول كلمات تؤدى هذا المعنى، فقلت يومها
«أنا الفدائى وأنا اللى أحرر أوطانى»
وكذلك الأستاذ سليمان جميل سجل معانا فى التليفزيون.
كان زمان الدولة بتهتم بالفن الشعبى
وعن صناعة الأجيال الجديدة التى تتوارث الفن الشعبى وتسير به عبر السنين المقبلة. ويؤكد: إن الصورة المرئية هذه الأيام على الساحة غير مبشرة، ولأن الجيل الجديد لم ينظر للفن من أجل الفن، ولكن النظرة له كوسيلة من أجل المادة وليت الأمر إلى هذا الحد، بل إنه ليس لديه الاستعداد للتعليم، الذى يدندن بينه وبين نفسه يدعى أنه مطرب.
كنا زمان نبحث عن الفنان ونلازمه بدون مقابل، ونذهب معه إلى أماكن بعيده، ونتابع الموالد والأفراح حتى نتعلم من الأساتذة الكبار، وكنا فخورين وسعداء بذلك.
وعن تواصل الأجيال وهل يوجد جيل جديد من الفنانين الشعبيين، أكد أن تلك المسؤولية تقع على وزارة الثقافة التى لها فروع فى كل موقع على أرض مصر، فمن خلال تلك المواقع يمكنها اكتشاف المواهب ورعايتها وصقلها وتبنيها وتدعيمها حتى تصبح هذه المواهب حقيقية، تساهم مستقبلا فى خلق أجيال جديدة، هذا بالإضافة إلى التعليم.
وكلمتى للجيل الجديد: اقرأ واسمع وابحث وتعلم، ولا تبحث عن المال فى أول الطريق حتى لا يشغلك المال عن صقل موهبتك وإشباع هوايتك ورغبتك.
نعود مع فنانا الكبير ليحدثنا عن الغنوة الشعبية والموال والقصة الشعبية فيقول:
الغناء الشعبى هو الفن الذى يصاحب الإنسان منذ مولده وحتى وفاته، حيث يتم استقبال المولود بالسبوع، وأغانى الميلاد والتهنئة ثم أغانى الظواهر الجوية، مثل الكسوف والخسوف والمطر.. إلخ، و الأغانى التى تصاحب الأطفال فى ألعابهم ثم الأفراح وهى أغانى ذات أهمية كبيرة، لأنها
أغانى تكرس وتدشن عبور الإنسان من الفتوة إلى الرجولة، وتعبر عن احتفال المجتمع بتكوين
الأسرة المستقلة، وكذلك أغانى العمل والأغانى الدينية، وهى إما قصة يقدمها المداح أو أغنية قصصية يقدمها المنشد الدينى، وأغانى الحج ثم العدودة والرثاء وغيرها .
أما القصة الشعبية فهى تضم القصة الغنائية الدينية وغيرها، وهى التى تقدم قصص الأنبياء والمعجزات مثل «النبى والغزالة، وشكوى الجمل.. إلخ».
القصة الغنائية التى تقدم شخوصا عادية غير مقدسة، مثل ماهر ومهران، جمالات ورییع، وعموما القصة الغنائية غالبا ما تكون أى حكاية فى قالب الزجل، والأغنية القصصية تتراوح بين القصص والغناء،
فالغناء إما أغنية شعبية أو أغنية مقلوبة، والمقلوبة عبارة عن لحن شائع لمطرب أو مطربة يأخذه المغنى الشعبى ويركب عليه كلمات مختلفة، أو يدخل عليه بعض الكلمات، وهناك نمط آخر مثل الريس حفنى أحمد حسن الذى قدم «شفيقة ومتولى» بوجهة نظر تتفق مع وجهة نظر الجماعة.
الموال بين كل الألوان الغنائية يقف مستقلا وشامخا، وينقسم إلى قسمين: موال غنائى وموال قصصى.
فالموال الغنائى ينقسم إلى مجموعة من الأفرع أو الأنماط، فهناك الموال الخماسى والسباعى والتساعى والـ 13 والـ 15 حتى يصل إلى الـ25 فأكثر.
والملاحظة أنه عدد فردى متصاعد، أما على مستوى تشكيلات الموال
والمضمون، فهناك الموال الأبيض الذى يخلو من الجناس، والموال الأحمر الذى يعبر عن الهم والغم والأسى والألم وشكوى الزمن وقسوة المحبين،  وهو موال يطلبه الجمهور تطهيرا لذاته.
وهناك الموال الأخضر وهو يعبر عن الحب والفرح والبهجة.
والموال الأعرج، والصد رد، وموال التماسى الذى ينسجه الفنان على اسم صاحب النقوط.
والموال اللاطش وهو أقرب إلى الهجاء، كالذى كان بين الفرزدق وجریر، وعادة لا يلجأ إليه الفنان إلا مضطرا.
فن الموال 
يختلف عن الشعر فى أنه يعتمد على قافية الكلمة، التى تتكرر ثلاث مرات فى الردفة ثم السنادة أو الغطاء أو طاقة الموال، وفيه يعود إلى العتبة مرة أخرى، وعلى سبيل المثال هذا الموال السباعى
حيو مواهـب قديمـة فى الفنـون
للعلـم صعدو وشبوا للعـلا شابه «شب إلى»
أدو الرسـالة بأمـانـة شاب أو شـابـه
ومصـر طول عمرها عند السـؤال بتجيب - من الإجابة-
من أرضها الطيبة للخير الكثير بتجيب - بمعنى تنتج وتعطـى-
طبيعة أهـل المـحـبـة للـوداد بتجــيب- أى تستجيب-
والخلق بتشيب وأعلام الفنون شـابة
- أى شباب-
أما موال المردود فيتكون من ثلاثة عتب ثم صد رد ثم الدفة 3 أبيات ثم السنادة أو طاقية الموال
مثل موال جوز الضراير
عتب:
جوز الضرار يبات حاير ما بين نارين
عايش أكنه فى ظلام ماشى ما بين نارين
معرفش طعم الهناء أصله ما بين نارين
صد رد :
ما هى القديمة كان
ولما شبع وأغتن
راح اشترى توب ما جاش التوب على قده
ومن حدوده بفعله يا ناس اتجوز «تجاوز الحدود»
يستاهل اللوم علشان ما مش يش على قده
غنى القليوبى لكل قضايا الحياة والعادات والتقاليد والقيم الأخلاقية وللوطن، فيغنى للأخلاق:
الرزق لو زاد يزيد الأصيل أخلاق
ويرقى نفسه ما يجعلش الغرور أخلاق
والناس يحبوة ويـبقوا كلهم أخلاق
بالحلم تلقاه شبع روحة ومتعها
وملاها إخلاص لكل الناس متعها
وبطيب الرزق غداها ومتعها
والدنيا باعها رخيصة واشترى الأخلاق.
04
 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة