هيثم الحاج على

جامعة جمال عبد الناصر في كوناكري

الخميس، 13 أبريل 2023 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في أبريل من عام 2017 تم تكليفي برئاسة الوفد المصري الرسمي المشارك في احتفالات كوناكري بتدشينها عاصمة للكتاب في العالم، كانت الرحلة كاشفة لكثير من التفاصيل التي يجب الوقوف عليها، تفاصيل لها علاقة بالثقافة الأفريقية والحياة في تلك البلاد، غير أن الأهم كان ما كشفته تلك الزيارة من عمق العلاقات التاريخية بين مصر وتلك البلدان، بالطبع سيطرت على الرحلة القصيرة احتفالات دولة غينيا بالثقافة والكتاب، كما كانت طبيعة الوفد الثقافي المصري الرسمي غالبة على أحداث الزيارة التي كان محركها دبلوماسي شاب هو السفير محمود رضا، كان يعمل وقتها نائبا للسفير المصري، وقد حرص على أن نتعرف بصورة قريبة على الحياة في ذلك البلد الواقع في منطقة استراتيجية بالنسبة إلينا وهي غرب أفريقيا، فصاحبنا في جولات في كوناكري اقتربنا فيها من الناس وعلمنا أن المكون المعماري للعاصمة لا يزيد عن ثلاثين بالمائة من مساحتها والباقي في حكم العشوائيات، وأن هذا المكون المعماري يخص في معظمه الجاليات الأجنبية.

لكن الزيارة الأهم في نظري كانت للجامعة الحكومية الأكبر في كوناكري والتي اسمها – للمفاجأة – جامعة جمال عبد الناصر، تلك الجامعة التي تم إطلاق هذا الاسم عليها في منتصف الثمانينيات، من دون تدخل رسمي من مصر، تعبيرا عن الامتنان للدور المصري في غينيا، حسب رواية رئيس الجامعة الذي زرناه في مكتبه وحرصنا على التقاط صورة تحت الصورة الوحيدة المعلقة في هذا المكتب، والتي كان وجه جمال عبد الناصر المكون الأساسي لها، وبالطبع عبر رئيس الجامعة عن أمنياته بتعاون علمي وثقافي، خاصة أن المبني الصغير المجاور للجامعة كان دار الكتب الغينية التي لم تكن قد افتتحت بعد، والتي زرناها باحتفاء بالغ من الإدارة، حيث طرحت مجموعة من الأفكار التي من الممكن أن تفتح الباب لتعاون مهم في تلك الفترة.

وإذا كان هناك من الحوادث اللاحقة التي تشير إلى الاهتمام بهذه المنطقة عن طريق تلك الجامعة حيث تم تدشين تمثال لجمال عبد الناصر في مدخل الجامعة بدعم مصري، فإن الأمر يمكن أن يتعدى ذلك إلى خلق كوادر علمية وفنية يمكنها أن تحمل الرؤية المصرية بصورة مستديمة في غرب أفريقيا، خاصة مع اهتمام العديد من القوى الإقليمية بها، كما يمكن أن تتم استعادة فكرة منح دراسة السينما التي كانت مطروحة في وقتها من قبل غرفة صناعة السينما الغينية التي تحاول أن تنشئ فنا سينمائيا غينيا لكنها تحتاج للخبرة المصرية التي عرضت عليها منح للدراسة في أكاديمية الفنون لكن عدم اشتمال المنحة على تذاكر السفر أدى إلى إحجام الطلاب الذين يعانون من فقر شديد عن الإفادة من هذه المنح.

إن لنا أثرا كبيرا في أفريقيا كما أن لنا علاقة بها تجعل من محاولة الاستعادة أمرا سهلا لا يحتاج إلا إلى بعض المرونة خاصة فيما يتعلق بالثقافة والتعليم، حتى لا نكتفي بذلك الدور التاريخي، وحتى تصبح الثقافة والتعليم المرتكز الأساسي لعلاقة تبادلية تقوم على التكافؤ الذي يحتاجه إخوتنا في أفريقيا وينتظرون منا استكمال جهود الدولة المصرية الحثيثة ليمكن لمثل هذه العلاقات أن تؤتي ثمارها على مستويات متعددة.

إنها قوتنا الناعمة الحقيقية التي لا بد أن ندعمها ونقويها خاصة مع تقبل الآخر لها ولفعلها بل وترحيبه بها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة