أكد عددا من الأطباء أنه رغم أهمية الصيام لجسم الإنسان إلا أن هناك بعض الحالات المرضية التى لا يستحب الصيام بها، أو الصيام مع بعض الضوابط الواجب الالتزام بها لقضاء الـ3 يوما دون مشكلات أو مضاعفات صحية.
يقول الدكتور أحمد مجدى، أستاذ القلب بمعهد القلب القومى، إن الصيام يساعد فى تحسين حالة الجسم والدورة الدموية والقلب بصور مباشرة وغير مباشرة، مشيرا إلى أن هناك مرضى قلب تصنف كحالات غير مستقرة لا يستحب لها الصيام، وهم مرضى: الذبحة الصدرية غير المستقرة، الجلطات الحديثة فى القلب، المريض الذى أجرى قسطرة تداخلية وتم تركيب دعامات للشرايين التاجية، ومرضى القلب المفتوح قبل أيام من رمضان، ومرضى الجلطات الحديثة بالرئة، والمعرضين للجلطات مجددا، وذلك لحاجتهم لتناول أدوية السيولة حتى لا تصبح لزوجة الدم مرتفعة لديهم.
وأضاف مجدى: أما مرضى صمامات القلب فأغلبهم يمكنهم الصيام إلا المرضى الذين يعانوا من تضخم كبير فى عضلة القلب، موجها عددا من النصائح لمرضى القلب، من بينها: تجنب الإفطار الدسم والثقيل، نظرا لارتفاع عمليات الامتصاص فور الإفطار، وبالتالى يفضل لمريض القلب أن يقسم الوجبات إلى وجبات صغيرة، واختيار أطعمه قليلة الدسم حتى لا تزيد لزوجة الدم، مع مراعاة تناول الأدوية بانتظام، عدم التعرض للشمس لفترات طويلة، وتناول سوائل بكثرة إلا إذا كان يعانى من تضخم عضلة القلب وقصور بالكلى.
فيما قالت الدكتورة عالية عبد الفتاح أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العينى،: إن مرض الضغط المرتفع نسبته لا يقل عن 26% حسب أخر دراسة أجريت فى التسعينات، أى أن النسبة معرضه للزيادة، أعراضه خادعة فى كثيرا من الأوقات لذا سُمى بـ"القاتل الصامت"، حيث أنه عند ارتفاعه يحدث أعراض مثل الصداع المتواصل فى مقدمة الرأس والنهجان دون إحداث مجهود، وإحساس بضربات القلب وقوتها، وكثيرا من المرضى لا يركز مع تلك الأعراض وهنا تكمن الخطورة.
وحذرت عالية، من تناول المخللات والحوادق بكميات كبيرة، مشيرة إلى أن المعلبات مثل: المشروبات الغازية تحتوى على كميات كبيرة من الصودا والمواد الحافظة وهى كميات هائلة من الملح لا يلتفت له الشخص، مؤكدة ضرورة شرب المياه بكميات كبيرة، لافته إلى أن كثيرا من المرضى يتمسكون بالصيام ولا يتمكنوا من تنظيم طعامهم، وأشارت إلى ان الارتفاع المفاجئ للضغط يمكن أن يؤدى لهبوط مفاجئ فى القلب وارتشاح فى الرئة، وقد يؤثر على وظائف الكلى واضطرابها، واضطراب الدورة الدموية فى المخ.
وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنية والسكر جامعة القاهرة، أن صيام رمضان قد يشكل خطورة على بعض مرضى السكر، حيث أثبتت الأبحاث أن 98% من مرضى السكر من النوع الثانى يقبلون على الصيام، و80% منهم أكملوا الـ30 يوم، وباقى المرضى من بينهم من صام 20، و7% منهم لم يتمكنوا من الصيام، مشيرة إلى أن أغلب مرضى السكر يمكنهم الصيام بأمان، 8 مليون مصرى مصاب بالسكر يصومون سنويا، وهناك عالميا 114 مليون شخص مصاب بالسكر يصومون كل سنة، وبالتالى لابد من إجراء مزيدا من الأبحاث بشكل سنوى مع رمضان لتحديد أي نوع من المرضى سيكون هناك صعوبه فى صيامهم.
وأضافت إيناس: هناك مشاكل قد تحدث أثناء الصيام مثل: انخفاض السكر، ويتم تشخيصه عند انخفاضه عند مستوى الـ70، وهو فى بعض الأوقات يشعر المريض بالأعراض مثل: رعشة، زغللة العين، عرق غزير، سرعة ضربات القلب، عدم التركيز، ولكنه لا يمكنه التحليل بشكل فورى، لكن عند حدوث تلك الأعراض لابد من الإفطار على الفور، الحالة الثانية إذا ارتفع مستوى السكر عن الـ300، فإذا شعر المريض بدوخة أو ارتفع السكر لديه لابد من الإفطار سريعا وتناول الدواء، لافته إلى أن مضاعفات ذلك تتمثل فى: الإصابة بحموضة الدم وهى تلزم الإفطار، أو الجفاف وارتفاع نسبة حدوث الجلطات.
وأشارت إلى أن هبوط السكر أكثر المضاعفات انتشارا، حيث أن الهبوط الشديد للسكر يحدث فى رمضان أكثر 4 مرات من الأيام العادية، مشيرة إلى أن أكثر من 30% ممن يشعروا بالهبوط يكملون الصيام رغم الخطورة البالغة فى ذلك، نظرا لإمكانية حدوث خلل فى بعض الخلايا مثل خلايا المخ إذا لم نعوض السكر الناقص، لذا لابد من تناول مشروب سكرى، مثل نصف كوب ماء و4 ملاعق سكر، أو عصير، أو ملعقة عسل مذابة فى نصف كوب من الماء، موجهه نصيحة لمرضى السكر، قائلة: حاول ألا تنام قبل الإفطار بـ3 ساعات حال شعورك بهبوط، لأن تلك الفترة هى أكثر وقت ينخفض فيها السكر، وإذا حدث ذلك قبل النوم قد تدخل فى غيبوبة نقص سكر ولا تشعر بأعراضها وبالتالى تؤدى إلى مضاعفات خطيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة