رائدة من رواد علم الهندسة الوراثية في مصر، وعالمة من طراز فريد في محراب العلوم الزراعية، كُتب اسمها من نور في تاريخ الزراعة المصرية كونها أول سيدة تتولى رئاسة مركز البحوث الزراعية، ترى الأسرة الحصن والزوج الداعم الأكبر لنجاح المرأة في حياتها العملية فتقول: وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم.
تخرجت الدكتورة هنية الإتربي، من كلية الزراعة قسم المحاصيل من جامعة القاهرة، وسرعان ما ناقشت رسالتي الماجستير ومن ثم الدكتوراه، في علم الوراثة؛ والذي كان حديث الأوساط العلمية في ذلك الوقت؛ ورآه البعض ثورة علمية جديدة، لتقرر الإتربي أن تكتشف بالبحث والدراسة ماهية الشفرة الوراثية، لتتأكد أنها معجزة كبيرة تؤكد قدرة الخالق عز وجل.
التحقت الدكتورة هنية الإتربي، بالعمل في مركز البحوث الزراعية، تحديداً بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، ونجحت من خلال دراستها لعلم الوراثة، في إنشاء معمل يختص بتحديد البصمة الوراثية في الذرة الشامية، وهو ما ساهم في الكشف عن درجة نقاوة الهجن المنتجة منها، وحفظ حق المربي؛ وللكشف عن وجود حالات التلوث ومنع الغش.
واختيرت الدكتورة هنية الإتربي، ضمن 7 علماء من بعض الجامعات المصرية؛ لتكوين فريق بحثي للعمل ضمن مشروع بحثي، لتوطين علم الوراثة في مصر، وسرعان ما تحول المشروع لمعهد قائم بذاته يسمى بمعهد بحوث الهندسة الوراثية، لتكون من الآباء المؤسسين لهذا الصرح العلمي الكبير أحد أعمدته الـ 7 ولبناته الأولى، والذين عملوا على وضع القواعد المنظمة للعمل في هذا التخصص الدقيق، واختيار أفضل العناصر من حديثي التخرج ليكونوا النواة البحثية له.
تدرجت في الوظائف داخل المعهد حتى تقلدت رئاسته عام 2001 حتى 2006، كما شغلت منصب وكيل مركز البحوث الزراعية، وسرعان ما ترأست المركز ذاته، لتكون أول سيدة تشغل هذا المنصب وتتولى إدارة أعرق المراكز البحثية الزراعية المتخصصة في الشرق الأوسط وإفريقيا، كما ترأست البنك القومي للجينات والموارد الوراثية، وغيرها من الوظائف القيادية الأخرى.
مثلت الدكتورة هنية الإتربي، مصر في العديد من المحافل والمنظمات الدولية ومنها: منظمة الأغذية والزراعة الفاو كنائب لرئيس الجهاز الرئاسي ممثلة عن إقليم الشرق الأدنى في المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية، وشاركت طوال عملها بأكثر من 60 بحث عملي منشور في الكثير من المجلات والدوريات العلمية المرموقة.
وترى الدكتورة هنية الإتربي، أن المرأة تمتلك في الوقت الحالي فرصا كبيرة وثقة غير محدودة، للنجاح وتولي الوظائف القيادية في كافة المجالات، تحظى بفرص غير مسبوقة ولم تكن متاحة لها في عصور سابقة؛ مؤكدة أن القيادة السياسية تولي المرأة اهتماما كبيرا.
ووجهت نصيحتها للسيدات خاصة حديثات الزواج والتخرج؛ بأن المرأة لديها الوعي والتفاعل الكبير للتعامل مع المشكلات وحلها، مع ضرورة الاهتمام بتربية الأبناء على القيم والأخلاق؛ خاصة في ظل المتغيرات الطارئة مع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن النجاح يحتاج "لـ دعم" لأنه عامل مشترك بين الزوجين، وهو ما لمسته من زوجها الراحل الدكتور عبد الرحيم شحاتة والذي تولى محافظاً لأكثر من مرة، لمحافظات الفيوم، والجيزة والقاهرة، ثم وزير التنمية المحلية الأسبق، قائلة: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وأيضا: وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة