"لقد وفر لى أبى دائمًا مكانًا آمنًا"، تلك المقولة كانت مبعث الحياة للشابة أمينة التي ألهمت القلوب بمحبتها وعفتها وأخلاقها فلا أحد يذكرها في أهل قريتها إلا بكل خير ولم يقتصر الألم على قريتها الصغيرة بل القرى المجاورة ففي يوم وفاتها شيعها الآلاف في مشهد مهيب إلى مثواها الأخير فها هي قصتها التي سنرويها لكم في فيديو قصير في حلقة جديدة من برنامج "فتحى شو".
في يوم من الأيام ضجت مواقع التواصل الاجتماعى بحدث لمقطع فيديو قصير لأب يرتدى جلبابه المتواضع والذى يظهر عليه الفخر والعزة وهو يقوم باستلام شهادة تخرج ابنته التى توفيت قبل الحفل بأيام، حيث أظهر الفيديو والد الطالبة الراحلة أمينة عمر محمد عصفور وقد وقف بين زميلاتها في حفل التخرج وعيناه مليئة بالدموع والاعتزاز في ذات الوقت، وعلت وجوه الجميع ملامح الحزن والأسى على هذا المشهد القاسى وآثار الفجيعة.
"عصفور" وهو والد الفتاة المتوفاة كعادة أي أب كان يكد ويتعب لأجل ابنته وشقيقاتها عسى أن يراها أفضل الناس وتحصد أعلى الدرجات العلمية، فقبل أسبوع من وفاتها كان يحتفى معها بختم القران الكريم والتي التحقت بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الزقازيق، وطوال سنوات دراستها استمرت في التفوق والنجاح حتى سنتها الأخيرة في الجامعة ليستلم والدها شهادة تخرجها.
وفى هذا اليوم نادت المتحدثة على اسم الفتاة وقلبها يعتصر من الألم فكان اسم الفتاة ينده دون مجيب.. الطالبة امينة عمر محمد عصفور لتسليمها شهادة التخرج لينطق الاب وشفتاه ترتعش من حسرة فقدانه لابنته "أفندم"، ويتقدم الاب بخطى ثابتة وابنته الأخرى تتشبث في جلبابه في انهيار تام من البكاء ليفلت منها ويذهب ويتسلم شهادة تخرج ابنته وكأنه يُسلم عليها في حضرة ما تبقى لها من أثر وحنين لها في عيون اصدقائها الذى دوما كان يراها معهم .
وفى هذه اللحظة علت نحيب زميلاتها الذين بدأوا مواساة الاب المكلوم وتقدم الاب ليستلم اخر شهادة لابنته وكأن الله عز وجل يرسل طيبا على قلبه ليستلم شهادة أخرى غير شهادة وفاة ابنته ليذهب بها الى بلدته متفاخرا بابنته المتوفاة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة