جاء إعلان ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، في كينشاسا، عاصمة أكبر دولة ناطقة بالفرنسية في العالم، وهي المحطة الأخيرة من جولته الإفريقية، بعد مشاركته في قمة حول الغابات الاستوائية في ليبرفيل، ثم توجه إلى لواندا ومنها إلى برازافيل. 


وقال ماكرون - خلال المؤتمر الصحفي - إن فرنسا ستكون أول دولة تستجيب لمبادرة الاتحاد الأوروبي لإنشاء جسر جوي إنساني إلى مدينة "جوما" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المتضررة من عودة تمرد حركة 23 مارس، مؤكدا أن فرنسا ستساهم بما يصل إلى 34 مليون يورو كمساعدات إنسانية تضاف إلى المساعدات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي. 


وكانت المفوضية الأوروبية، قد أعلنت - في بيان - أن الجسر الجوي الذي أنشئ "بدعم من فرنسا، سيسمح بإيصال مساعدة إنسانية بشكل منتجات طبية وغذائية، بالإضافة إلى سلسلة من مواد الطوارئ الأخرى، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وغيرها من الشركاء في المجال الإنساني".

 
وخلال المؤتمر الصحفي، أكد ماكرون أهمية وقف أعمال النهب التي تشهدها البلاد، مؤكدا أن جميع الأطراف الفاعلة في الصراع، بما في ذلك أعضاء حركة 23 مارس ، "قدموا دعما واضحا" لقرار وقف إطلاق النار اعتبارا من /الثلاثاء/ المقبل.


وفيما يتعلق بالتعاون بين باريس وكينشاسا، أعلن ماكرون عن "شراكة جديدة على المستويين الأمني والعسكري"، موضحا أن جمهورية الكونغو الديمقراطية كانت بالفعل "الشريك الأول لفرنسا في مجال التدريب العسكري".


ثم أوضح بالتفصيل المشاريع الكبرى للدعم الفرنسي في البلاد، وحدد المجالات الأربعة الرئيسية للتعاون المستقبلي بين البلدين، خاصة على المستوى الاقتصادي، حيث شدد ماكرون على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، ليشمل جميع القطاعات بدءا من المجال الرقمي حتى مجال التعدين، وذلك في خدمة الشعب الكونغولي. 


كما دعا الرئيس الفرنسي إلى تعزيز التعاون في المجالات العلمية والبحثية، وأشار إلى أن فرنسا ملتزمة بمكافحة الإيبولا في البلاد، كما رحب بالتعاون مع إفريقيا بشأن مواجهة جائحة كورونا، معربا عن رغبته في المضي قدما في التبادلات العلمية والأكاديمية خاصة فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي. 


كما أكد رغبته في التركيز على المجال الثقافي من خلال تزويد جمهورية الكونغو الديمقراطية بـ "أدوات وشبكات تساعدها على التطور" في عدة مجالات ثقافية وترفيهية.