خزائن الأرض فى الواحات.. قصة مدينة كاليس أرض الرخاء والنعيم أكبر مصدر للحبوب منذ 2000 عام

السبت، 04 مارس 2023 08:38 ص
خزائن الأرض فى الواحات.. قصة مدينة كاليس أرض الرخاء والنعيم أكبر مصدر للحبوب منذ 2000 عام جانب من التغطية
كتب محمود رضا الزاملى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بث تلفزيون اليوم السابع تغطية خاصة حول، قصة مدينة كاليس أرض الرخاء والنعيم وتاريخها يوثقها كأكبر مصدر للحبوب منذ 2000 عام، وهى التغطية التي اعدها الزميل محمود رضا الزاملى وقدمها الزميل محمد أبو ليلة .

واستعرضت التغطية أن كل أهل الواحات الداخلة يعرفون تلك المنطقة المهجورة منذ عقود طويلة من الزمن بأنها خراب وغير مسكونة ولكونها مجاورة لقرية أسمنت أحد أهم القرى التاريخية فى الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، فاطلقوا عليها اسم أسمنت الخراب وتم تسجيلها بهذا الاسم فى سجلات الآثار المصرية، ولكن تاريخ تلك المنطقة يوثق قصة مغايرة تماماً لهذا الاسم حيث أنها كانت مدينة الرخاء والنعيم وأحد أهم مخازن الحبوب والدقيق الذى يتم نقله إلى روما فى زمن الإمبراطور نيرون وكانت مدينة متكاملة تعرف باسم كاليس ومعناها أرض النعيم أو مخزن الغلال ومع تعاقب القرون عليها تهدمت وتحولت إلى أطلال وطمستها الكثبان الرملية حتى بدأت أعمال الكشف والحفائر الأثرية للتعرف على معالمها وتاريخها.

وتعتبر أرض الرخاء مدينة كاليس من أهم المناطق التاريخية التى تسجل تاريخ حقبة هامة من العصر اليونانى والرومانى وهى تبعد 15 كيلو مترا من مدينة موط عاصمة مركز الداخلة وهى مدينة قبطية متكاملة مبنية من الطوب اللبن فى القرن الرابع والخامس الميلادى كما يوجد بالمدينة معبد خصص لعبادة المعبود توتو وهو المعبد الوحيد فى مصر لهذا الإله وهو شكل على هيئة أبو الهول برأس أدمى وجسد أسد أما الذيل فكان على هيئة ثعبان الكوبرا وهو المعبد الوحيد للمعبود توتو الذى عثر عليه فى مصر حتى الآن كما يوجد بالمدينة كنيسة تعد من أقدم الكنائس المصرية التى شيدت عام 350م كما عثر بالمدينة على آلاف البرديات التى تحتوى على ثروة هائلة من المعلومات التاريخية النادرة.

وأنشئت مدينة كاليس على مساحة 50 فدانا على بعد 5 كيلو مترات من قرية أسمنت وهى عبارة عن مدينة قبطية قديمة بها ما يقرب من 100 منزل أثرى وقامت البعثة الكندية بأعمال حفائر بها منذ عام 1985 ومن خلالها تم التعرف على تخطيط المنزل القبطى الشائع فى ذلك الوقت فهو عبارة عن مدخل كبير يؤدى إلى طرقة يصل منها إلى قاعة المنزل ويحيط بالقاعة مجموعة من الحجرات تستخدم للإعاشة والسكن ويوجد سلم يصعد منه إلى الطابق الثانى، وبالمنزل ملحقات عبارة عن حوش وحجرات صغيرة لتربية الدواجن وحجرة تجهيز الخبز وغيرها كما تضم المنطقة ثلاث كنائس تعتبر من أقدم الكنائس فى مصر اثنتان منها على الطراز القبطى والثالثة على الطراز البازيلكى.

كما يوجد معبد الإله توتو ويحيط به سور ضخم شيد بداخله المعبد الحجرى حيث مدخل المعبد ذو الواجهة المشيدة من الطوب اللبن ثم المدخل بواجهته الحجرية والذى كان يعلوه عتب حجرى تم العثور عليه وقد سقط عن الواجهة الحجرية داخل المعبد ثم فناء المعبد المؤدى إلى قدس الأقداس ثم المذبح بالإضافة إلى الملحقات الخاصة بالمعبد كما تضم المنطقة إلى جانب كل ذلك مقابر ترجع إلى نفس الفترة أى العصر القبطى، ويعتبر الإله توتو ھو أحد أھم الآلھة الرئیسیة فى واحة الداخلة خلال العصرین الیونانى والرومانى، وقد ارتبط الاله توتو فى ھذا المعبد بالآلھة المختلفة وأولھا أمه الإلھة نیت وإرتباط الإله توتو بالشیاطین، وقد تم توضیح عطایا الإله توتو وعلاقته بالمصیر والقدر وقوته من خلال نقوش المعبد.

ولم ینشأ الإله توتو فى واحة الداخلة، ولكن ھناك أدلة أشارت إلى نشأته فى الدلتا فى أثناء الأسرة 26، بینما كان إزدھاره وإنتشاره فى العصر البطلمى المبكر طبقاً لمجموعة الأمثلة التى ترجع إلى ذلك الفترة، وھى منتشرة فى متاحف المختلفة وأغلبھا ترجع إلى الفترة ما بین القرن الثالث قبل المیلادى حتى الأول المیلادى، عند إكتشاف معبد توتو فى أسمنت الخراب، تبین لنا أن عبادته إستمرت حتى القرن الرابع المیلادى.

وھو عبارة عن معبد حجرى وسط مبان من الطوب اللبن، ھذا المعبد یرجع تاريخه إلى العصر الرومانى، ویعتبر أقدم تاریخ مرتبط ببناء ھذا المعبد ھو فى وقت الإمبراطور نیرون (54 – 68 م) والدلیل الأكثر حداثة ھو یعود إلى (335 م )، والمعبد الرئيسى لم یتبق منه سوى حوالى متر واحد فى الإرتفاع، فھذا المتر ھو الذى يدل على تخطیط المعبد الحجرى الوحید للإله توتو، ولا نعلم السبب وراء ھذا الانھیار الكامل، ویبدأ ھذا المعبد بالبوابة الرئیسیة للمعبد.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة