مسلسل سره الباتع.. هل تاجر نابليون بالدين من أجل التودد إلى المصريين حقا؟

السبت، 25 مارس 2023 03:30 م
مسلسل سره الباتع.. هل تاجر نابليون بالدين من أجل التودد إلى المصريين حقا؟ سره الباتع
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال مسلسل "سره الباتع" بطولة النجمين أحمد فهمى وأحمد السعدنى، وإخراج خالد يوسف في أول تجاربه الدرامية، والذى يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، وفى الجانب الخاص بفترة الحملة الفرنسية في المسلسل، ظهر في الحلقة الثالثة من المسلسل الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، وهو يحاول إقناع أهل القرية بتسليم راية البلاد له، وفي اللقاء الذي جمع بين بونابرت وأهالي قرية "شطانوف"، قال لهم الجنرال الفرنسي إنه جلب العلماء إلى مصر لتحقيق النهضة في البلاد، ولينقذهم من خطر المماليك، مؤكدًا أن السبب الرئيسي لمجيئه إلى مصر هو سعيه لنصرة الإسلام.
 
ويوضح كتاب "الحملة الصليبية على العالم الإسلامى والعالم وعلاقتها بمخطط إسرائيل الكبرى" للكاتب يوسف العاصى الطويل، أنه أثناء وجود الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت فى مصر، أدرك قوة الدين على المصريين، ومدى أهمية الأزهر، وقوة تأثير شيوخه فى نفوس الشعب المصرى، فحاول ونجح فى التودد إلى طائفة منهم، وجعل ينتهز الفرصة تلو الأخرى للاجتماع بهم، ويتحدث إليهم فى موضوعات علمية حول القرآن، ويشعرهم باحترامه لنبى الإسلام، فيخرجون من عنده وكلهم لسان ثناء عليه، يشيعونه فيمن يخالطونهم.
 
 وعندما أنشأ نابليون ديوان القاهرة، مركزا للشورى وتبادل الرأى، ضم إلى عضويته هؤلاء المشايخ، وكانوا أغلبية فى المركز والاجتماعات. واستشهدت الدراسة، بما ذكره المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتى، بالبيان الذى صدر عن علماء بالأزهر الشريف يعبرون فيه عن فرحتهم فى سقوط يافا على إيدى الفرنسيين، ويدعون أنه من مقادير الله.
 
كما أخرج علماء الأزهر أيضا، بيانا أثناء ثورة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين، يتهم فيه الثوار بأنهم أصحاب فتنة، كما أدان بعض العلماء قيام سليمان الحلبى بقتل كليبر، وسارعوا بالتنديد بالواقعة واتهامه بالعمالة لصالح المماليك ولم يترحموا عليه أو على المشايخ الذين قطعت رقابهم بتهمة علمهم بمقصد سليمان الحلبى ولم يبلغوا السلطات.
 
على جانب آخر يوضح مقال للدكتور محمد أبو الفتوح غنيم  بعنوان " الجنرال مينو.. والمتاجرة بالدين وبالزواج" فأنه على الرغم مما واجهه مينو بسبب إقدامه على هذه الزيجة من سخرية واستياء قواد وجنود جيش الشرق الفرنسي، إلا أنها أسعدت قائده بونابرت، الذي رحَّب بها، كما يتضح من رسالة وردت في مجموعة الأوامر العسكرية اليومية لنابليون بونابرت في مصر أرسلها إلى الجنرال مينو هنأه فيها على إسلامه كما يلي: إلى الجنرال مينو، مركز القيادة - (26 فبراير 1799)، لقد علمت بكل سعادة أيها الجنرال المواطن من رسالتك بتاريخ 27يناير  أنك قد ذهبت لتؤم الصلاة في المسجد.
 
ولهذا ليس بمستبعد أن يكون زواجه، ومن قبله إسلامه، إنما كان قناعاً لتحقيق أغراض عسكرية وسياسية، ولم يكن عن اقتناع كاف، وإيمان عميق بالإسلام ورسالته. ولعل يوميات الحملة الفرنسية في مصر ومخاطبات القادة تفصح عن الكثير في هذا الشأن، فقد كتب مينو لصديقه ديجا (أحد قواد الحملة الفرنسية وعيَّنه نابليون حاكماً على القاهرة): يجب أن أحيطك علماً يا عزيزي الجنرال بأنني قد اتخذت لي زوجة، وإنني أعتقد أن هذا الإجراء يخدم الصالح العام.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة