علا الشافعي تكتب: حصاد دورة مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ73… خروج عن المألوف في نوعية الأفلام.. طغيان الخطاب السياسي المباشر ظلم الأعمال الفنية الجيدة وعلى رأسها الفيلم الكوري "حيوات ماضية"

الأربعاء، 01 مارس 2023 09:00 م
علا الشافعي تكتب: حصاد دورة مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ73… خروج عن المألوف في نوعية الأفلام.. طغيان الخطاب السياسي المباشر ظلم الأعمال الفنية الجيدة  وعلى رأسها الفيلم الكوري "حيوات ماضية" علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد إسدال الستار على الدورة الـ73 من مهرجان برلين السينمائي الدولي (16 - 26 فبراير)، يتساءل الكثيرون: "هل هناك وصف دقيق من الممكن أن نطلقه على هذه الدورة من "البرلينالة"، وهل كان مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية جيد أو جيد جيدًا، وهل هناك مفاجأة فنية حملها برلين في دورته المنصرمة؟"..
 
 
مهرجان برلين (1)
 

 

مهرجان برلين (2)
 
حقيقة الأمر أن أقل توصيف للدورة الـ73 هو أنها دورة "محبطة" ولم تكن على مستوى التوقعات والآمال، وأيضًا ممكن أن نراها دورة الخروج عن المألوف تحديدًا في الجوائز، حيث إن معظم الأفلام التي تصدرت ترشيحات النقاد من حيث أهميتها وجودتها  وعلى رأسها الفيلم الكوري  للمخرجة سيلين سونج "حيوات ماضية"، لم يحصل على جائزة واحدة من جوائز المهرجان، بل خرج خالي الوفاض، في حين أن لجنة التحكيم انتصرت للفيلم الوثائقي "على قارب أدامان"، ومنحته جائزة المهرجان الكبرى "الدب الذهبي".
 
ورغم ذلك هناك العديد من الظواهر التي ميزت هذه الدورة ولا نستطيع أن نغفلها وأهمها سيطرة السياسة الزائدة عن الحد، سواء على مستوى التصريحات أو ما شهدته ليلة الافتتاح أو "الريد كاربت"، إضافة إلى  الحفاوة بالفن بمعنى أن هناك عددا من الأفلام كان أبطالها فنانون سواء كتاب يبحثون عن النص المثالي ويعانون أرق الإنجاز، وهناك الروائي الشاب ليون (توماس شوبرت) في فيلم "حريق" للمخرج الألماني المبدع كريستيان بتزولد، أو عن حياتهم وتحديدًا لحظات معينة عاشوها، أو مخرجون  وأصحاب فن يكاد أن يندثر ويرغبون في الحفاظ عليه فن تصميم العرائس تصميم وتحريكها  في فيلم "لو جران شاريو" (مسابقة) للمخرج الفرنسي فيليب جاريل، إضافة إلى ذلك سنجد أن عائلة بأكملها اشتركت في بطولة وإخراج فيلم هو نفس الفيلم الفرنسي الذي أخرجه فيليب جاريل وقام ببطولته أبنائه الثلاثة، ومخرجتان شقيقتان حازتا على جائزة  الدب الذهبي  للفيلم القصير "يرقة" وهما اللبنانيتان ميشيل ونويل كسرواني إخراج أحسن فيلم قصير في تجربتهما الأولى.
 
 
مهرجان برلين (3)
 

 

مهرجان برلين (4)
 

دورة الخروج عن المألوف

 
إذا كانت أفلام المسابقة الرسمية بشكل عام في الدورة الـ73 كانت متوسطة المستوى، إلا أن لجنة التحكيم برئاسة الأمريكية "كريستين ستيورات" قد انتصرت لكل ما هو خارج عن المألوف، حيث ذهب الدب الذهبي للفيلم الوثائقي  "على قارب الأدامان" للمخرج الفرنسي نيكولا فيليبير الذي صور فيلمه مع مجموعة مرضي أمراض نفسية وعقلية. ويركز الفيلم على مركز لرعاية البالغين الذين يعانون من اضطرابات عقلية  يقع على نهر السين في باريس، وقدم تجربة تشبه التداعي الحر لكل ما يجول بخاطرهم ، وكيف أن العلاج بالفن والموسيقى والرسم والغناء، والتطلع للعالم هو فقط المفتاح للشفاء.
 
المخرج الذي يبدو أنه تفاجأ بحصوله على الجائزة الكبرى للمهرجان وبمجرد صعوده إلى خشبة المسرح كان أول تساؤل يوجهه إلى لجنة التحكيم " هل أنتم مجانين  لتمنحونني جائزة الدب الذهبي؟".. ويعد هذا الفيلم  ضمن ثلاثية أنجزها المخرج البالغ من العمر 72 عاما عن الطب النفسي.
 
ومنحت اللجنة الطفلة صوفيا اوتيرو جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة عن دورها بفيلم 20,000 Species of bees أو" "20 ألف نوع من النحل"، وكانت الطفلة تجسد دور فتاة تعاني اضطراب في الهوية، وأيضا ذهبت جائزة أحسن ممثلة مساعدة للممثلة  ثيا إيره عن دورها بفيلم till the end pig the night الذي تدور أحداثه في نفس فلك اضطراب الهوية.
 

الفيلم  الحائز على جائرة لجنة التحكيم

 
من الأفلام التي تستحق التوقف عندها  من أفلام الدورة الـ73  هو فيلم "حريق"  أو A fire للمخرج الألماني المبدع كريستيان بيتزولد، HGالحائز على جائزة الدب الفضي الكبرى للجنة التحكيم.. بيتزولد هو صاحب الفيلم البديع " أوندين" الذي سبق وحاز على جائزة الدب الذهبي 
عام 2020.
 
مهرجان برلين (5)

 

وتدور أحداث فيلم بيتزولد الجديد حول الروائي الشاب ليون (توماس شوبرت)  الذي يقرر الحصول على إجازة والذهاب مع صديقه إلى بيت صيفي في الريف الألماني، بحثا عن الهدوء كل منهما لسبب مختلف، الروائي الشاب يرغب في انهاء نصه الذي يعاني من صعوبة بالغة في كتابة  الصياغة النهائية لروايته الثانية وقبل أن يتسلمها الناشر في حين أن صديقه فيليكس (لانجستون أوبيل)  يرغب في التقاط مجموعة من الصور من أجل إعداد " البرتوفليو" الخاص به   تتعطل السيارة الخاصة بهما، ويضطران لاستكمال المشوار سيرا على الأقدام من خلال الغابة، ويسمعان عن الحرائق المنتشرة من حولهما، ينطلق بيتزولد من تلك التفاصيل  ولكنه وكعادته يأخذنا لبعيد ويبحث ويتساءل عن حرائق أخرى ومناطق أكثر اشتعالا وايلاما داخل كل شخصية،  فها هو المؤلف الشاب يجد نفسه يواجه  تفاصيل حياتية غير معتادة  ويصادف فتاة تغير فيه الكثير كذلك تتطور علاقة صديقه  فيليكس بمن حوله،  كل ما يحدث داخل البيت الصيفي الصغير وما حوله يغير كثيرا في شخصية الكاتب الشاب وهو ما  يساهم في نضجه الفكري، والوصول إلى ذروة الابداع بنص جديد بعيدا عن نصه الأول المراهق الذي كان يطلق عليه " كلاب ساندوتش" يحدث هذا كله وفي خلفية التطورات حرائق ستنشب في الغابة التي يقع فيها البيت، تلك الحرائق التي  ستغير مصير كل من يقيمون في هذا البيت  بأشكال مختلفة، النيران التي كانوا يعتقدون أنها بعيدة عنهم، ولكنها تآكل كل شيء من حولهم بما في ذلك بعضهم، تلك التجربة المؤلمة تشكل النص الأدبي الجديد لبطل العمل الذي يري بنفسه حيوات تنتهي في غمضة عين ومنزل كان يضج بالحياة وفجأة تحول إلى منزل مهجور، وشخصيات تجاهد طريقها  في الحياة بأشكال  مختلفة، الفيلم يحفل بالعناصر الفنية المميزة على مستوي الصياغة الدرامية والتمثيل والموسيقي التصويرية شديدة التميز.

 

وتدور أحداث فيلم بيتزولد الجديد حول الروائي الشاب ليون (توماس شوبرت)  الذي يقرر الحصول على إجازة والذهاب مع صديقه إلى بيت صيفي في الريف الألماني، بحثا عن الهدوء كل منهما لسبب مختلف الروائي الشاب يرغب في انهاء نصه الذي يعاني من صعوبة بالغة في كتابة  الصياغة النهائية لروايته الثانية وقبل أن يتسلمها الناشر في حين أن صديقه فيليكس (لانجستون أوبيل)  يرغب في التقاط مجموعة من الصور من أجل إعداد " البرتوفليو" الخاص به   تتعطل السيارة الخاصة بهما، ويضطران لاستكمال المشوار سيرا على الأقدام من خلال الغابة، ويسمعون عن الحرائق المنتشرة من حولهما، ينطلق بيتزولد من تلك التفاصيل  ولكنه وكعادته يأخذنا لبعيد ويبحث ويتساءل عن حرائق أخري ومناطق أكثر اشتعالا وايلاما داخل كل شخصية  فها هو المؤلف الشاب يجد نفسه يواجه  تفاصيل حياتية غير معتادة  ويصادف فتاة تغير فيه الكثير كذلك تتطور علاقة صديقه  فيليكس بمن حوله،  كل ما يحدث داخل البيت الصيفي الصغير وما حوله يغير كثيرا في شخصية الكاتب الشاب وهو ما  يساهم في نضجه الفكري، والوصول إلى ذروة الابداع بنص جديد بعيدا عن نصه الأول المراهق الذي كان يطلق عليه " كلاب ساندوتش" يحدث هذا كله وفي خلفية التطورات حرائق ستنشب في الغابة التي يقع فيها البيت، تلك الحرائق التي  ستغير مصير كل من يقيمون في هذا البيت  بأشكال مختلفة، النيران التي كانوا يعتقدون أنها بعيدة عنهم، ولكنها تآكل كل شيء من حولهم بما في ذلك بعضهم، تلك التجربة المؤلمة تشكل النص الأدبي الجديد لبطل العمل الذي يري بنفسه حيوات تنتهي في غمضة عين ومنزل كان يضج بالحياة وفجأة تحول إلى منزل مهجور، وشخصيات تجاهد طريقها  في الحياة بأشكال  مختلفة، الفيلم يحفل بالعناصر الفنية المميزة على مستوى الصياغة الدرامية والتمثيل والموسيقي التصويرية شديدة التميز.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة