سارة درويش

"تاروت العلاقات" وخريطة الحب

الخميس، 09 فبراير 2023 08:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعنوان ذكي جاذب ومحتوى علمي مبسط قدمت الكاتبة هند عزت، في كتابها الصادر حديثًا "تاروت العلاقات" خارطة طريق لمن يسعى للاستماع بحياة عاطفية صحية؛ في وقتٍ تتناثر فيه آلاف النصائح للحصول على علاقة صحية عبر المئات من مقاطع الفيديو والمقالات والاقتباسات على مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية اكتشاف الشريك السام، والنرجسي، والعلامات الحمراء "ريد فلاجز" التي تنذر بضرورة الهرب وإنهاء العلاقة، ولا أحد تقريبًا يتحدث عن الخطوة الأهم وهي الفهم الصحيح لأنفسنا ولاحتياجاتنا والتأكد من أننا لن نكون هذا "الشريك السام" دون أن ندري.

يقودك الكتاب في رحلة من 5 محطات، في المحطة الأولى تطرح الكاتبة سؤالاً بسيطًا / معقدًا للغاية هو "من أنا؟" وتشرح ببساطة لماذا أنت بحاجة للتعرف على نفسك بشكل عميق وحقيقي قبل أن تحاول التعرف على شريك حياتك، الحالي أو حتى المستقبلي. ولماذا من الضروري أن تتعرف بصدق على احتياجاتك الحقيقية من العلاقات العاطفية قبل أن تبدأ في اتهام شريكك بأنه مقصر في تلبيتها. وتشرح أنه "من الممكن أن تتسبب قلة وعيك بنفسك واحتياجاتها الحقيقية في أن تظهر بقناع لا يعبر عن ذاتك الداخلية، وبناءً عليه تخوض علاقة عاطفية لا تلبي أيا من احتياجاتك. فبعد فترة ستظهر هذه الاحتياجات وتطفو على سطح العلاقة، وسيتفاجأ بها شريكك، ويرتبك، وفي كثير من الأحيان لن يستطيع تلبيتها؛ فلقد قمت باختياره بناءً على قشرتك الخارجية التي لا تمت بصلة لحقيقتك الداخلية."

بعدها تجيبك على سؤال آخر كبير هو "كيف أعرف نفسي؟"، وهنا تقترح عليك بعض الطرق التي قد تساعدك على ذلك، سواء من خلال تمارين الكتابة، أو بمساعدة "هرم ماسلو" للاحتياجات، أو تقنية "نافذة جوهاري"، أو من خلال اختبارات أنماط الشخصية أو القيم الشخصية.

في المحطة الثانية والثالثة، وبعد أن تكون تعرفت على نفسك بأمانة، تصحبك في رحلة لاكتشاف الشريك العاطفي بعمق ووعي أكبر، في ضوء ما عرفته عن نفسك، وفي ضوء الوعي الجديد الذي اكتسبته بالنفس البشرية بالإضافة إلى التعرف على لغات الحب المختلفة.

في المحطة الرابعة يطرح من جديد سؤالاً هامًا عن الاضطرابات النفسية وأنماط العلاقات، وهل يعني رؤية بعض العيوب أو المؤشرات الحمراء في شخصية الشريك العاطفي ضرورة الهرب وإنهاء العلاقة؟ وهل لا يحق لمن يعاني أو سبق وعانى اضطرابًا نفسيًا أو اضطرابًا في الشخصية أن يحظى بعلاقة عاطفية؟

أخيرًا يساعدك في المحطة الأخيرة على التعافي من ألم الانفصال والتغلب على ألم الشعور بالرفض وتقبل ألمك والاعتراف به لتتمكن بعدها من التعافي منه وتجاوزه.

الكتاب الشيق الممتع ربما لم يطرح نظريات جديدة أو معلومات تكشف لأول مرة، لكنه ببساطته ورشاقة لغته يصلح كدليل ذكي في الطريق إلى الوصول للنضج العاطفي ومن ثم معرفة ما ينبغي عليك أن تبحث عنه لتشعر بالسعادة والإشباع العاطفي، وكيف تكون أنت نفسك طرفًا سويًا في العلاقات العاطفية، وهو أمر أهم بكثير من حالة الترصد لأخطاء وعيوب الطرف الآخر التي انتشرت مؤخرًا تزامنًا مع انتشار الكثير من المعلومات غير المتخصصة عن اضطرابات الشخصية التي تتماس مع العلاقات العاطفية وتؤثر عليها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة