أكرم القصاص - علا الشافعي

"الطاقة الحرارية الجوفية" بديل لدى أوروبا لتعويض نقص الغاز الروسى.. تلبى 25% من احتياجات التدفئة دون انبعاث الكربون.. فرنسا تهدف لزيادتها 40% فى 2023.. و100 مشروع فى ألمانيا.. والهزات الأرضية أكبر العقبات

الإثنين، 06 فبراير 2023 01:00 ص
"الطاقة الحرارية الجوفية" بديل لدى أوروبا لتعويض نقص الغاز الروسى.. تلبى 25% من احتياجات التدفئة دون انبعاث الكربون.. فرنسا تهدف لزيادتها 40% فى 2023.. و100 مشروع فى ألمانيا.. والهزات الأرضية أكبر العقبات الطاقة الارضية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال أوروبا تبحث عن بدائل جديدة لتعويض أزمة النقص الروسى فى ظل استمرار الحرب فى أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة، وتعتبر الطاقة الحرارية الجوفية آخر الحلول التى عثرت عليها القارة العجوز لتحل محل الغاز الروسى.

وأشارت صحيفة "ليستن دياريو" الإسبانية إلى أنه فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى، تكتسب الطاقة الحرارية الأرضية فى أعماق البحار، والتى يتم تحقيقها من خلال التقاط الحرارة من المياه الجوفية، اهتمامًا بإنتاج الحرارة مع تقليل انبعاثات الكربون.

وشجعت الحرب فى أوكرانيا أوروبا على الاهتمام بهذه الطاقة حيث أدى الصراع إلى انخفاض إمدادات الغاز الروسى، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار ودفع الأوروبيين للبحث عن بدائل.

وعلى الرغم من أن الأسعار قد انخفضت مؤخرًا فى الأسواق قصيرة الأجل، إلا أن الأزمة كشفت ضعف القارة فى مجال الطاقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطاقة الحرارية الجوفية تتمتع بالعديد من المزايا، وقال كريستيان بليتل، مدير أنشطة الطاقة الحرارية الأرضية فى مرفق إدارة النفايات الصلبة التابع للبلدية "كان هناك ازدهار حقيقى فى الطلب منذ بداية هذه الأزمة".

وأضاف "نجلس على كنز دفين، فى وضع جيولوجى مثالي"..لقرون، اشتهر جنوب ألمانيا بالحمامات الحرارية التى يتم تسخينها أيضًا بالمياه الجوفية".

وفى نهاية عام 2022، نشرت الحكومة الألمانية خارطة طريق تتضمن هدف إنتاج 10 تيراواط ساعة من الحرارة الجوفية سنويًا بحلول عام 2030، أى عشرة أضعاف ما هو عليه اليوم، ولتحقيق ذلك، تخطط برلين للترويج "لما لا يقل عن 100 مشروع آخر للطاقة الحرارية الأرضية" فى البلاد، والتى تعتمد بنسبة 50٪ على الغاز للتدفئة.

وفقًا للمفوضية الأوروبية، من خلال الطاقة الحرارية الأرضية، يمكن تلبية "ما يصل إلى 25٪ من احتياجات التدفئة" فى الاتحاد الأوروبى دون انبعاث الكربون.

وتعتبر محطة سيندلينج Sendling الألمانية، هى واحدة من أكبر محطات الغاز، ولكنها الآن تتميز بإنتاج الحرارة من المياه الجوفية، والتى تشهد زيادة إنتاجية بشكل تتدريجى.

فى Sendling، تم تركيب أنبوب تحت الأرض بطول 3 كيلومترات لالتقاط المياه الحرارية بمضخة تزيد درجة حرارتها عن 110 درجة مئوية. ثم ينتقل إلى شبكات الحرارة، ويبرد ويعود تحت الأرض.

لا يعمل التركيب حتى الآن بنسبة 100٪ من طاقته ولكنه سيكون قادرًا على تدفئة 80 ألف منزل ابتداءً من هذا العام. فى المصنع، يتم تشغيل كل شيء آليًا أو إدارته من غرفة التحكم الموجودة فى المبنى التاريخى.

تقوم بلدية ميونيخ، وهى مدينة يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، بالترويج للعديد من المشاريع من هذا النوع. بحلول عام 2035، سيتم استثمار 1000 مليون يورو (حوالى 1100 مليون دولار) حتى يتم تشغيل نصف تدفئة المدينة بفضل هذه التكنولوجيا.

فى عام 2021، تم إرفاق وحدة للطاقة الحرارية الأرضية بمحطة الطاقة التى تعود إلى القرن التاسع عشر، وهى عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مليء بالأنابيب.

وفى فرنسا، قدمت الحكومة الأسبوع الماضى، خطة تهدف إلى زيادة مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية العميقة بنسبة 40٪ بحلول عام 2030.

فى المجر، أصدرت حكومة فيكتور أوربان مرسومًا فى أكتوبر الماضى لتوسيع استخدام تلك الطاقة، وتخطط إيطاليا لاستعادة الدعم الشعبى "فى الأسابيع المقبلة".

فى الدنمارك، يجب أن تفتح أكبر محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية فى البلاد فى عام 2030 فى آرهوس (شرقًا) وتوفر 20٪ من تدفئة المناطق.

ومن أكثر العقبات التى تواجه الحصول على الطاقة الحرارية الأرضية، هو أن يتسبب الحفر فى حدوث زلازل إذا تم إجراؤه فى صخور غير مستقرة، وفى ستراسبورغ بشرق فرنسا، أُلقى باللوم على محطة كهرباء فى اهتزاز قوته 2.1 إلى 3.6 فى عام 2020.

وفقًا للمفوضية الأوروبية، من خلال الطاقة الحرارية الأرضية، يمكن تلبية "ما يصل إلى 25٪ من احتياجات التدفئة" فى الاتحاد الأوروبى دون انبعاث الكربون.

وتسعى القارة الأوروبية إلى خفض اعتمادها على الوقود الأحفورى بنسبة 43% خلال العام الجارى (2023)، ولتحقيق ذلك تعوّل كثيرًا على تطور الأداء النووى لباريس جنبًا إلى جنب مع زخم إنتاج الطاقة المتجددة خاصة الكهرومائية.

والجدير بالذكر فإن الحظر الشامل على استيراد المنتجات النفطية الروسية إلى أوروبا، يدخل اليوم حيز التنفيذ، حيث تعتبر واحدة أخرى من قائمة العقوبات الواسعة ضد الكرملين بسبب الحرب الأوكرانية، والذى، وفقًا للخبراء، سيكون له آثار جانبية قصيرة المدى عندما يتعلق الأمر بالتزود بالوقود، وأهمها أنه سيؤدى إلى ارتفاع عالمى فى أسعار الوقود، خلال الأشهر المقبلة.

ومن المقرر أن يشمل الحظر الأوروبى "عصب الاقتصاد العالمي"، وهو الديزل، والذى لا تزال أوروبا تعتمد على وارداته من روسيا بشكل قوى، حيث وفقا للبيانات فإن أوروبا استوردت حوالى 220 مليون برميل من الديزل الروسى خلال العام الماضى بمعدل 700 الف برميل يوميا، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة