السحر في محمية رأس محمد.. قبلة عشاق الطبيعة حول العالم.. قناة وأشجار المانجروف من أشهر معالمها.. مشاهد الشق الصخرى تبهر زائريها.. بحيرتها المسحورة تحافظ على تغير ألوانها كل يوم.. وحيوانات وطيور تتخذها موطنا لها

الجمعة، 24 فبراير 2023 11:00 م
السحر في محمية رأس محمد.. قبلة عشاق الطبيعة حول العالم.. قناة وأشجار المانجروف من أشهر معالمها.. مشاهد الشق الصخرى تبهر زائريها.. بحيرتها المسحورة تحافظ على تغير ألوانها كل يوم.. وحيوانات وطيور تتخذها موطنا لها محمية رأس محمد
جنوب سيناء محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إليها لا يتوقف حنين الباحثين عن سحر وجمال الطبيعة وبين جوانب معالمها المدهشة يتجول عشاق الطبيعة القادمون من كل حدب وصوب من مختلف البلدان يستمتعون بمكونات التقاء الماء والخضرة وفوقهما صفاء السماء وحكايات وأساطير فريدة من التاريخ.. هى محمية رأس محمد بمحافظة جنوب سيناء، الواقعة على بعد 12 كم من شرم الشيخ التى أعلنت محمية طبيعية فى عام 1983.
 
تقع هذه المحمية، عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتمثل الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد حائطا صخريا مع مياه الخليج الذى توجد به الشعاب المرجانية، كما توجد قناة المانجروف التى تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول نحو 250 م، وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كل جوانبها البحرية.
 
تبلغ مساحتها 480 كم وتمتاز بطقس شديد الحرارة صيفا ومعتدل شتاء، لذلك أعلنت رأس محمد محمية طبيعية لما تحتويه من الأنظمة الأيدلوجية المهمة وعالية الحساسية مثل الشعب المرجانية، وبيئة المانجروف وبيئة الأودية الصحراوية والبيئات الساحلية، وتتمثل فى سهول طينية وأراض ملحية وبيئة الحشائش البحرية، وهذه المحمية من أشهر معالم سيناء.
 
وتشير البيانات الصادرة عن المحمية إلى أنها تشتمل على نحو 150 نوعا من الحيوانات المرجانية، ومناطق صيد أسماك وتضم مياه محمية رأس محمد نحو 1000 نوع من الأسماك، كثير منها ليس له أى موطن آخر غير مياه البحر الأحمر الذى كان منعزلا تماما كبحيرة قبل نحو 500 ألف سنة كما يقول العلماء، وتوجد أنواع من الجمبرى تستوطن الشقوق الموجودة فى وسط المحمية فى منطقة الزلازل، كما توجد فى المحمية أسماك الملاس، والكشر والنهاش والعبية والفراشة والببغاء، وهى أسماك تعيش وتتوالد فى الشعاب أو فى حشائش قاع البحر التى تجاورها، وتوجد وتتوالد فى المحمية أنواع من السلاحف البحرية «الترسة» مثل سلحفاة منقار الصقور والسلحفاة الخضراء، السلحفاة جلدية الظهر.
 
وتعيش على اليابسة أعدد كبيرة من الحشرات والزواحف، ومن الثدييات ومنها ثعلب الصحراء، الفنك، الوعل، الأرنب الجبلى، الغزال، الضبع، الوبر، الماعز الجبلى، وكذلك الجوارح مثل الباز والحدأة والصقر الحوام، كما يأوى إليها طائر العقاب النسارى.
 
كما تضم بحيرة المانجروف، والبحيرة المسحورة التى تتدرج مياهها بين اللون الأزرق والأحمر الوردى، حيث يتغير لونها عدة مرات يوميا، وفى أجمل الإطلالات ترى أسراب طيور النورس والنسر العقابى، فى واحدة من أهم معالم السياحة فى مصر.
 
ويفضل زوار المحمية مشاهدة معالمها من على ظهر اليخوت السياحية ويستمتعون بجمال الطبيعة الساحرة، وممارسة الغوص فى أعماق المياه الصافية والمنظر الساحر للأسماك الملونة والشعاب المرجانية، وفى قلب البحيرة المسحورة تتم مشاهدة أسماك شقائق النعمان، عقرب البحر، وصخور القرش ويولندا التى تحوى بين طياتها العديد من الشعاب المرجانية.
ويصل للمحمية الباحثون عن العلاج الطبيعى بالاستشفاء من آلام العظام عن طريق الغطس فى عين المياه الكبريتية الطبيعية وهى عبارة عن 15 عينا تتدفق منها المياه الساخنة من داخل مغارة بالجبل.
 
وتعد قناة «المانجروف» من أحد مكونات المحمية التى تبهر زائريها بجمال مكونات طبيعية من مياه تسير وسط شق يخترق الصحراء وحوله سياج من أشجار نبات المانجروف، بعضها يظهر فوق المياه وأخرى تنمو فى مشهد بديع تحت الماء.
 
هذه المكونات من سحر وجمال الطبيعة جعلت من المكان قبلة ومحطة رئيسية للزائرين للمحمية من كل دول العالم، الذين رصدت «اليوم السابع»، إقبالهم بكثرة على المكان فى أفواج وجميعهم يفضل قضاء ساعات فى المكان متنقلا بين جنباته والتقاط صور تذكارية للطبيعة البكر.
 
وأشد ما يجذب الزائرين للمكان هو طبيعة أشجار المانجروف الخضراء النامية فوق سطح الماء منذ مئات السنين.
 
وتوضح البيانات الرسمية لمحمية رأس محمد أن «قناة المانجروف»، تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد، وجزيرة البعيرة، بطول 1.2 كيلومتر، وتقدر عدد أشجار المانجروف فيها ما يقارب 89 شجرة على مساحة تصل لنحو 2 هكتار، بينما ينمو تحت الماء المئات من النباتات الجديدة منها.
 
وبحسب البيانات أن شق هذه البحيرة نتيجة زلازل منذ مئات الملايين من السنين، حيث شقت قناة صخرية، يطلق عليها «قناة المانجروف»، وأنواع أشجار المانجروف بها نادرة لا توجد إلا فى 4 مناطق فى العالم منها مصر، وهو نوع غريب من الأشجار يمتص الملح من المياه، ويظهر الملح على أوراقه الخضراء، حيث يمكنك رؤيته وتحسسه عليها، ويحظر على الزائرين السباحة فيها، محافظة عليها، ولكن يسمح بالتقاط الصور وهى إضافة للجانب الترفيهى والسياحى تعد منطقة أبحاث علمية نادرة من نوعها.
 
وتنقلنا الجولة فى مكونات المحمية لشق صخرى يقسم الصخور بيابسة محمية رأس محمد الطبيعية بجنوب سيناء، يتجمع يوميا الآلاف من الزائرين من كل أنحاء العالم لمشاهدة أغرب شق زلزالى من نوعه على مستوى العالم.
 
هذا الشق الذى يعد من بين معالم محمية رأس محمد الطبيعية يتصل بمياه البحر من حوله عبر كهوف داخلية ويبلغ طوله 42 مترا ويتراوح عرضه بين 0.2 و2 متر، ويبلغ عمق المياه به 14 مترا.
 
داخل هذا الشق توجد كائنات حية من نوعيات تتكيف مع طبيعة الكهوف ومنها الجمبرى الأحمر الأعمى والرخويات والطحالب.
 
ونظرا لطبيعة الشق الساحرة كمشهد لخط ماء وسط استواء صخرى، يجذب إليه السائحين من زوار المحمية وفرق تصوير الحياة الطبيعية والمهتمين بعلوم البحار والزلازل وعلماء الجيولوجيا.
 
وبدورها وضعت محمية رأس محمد تحذيرا واحدا لمن يصل للمكان وهو «عدم النزول إلى الشق الزلزالى حتى لا يتأثر وتتعرض أجزاء منه للانهيار حفاظا على سلامتهم».
 
تشير بيانات محمية رأس محمد الرسمية إلى أن الدراسات ترجح أن الشق نشأ نتيجة لحركات القشرة الأرضية النشطة بهذه المنطقة عند بداية تكوين البحر الأحمر وخليج العقبة تسبب بهما فالق أرضى نشط يمتد جنوبا من جنوب إثيوبيا، وشمالا بمحاذاة شرق البحر المتوسط، وهو ما يعرف بفالق الوادى المتصدع أو حفرة الانهدام.
 
وظل هذا الشق مختفيا تحت الأرض، حتى أدت هزة أرضية حدثت بالمنطقة عام 1968 إلى كسر الطبقة السطحية كاشفة عن ذلك النظام الكهفى الذى تتكون صخوره من الشعاب المرجانية المتحفرة، واتسع الشق فى زلزال عام 1992.
 
ويعد الشق الزلزالى من ضمن محطات ومزارات مهمة داخل المحمية وهى المنطقة الشاطئية التى تتاح فيها السباحة تصلح للسياحة، ومنطقة البركة المسحورة والتى تعتمد على حركة المد والجزر، ومنطقة الزلازل القديمة، ونقاط مشاهدة الشعاب المرجانية والطيور، ومناطق الحفريات.
 
ومن معالم محمية رأس محمد «البحيرة المسحورة» التى تجذب إليها السائحين نظرا لجمال مشاهدها وتغير لونها 7 مرات يوميا، وحولها تنسج الأساطير والحكايات الغريبة التى يتوارثها أبناء المكان ويحييها زواره.
 
وتشهد البحيرة التى يطلق عليها اسم «الخليج الخفى» يوميا توافد السائحين لزيارتها وبعضهم يحرص على إلقاء العملات المعدنية فى مسطحها المائى مع ترديد الأمانى للمستقبل، وآخرون يفضلونها كمكان للغوص والتقاط الصور التذكارية وسط مشاهدها الطبيعية الأكثر تميزا حيث تحيط بها المكونات الصخرية الجبلية.
 
ومن مشاهد البحيرة المميزة التى تجذب السائحين إليها تعدد ألوانها، ويصف الخبير السياحى بشرم الشيخ «موسى أبوالعراج»، البحيرة بقوله: إنها تجذب من يشاهدها بألوان تتغير 7 مرات فى اليوم، لافتا أن هذا ما جعل السكان المحليين ومن بعدهم الزائرين يطلقون عليها اسم البحيرة المسحورة، وهذه الألوان تتغير نتيجة تحرك الضوء وانعكاسه على قاعها وما فيه من مكونات طبيعية من صخور ورمال ناعمة صافية لتعطى هذه اللوحة من الجمال الطبيعى.
 
وأضاف أن البحيرة توارث كل من يزورها التحدث بالأمانى للمستقبل وما يريدونه فى قادم أيامهم، وكان أهل المكان يلقون بالأحجار بينما بعض الجنسيات الأجنبية من سائحين يلقون عملات معدنية فى قاعها، لافتا أن المدهش أنها مكان مفضل للغطس والعوم حيث تحتوى على كهوف كثيرة.
 
داخل المحمية يتواصل توافد السائحين فى وفود بعضها تتجول داخل معالم المحمية الطبيعية وبعضها يفضل التخييم والإقامة لعدة أيام.
 
قال أحمد عادل عقرب، مرشد سياحى يرافق مجموعة من السائحين، إن «رأس محمد» وجهة طبيعية من أهم وجهات السياحة فى جنوب سيناء التى يفضل السائحون الوصول لها.
وقال إن أهم ما يحرص عليه السائح التقاط الصور ومشاهدة مكوناتها الطبيعية البكر ومنها «قناة المانجروف»، لافتا أنه يقوم زوار المحمية برحلات غوص حيث تصنف المحمية على أنها من أجمل مناطق الغوص فى العالم لوجود حفريات بها تتراوح أعمارها ما بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة إضافة إلى ثرائها بالشعب المرجانية والأحياء البرية.
 
وقال جمعة عواد مبارك، من أهالى منطقة شرم الشيخ القائمين على توفير خدمات التخييم للسائحين زوار المحمية، إن الأفواج السياحية بعضها يفضل الحضور والتجول ليوم واحد وتناول وجبة الغداء فى المحمية، والبعض يحصل على التصاريح بالتخييم ليوم وحتى 3 أيام ويتم توفير متطلباتهم البسيطة من الطعام.
 
وقال إن المكان بكر وبعيد عن الضوضاء لذلك يفضله السائحون، لافتا أن من أكثر الجنسيات إقبالا على المكان الإيطاليين وكان قبلهم الأوكران والروس إلى جانب السائحين من ألمانيا وإنجلترا وهولندا.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة