تحل اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور الذى ولد في 22 فبراير من عام 1788 ، وقد بنى شوبنهاور أفكاره على الفلسفة المثالية المتعالية لإيمانويل كانت، فتبنى نظامًا ماورائيًا وأخلاقيًا يرفض الأفكار المعاصرة التي سادت في عهد الفلسفة المثالية الألمانية وعرف بفلسفته التشاؤمية.
وُلد شوبنهاور في مدينة دانزيج الألمانية والتي تُعرف اليوم باسم جدانسك، وهي إحدى مدن بولندا الحالية وينحدر والده ووالدته من عائلتين أرستقراطيتين ألمانية وهولندية الأصول.
لم يكن والداه متدينين، وكانا من مؤيدي الثورة الفرنسية والجمهوريانية والكوزموبوليتية، وكانا معجبين بإنجلترا وثقافتها وأدبها ولشوبنهاور شقيقة واحدة هي أديله، ووُلدت في 12 يوليو عام 1797.
أُرسل شوبنهاور إلى لاهاي في عام 1797 ليعيش لدى عائلة شريك والده التجاري، وهو جريجوار دو بليزيمار فتعلم الفرنسية وأسس صداقة طويلة مع جان أنتيم غريغواري دو بليزيمار وبدأ تعلم العزف على الناي منذ عام 1799، وفي عام 1803، ذهب برفقة والديه في جولة سياحية إلى هولندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا وبروسيا واستغل والده الفرصة لزيارة بعض شركائه التجاريين في الخارج.
عرض عليه والده خيارًا من اثنين: البقاء في المنزل والتحضير للجامعة، أو السفر معه وإكمال تعليمه التجاري. اختار شوبنهاور السفر مع والده، وندم أشد الندم على هذا الخيار لأن تعلم مهنة التجارة أضجره.
استمرت انتقاداته اللاذعة للتدين الأنجليكاني في مراحل لاحقة من حياته على الرغم من إعجابه بالثقافة الإنجليزية ونتاجها تعرّض لضغوط من والده أيضًا، فلم يكن الأخير راضيًا عن تحصيله الدراسي.
ظهرت على شوبنهاور أعراض تقلب المزاج أيضًا منذ شبابه، واعترف مرارًا أنه ورث المزاجيّة من والده وتشير دلائل إلى حالات أمراض نفسية خطيرة في عائلة والد شوبنهاور.
ترك شوبنهاور المدرسة الثانوية بعد كتابة قصيدة ساخرة من أحد معلميه في المدرسة، ادعى شوبنهاور أنه ترك المدرسة طوعًا، لكن رسائل والدته تدل على أنه طُرد من المدرسة.
أمضى شوبنهاور سنتين من حياته تاجرًا تكريمًا لذكرى والده، وفي تلك الفترة، شكك شوبنهاور في مقدرته على بدء مسيرة دراسية جديدة، فتعليمه السابق هو تدريب في مجال التجارة، ولم يفلح في تعلم اللاتينية التي تُعد شرطا أساسيا لبدء مسيرة أكاديمية.
دفع مزاج شوبنهاور به إلى اختيار نوعية معينة من الكتب، وكان اختياره منصباً على دراسة بوذا ثم كتب الديانة الهندية، وتعمق لديه الإحساس بأن الحياة شر، وأن الحياة ليس فيها إلا الألم والمرض والشيخوخة والموت.
وفى أواخر أيام حياته بدأت فلسفته التشاؤمية تلقى اهتماماً لدى الأوساط، مما جعله يشعر ببعض الرضا وفي 21 سبتمبر 1860جلس في الفندق المتواضع الذي قضي فيه الثلاثين عاماً الأخيرة من عمره، وكان يتناول إفطاره، وبعد ساعة وجدته صاحبة الفندق ما يزال جالساً كما هو، فاقتربت تتفحصه فوجدته ميتا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة