نساء قدن مصر فى الحضارة القديمة.. "خنت كاوس" أول ملكة كتبت على باب هرمها "ملك الوجهين البحرى والقبلى والأم الملكية وبنت الإله".. نيت إقرت انتقمت لمقتل زوجها واسمها يعنى "المعبودة المحلية لمدينة سايس"

الثلاثاء، 14 فبراير 2023 12:00 ص
نساء قدن مصر فى الحضارة القديمة.. "خنت كاوس" أول ملكة كتبت على باب هرمها "ملك الوجهين البحرى والقبلى والأم الملكية وبنت الإله".. نيت إقرت انتقمت لمقتل زوجها واسمها يعنى "المعبودة المحلية لمدينة سايس" خنت كاوس
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مدرس التاريخ وحضارة مصر القديمة: الحضارة المصرية القديمة بجلت المرأة منذ أقدم العصور

الدكتورة أميرة عصام: أهم إنجازات الملكة خنتكاوس الأولى وصول ولديها للعرش.

 

الآثار التي تركها المصريون القدماء تتحدث عن أمجاد صنعتها ملكات حكمن مصر في قديم الزمان، وكشفت للعالم كيف تمكنت المرأة المصرية من صنع حضارة يتحدث عنها الجميع حتى الآن، وأعطت ملكات مصر في الحضارة القديمة رسالة للعالم بأن المرأة قادرة على إدارة البلاد، وأن آثار ما حققن ستظل موجودة حتى بعد آلاف السنين.

في الحلقة الثالثة من حلقتنا، نتحدث عن ملكتان من الملكات اللاتى حكمن مصر، وكان لهن أثرا كبيرا في الحضارة المصرية القديمة، وما تم اكتشافه من آثار ومقابر، خنت كاوس ونيت إقرت.

 

 

خنت كاوس

 

خنت كاوس
خنت كاوس

خنت كاوس حكمت مصر القديمة في عهد الأسرة الرابعة، وبعض المؤرخون يرون أنها كانت ابنة الملك كاو رع، وزوجة شپ سس كاف وأم أوسر كاف، ولديها مقبرة في الجيزة تقع بالقرب من مجمع هرم من كاو رع.، ويرى مؤرخون أن هذا الارتباط قد يعني أن هناك علاقة عائلية.

المؤرخون أكدوا أن خنت كاوس، لعبت دورًا هامًا في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة، حيث اتخذت لنفسها ألقاب عديدة مثل ملكة مصر العليا والسفلى وأُم ملك مصر العليا والسفلى، كما كانت الوارثة الشرعية للعرش، ونقلت الشرعية إلى الأسرة الخامسة، وبعض المؤرخون يرون أنها كانت زوجة رجل ليس من الدم الملكي الخالص، وبنت خنت كاوس معبدا هرميًا في هضبة الجيزة.

 

تولى خنت كاوس حكم مصر

بحسب مؤرخون فإن خنت كاوس جلست على العرش بعد وفاة الملك شبسس كاف، حيث كانت الوارثة الحقيقية للملك وهي أول ملكة كتبت على باب هرمها "ملك الوجهين البحري والقبلي والأم الملكية وبنت الإله"، وكان لقبها الملكي "مو.ت نسو-بي.تج نسو-بي.تج"، حيث يفسر المؤرخون اللقب بأنه "أم ملكي مصر العليا والسفلى" أو "أم ملك مصر العليا والسفلى وملكة مصر العليا والسفلى"، ويعتقد بعض المؤرخين أنها حكمت مصر في نهاية الأسرة الرابعة، حيث كانت زوجة شپ سس كاف، والبعض يرى إنها كانت ذات قرابة به كانت أصل الأسرة الخامسة .

وفي 4 يناير 2015، اكتشف أثريون بالتشيك مقبرتها ، حيث كانت مقبرة خنت كاوس مدفونة في أبو صير، كما توجد العديد من أهرامات فراعنة الأسرة الخامسة، من بينهم نفر إف رع، عثر على المقبرة بالقرب من المجمع الجنائزي لنفر إف رع بواسطة فريق أثري تشيكي بقيادة ميروسلاف بارتا من جامعة تشارلز، براغ، بالتعاون مع الأثريين المصريين، حيث كان اسم خنت كاوس وترتيبها منقوشا على الجدران الداخلية للمقبرة، ربما بواسطة البنائين، وكذلك الرسومات الموجودة عرفتها على أنها "زوجة الملك" و"أم الملك"، وهذا يعنى أن ابنها تولى العرش، كما أن التماثيل والأواني الحجرية الأربعة والعشرون، بالإضافة لأربع أواني نحاسية تم العثور عليهم في المقبرة.

الملكة خنت كاوس
الملكة خنت كاوس

 

الخلط بين خنت كاوس وخنت كاوس الثانية
 

بعض المؤرخون خلطوا بينها وبين الملكة خنت كاوس الثانية التي بنت هرما بمجمع هرمي كامل في أبوصير، بينما استبعدت الأبحاث الجديدة هذا الأمر، ووضعت خنت كاوس الثانية في منتصف الأسرة الخامسة، بينما خنت كاوس الأولى، تنهي مع زوجها حكم الأسرة الرابعة.

 

 

نيت إقرت
 

بينما الملكة "نيت إقرت"، يرى مؤرخون أنها الملكة الأخيرة في الأسرة السادسة في مصر القديمة، وبعض المؤرخون أكدا أنها كانت واصية على العرش، وآخرون يرون أنها كانت شقيقة الملك مرن رع الثاني وابنة الملك بيبي الثاني والملكة نيت.

نيت إقرت
نيت إقرت

 

ورثت العرش بعد مقتل أخيها على يد رعاياه، وجعلوها تتولى الحكم، وبمجرد توليها حكم مصر، خططت للانتقام لمقتله، وتوصلت لخطة انتهت بقتل أعداد غفيرة من المصريين. إذ انتهزت مناسبة إنشاء مبنى كبير تحت الأرض فدعت إلى مأدبة احتفالا بالحدث، وكان ضيوفها من تأكد لديها ضلوعهم في مقتل أخيها، ولما جلسوا هؤلاء إلى المائدة وانشغلوا بالطعام أعطت للخدم إشارة، ففتحوا بوابة تدفقت منها مياه النهر وقتلوا جميعا.

 

أبرز المعلومات عنها
 

ذكر الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، في كتابه "ملكات مصر" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن "نيت  إقرت" والتى يعنى اسمها "الربة نيت ممتازة"، وصفها معظم المؤرخين بأنها أجمل نساء عصرها فكانت تتمتع بالملامح الشقراء، هى بنت الملك بيبى الثانى وأمها الملكة نيت، وكانت آخر ملوك الأسرة السادسة "2218 ـ 2216 ق.م".

 

ويضيف الدكتور ممدوح الدماطى في كتابه :"بعد أخيها الملك مرينرع الثانى الذى حكم حوالى عام واحد فقط، وربما كانت أيضًا زوجته، وعندما مات حكمت نيت ـ إقرت لمدة عامين، إلا أننا لا نعرف عن حكم أخيها أو حكمها أى معلومات تشير إلى أى نشاط لهما، هيرودوت فى كتابة عن تاريخ مصر ذكر "أنه بعد مينا حكم مصر "330" ملكًا ذكروا مدونين على بردية، قرأ له أسمائهم فيها كاهن من مدينة منف، ولم يكن منهم إلا امرأة واحدة هى نيت إقرت، وهى التى تولت العرش بعد قتل أخيها، الذى كان ملك مصر وقتل بتدبير من رعاياه الذين رفعوا نيت إقرت على العرش.

نيت إقرت
منقوشات فرعونية عن حكم نيت إقرت

 

بينما يقول المؤرخ هيرودوت إن الملكة نيت إقرت ارتقت العرش بعد مقتل زوجها فأرادت أن تنتقم من الذين دبروا تلك المكيدة، وأنها قتلت الكثير من المدبرين لقتل زوجها انتقاما له، حيث بنت قاعة واسعة تحت الأرض وقالت إنها ستفتتحها ولكنها كانت تخطط للانتقام، ثم دعت الملكة عدد كبير من المصرين الذين قتلوا زوجها وأطلقت عليهم أثناء تناولهم للطعام ماء النهر من قناة واسعة خفية.

 

ويوضح المؤرخ هيرودوت، إنه تجنب انتقام أهل الضحايا أقدمت على الانتحار من خلال إلقاء نفسها في حجرة مليئة بالرماد، كما ذكر هيرودوت أن هناك ملكة بابلية تحمل نفس الاسم مع ذكر لمنشآت لها في بابل مرتبطة بشكل أساسي مع تحويل نهر الفرات، وقصة عن نفس الملكة البابلية تتعلق بقبرها والنقوش عليه، والتي خدعت داريوس ليفتحه، إلا أنه كان هناك نقش آخر في الداخل ينتقد من يفتح مقبرة ميت من أجل الجشع والدناءة.

 

أبرز الآثار المكتشفة عنها
 

يوجد هرم ينتسب لنيت إقرت يقع فى شمال غرب هرم بيبى الثانى بسقارة وهو فى حالة جيدة، بينما لم تذكر نيت إقرت في أي من النقوش المصرية الأصلية، وزعم بعض المؤرخون أن اسم نيت إقرت يظهر على جزء من قائمة تورينو للملوك، والتي تعود إلى عهد الأسرة التاسعة عشرة، بينما التحليل المجهري لقائمة ملوك تورينو يقترح أن هذا الجزء من القائمة قد وضع في غير محله عند إعادة تجميع المخطوطة، وأن اسم نيت إقرت الموجود عليه هو في الواقع نسخ خاطئ للاسم ملك ذكر "نتر كا رع سبتاح"، الذي ورد اسمه في قائمة أبيدوس للملوك .

 

الدكتورة أميرة عصام:النصوص المصرية القديمة تظهر اهتمام المصري القديم بالمرأة منذ بداية التاريخ
 

للتعرف أكثر على تفاصيل حياة هاتين الملكتين، كان لنا حوارا مع الدكتورة أميرة عصام، مدرس التاريخ وحضارة كصر القديمة، بكلية البنات جامعة عين شمس، والتي حدثتنا بشكل مستفيض عن كل من الملكتين خنت كاوس ونيت إقرت، وإلى مصر الحوار..

 

 

في البداية ما هي أبرز المعلومات عن الملكة خنتكاوس؟
 

مثلت الملكة خنتكاوس الأولى حلقة الاتصال بين الأسرتين الرابعة والخامسة، ويعني اسمها (كاؤها في المقدمة)، ويتفق عدد من الباحثين على أنها كانت ابنة ملكية، ويختلفون في اسم أبيها وإن كان من المرجح أنها أبنة للملك منكاورع، وأنها كانت رابطة الدم التي نقلت العرش للأسرة الخامسة، لها مقبرة ضخمة جدا في منطقة الجيزة جنوب شرق هرم الملك خفرع وشمال معبد الوادي للملك منكاورع وعرفت باسم الهرم الرابع.

 

كيف جاء صعودها للسلطة؟
 

هناك خلاف وجدل كبير إذا كانت الملكة خنتكاوس قد حكمت مصر بالفعل أو كونها أم ملكية ساهمت بشكل كبير في انتقال العرش والحفاظ عليه، وجاء هذا الجدل لأن الملكة خنتكاوس الأولى لقبت بلقب غير معتاد لم يحظ به- حتى الآن- سوى ملكتين فقط طوال التاريخ المصري القديم هما خنتكاوس الأولى من عصر الأسرة الرابعة والملكة خنتكاوس الثانية من عصر الأسرة الخامسة وهذا اللقب هو

326555238_486211696850569_8073067848321016636_n

 والذي ظهر على آثار الملكة خنتكاوس الأولى ثلاث مرات، وأدت ندرة هذا اللقب وتفرده إلى حدوث جدل واسع بين العلماء حول ترجمته وانحصرت الآراء في ترجمته إلى ترجمتين الأولى ملك مصر العليا والسفلى والثانية: أم ملكي مصر العليا والسفلى، وعلى الرغم من أن الرأيين كليهما صحيح لغويًّا فإن كل ترجمة منهما تتضمن معنى مختلفًا تمامًا، وكذلك تفسيرًا مختلفًا من حيث الأحداث التاريخية، الترجمة الأولى للقب وهي: ملك مصر العليا والسفلى أم ملك مصر العليا والسفلى، وبهذه الترجمة اعتبرت "خنتكاوس الأولى" ملكًا حاكمًا ودعم أصحاب هذه الترجمة رأيهم بأدلة كاستقلال جبانة "خنتكاوس الأولى" في الجيزة وارتباطها بمدينة هرمية وأهميتها باعتبارها جبانة لملك، فضلًا عن وجود المقابر المحيطة بها التي يحمل فيها المتوفى لقب "حم نثر"  لوالدة الملك، وهي الوظيفة التي اقتصرت على خدمة الملوك الحاكمين بعد وفاتهم، فضلا عن المعبودات، وفي كل ذلك دليل على حكم الملكة "خنتكاوس الأولى" .

الترجمة الثانية: "أم ملكي مصر العليا والسفلى"، ويرى أصحاب هذه الترجمة أنه لا يوجد أي دليل على كون الملكة "خنتكاوس الأولى" كانت ملكة حاكمة أو وصية على العرش، حيث صورت الملكة بغطاء رأس أنثى النسر وليس التاج المزدوج)، كما أن اسمها لم يكتب في خرطوش أو في أي قائمة من قوائم الملوك، كما أن الملكة خنتكاوس الثانية والتي حملت اللقب نفسه أظهرت الأدلة الأثرية كونها أم لملكين وهما نفر إف رع وني وسر رع من الأسرة الخامسة وبالقياس فإن الملكة خنتكاوس الأولى هي أيضًا أم لملكين.

وقد رجحت الدراسة الخاصة بي عن "أمهات الملوك مؤسسي الأسرات الملكية منذ عصر الأسرة الثالثة وحتى عصر الأسرة الثامنة عشر" هذا الرأي الأخير وهي أن الملكة خنتكاوس الأولى أم ملكي مصر العليا والسفلى، وذلك لأن الملكة "خنتكاوس الأولى" لم تكن الملكة الوحيدة التي حصلت على امتيازات مثل الملوك، فالملكة "خنتكاوس الثانية" أيضًا تمتعت بامتيازات خاصة، فقد صورت بصولجان الواس الذي يرمز إلى السلطة، وهي أول ملكة يخصص لها هرم للعبادة كما كان لمعبدها الجنائزي أرشيف مثل الملوك، اتخذت الملكة "خنتكاوس الثانية" نفس اللقب، وقد تأكد أنها أم لملكين هما الملك "نفر إف رع" والملك "ني وسر رع" وهو ما يدعم ترجمة اللقب ب أم الملكين (وفي حالة خنتكاوس الأولى فمن المرجح أن يكون الملكين شبسسكاف أخر ملوك الأسرة الرابعة ووسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة) ، وربما كانت الامتيازات التي حصلت عليها كل من "خنتكاوس الأولى" والثانية ترجع للمكانة التي تمتعت بها كل منهن وربما للدور الذي لعبته في دعم تولى ابنها الثاني العرش.

 

هل هذه الفترة كانت الحضارة المصرية تبجل المرأة وتحترم دورها وتعترف بأنها قادرة على قيادة دولة؟
 

الحضارة المصرية القديمة بجلت المرأة منذ أقدم العصور وقد ظهر دور المرأة جليًا في الحضارة المصرية القديمة منذ عصر الأسرة الأولى على أقل تقدير، فتولت الأم الملكية دور الوصاية على العرش في حال كان ابنها صغيرًا في السن، فكانت صاحبة الكلمة في إدارة شئون البلاد، فربما تولت الملكة "نيت حتب" دور الوصاية على الملك "حور عحا" أول ملوك الأسرة الأولى، وتأكد هذا الدور من خلال الملكة "مريت نيت" التي تولت الوصاية على ابنها الملك "دن"، حيث عثر على اسمها ولقبها أم الملك على طبعة ختم من مقبرة الملك "دن" تحتوي على الأسماء الحورية لملوك النصف الأول من الأسرة الأولى، كما عثر على مقبرتها في أم الجعاب بأبيدوس ضمن مقابر الملوك التي تميزت بالضخامة مثلها مثل مقابر الملوك، فاشتملت على ما لا يقل عن أربعين مقبرة فرعية، وهي سمة اقتصرت فقط على ملوك الأسرة الأولى، وعلى مدار التاريخ المصري القديم استمرت المرأة في لعب دورًا هام ومحوريًا سواء في الأسرة المصرية أو في القصر الملكي كأم ملكية كانت على رأس الحريم الملكي والسيدة الأولى في القصر والبلاد فارتبطت في فكر المصري القديم بالمعبودة إيسة الزوجة لأوزير والأم المقدسة لحور وحيث أن الملك هو الممثل لحور على العرش فإن أم الملك مثلت المعبودة إيسة ولعبت الدور نفسه الذي قامت به في وصول حور لعرش أبيه ومن ثم كان للأم الملكية دور محوري في انتقال العرش في مصر القديمة.

 

ما هي أبرز التحديات التي واجهتها خلال تلك الفترة؟
 

بالتأكيد كان أبرز التحديات هو حفاظها على العرش لأبنها الثاني خلافًا لقواعد تولي العرش في مصر القديمة والتي كانت تعتمد في الأساس على انتقال العرش من الأب إلى الابن طبقًا للنمط الأسطوري وعالم الأرباب بوراثة حور لعرش أبيه أوزير، فالملكة خنتكاوس الأولى أحد أهم أمهات الملوك اللاتي لعبن دورًا بارزًا في انتقال العرش من الأخ إلى الأخ في نهاية الأسرة الرابعة، وعلى الرغم من أنها لم تكن زوجة ملكية فأنها استطاعت أن تنقل الحكم إلى ابنها شبسسكاف ومن بعده ابنها الثاني وسركاف، فضمنت استمرار خط الأسرة الملكية وأضفت الشرعية على وصول ابنها الثاني للعرش.

 

ما هي السمات والصفات التي جعلت خنتكاوس قادرة على حكم مصر؟
 

من خلال الألقاب التي حملتها الملكة خنتكاوس الأولى تبين أنها كانت شخصية فريدة ذات سطوة وكلمة في البلاد حيث تمكنت من الحفاظ على العرش لابنها الثاني فهي أبنة للملك وأم لملكي مصر العليا والسفلى، بالإضافة إلى أنها لقب بلق أخر غير معتاد أيضًا يعكس مكانتها وما وصلت إليه من نفوذ وهذا اللقب هو" كل ما تقوله ينفذ لها أو التي يطاع لها كل أمر" فمن المؤكد أنها حصلت على هذا اللقب لدورها غير التقليدي في تولي اثنين من أبنائها العرش وربما اتخذته في عهد ابنها الثاني، فتمتعت بمكانة وسلطة كبيرتين في البلاط الملكي.

 

ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها خلال عهدها؟
 

مما لاشك فيه أن أهم إنجازات الملكة خنتكاوس الأولى هو وصول ولديها للعرش وإعدادهم لذلك، وربما لعبت الدور الأكبر في عهد ابنها الثاني وسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة حيث تميزت هذه الفترة بازدهار عبادة معبود الشمس رع، وكذلك ببدء علاقات تجارية جديدة مع جزر بحر إيجه، في عهد الملك وسركاف.

 

هل تم اكتشاف آثار أو مومياوات تخص خنتكاوس تكشف تفاصيل عصرها؟
 

لم يتم العثور على مومياء الملكة، على الرغم من العثور على مقبرتها في منطقة الجيزة في موقع بارز من الجبانة الملكية، جنوب شرق هرم الملك خعفرع وشمال معبد الوادي للملك منكاورع، وعلى الرغم من أن البعض أطلق على مقبرة الملكة خنتكاوس الأولى الهرم الرابع إلا أنها اتخذت شكلًا جديدًا من المقابر الملكية التي تربط بين النوع الجديد الذي شيده شبسسكاف (التابوت) والشكل التقليدي لأهرامات الجيزة فهي تجمع بين المصطبة والهرم، وتكونت المجموعة الجنائزية للملكة خنتكاوس من عدة عناصر وهي الهرم ومقصورة صغيرة والطريق الصاعد والمدينة الهرمية ومقصورة التطهير وقارب جنائزي منحوت في الصخر ومعبد الوادي، وعلى جدران المجموعة الجنائزية نقشت ألقاب الملكة ابنة الملك، ابنة المعبود، أم ملكي مصر العليا والسفلى، التي يفعل لها شيء جميل تطلبه.

 

فيما يتعلق بنيت إقرت.. كيف جاء صعودها للسلطة؟
 

طبقُا لمانيتون فإن أخر ملوك الأسرة السادسة هي الملكة "نيت إقرت ومع ذلك فإن هذه الملكة أثير حولها الجدل بشكل كبير جدًا، فعلى الرغم من أن قائمة أبيدوس ذكرت معظم الملوك في نهاية الدولة القديمة حتى وإن كانت مدة حكمهم قصيرة، فلم يتم ذكر نيت إقرت على هذه القائمة، ولا يوجد أي مصدر معاصر لها ولم يتم ذكرها على أي أثر من تلك الفترة حتى الآن، فأقدم ذكر للملكة نيت إقرت هو بردية تورين من الأسرة التاسعة عشر، ثم تم ذكرها من خلال المؤرخ الإغريقي هيردوت، ثم في المقتطفات التي وصلت إلينا من مانيتون لذلك اعتقد البعض أن هذه الملكة ماهي إلا شخصية أسطورية، حيث ذكر عنها المؤرخ الإغريقي هيردوت أنها حكمت البلاد بعد أن دبر بعض المتآمرين في ذلك الوقت مؤامرة لقتل أخيها الملك في نهاية الأسرة السادسة، ثم قاموا بتولية الملكة نيت إقرت مكانه والتي عملت بدورها على الانتقام منهم، حيث دعت قتلة أخيها إلى مأدبة كبيرة وعند انشغالهم بالطعام أشارت للخدم بفتح قناة سرية متصلة بالنهر تدفقت منها المياه وغمرت المكان ومات المتآمرون غرقًا، وحتى تتجنب القصاص أقدمت على الانتحار فألقت بنفسها في حجرة مليئة بالرماد، بينما قال عنها مانيتون أنها كانت أجمل نساء عصرها، وذكر أيضُا من قامت ببناء الهرم الثالث في الجيزة، وحيث أن الباني الحقيقي للهرم هو منكاورع فقد تم الخلط عند مانيتون بينه وبين "من كا رع" أحد الملوك في نهاية الأسرة السادسة والذي افترض بعض المؤرخون أنه كان يمثل اسم العرش للملكة نيت إقرت وهو ما أدى للخلط عند مانيتون.

 

هل اسم نيت إقرت له دلالة في مصر القديمة وماذا يعنى؟
 

الملكة نيت إقرت يعني اسمها "نيت الممتازة" ونيت هي المعبودة المحلية لمدينة سايس (صا الحجر في محافظة الغربية)، معبودة الحرب والصيد، التي اتخذت من القوس والدرع والسهمين رموزًا لها، فربما أن الملكة نيت إقرت يعود أصلها إلى منطقة صا الحجر، وربما يرجح ذلك أن هذا الاسم لم يذكر مرة أخرى سوى في الأسرة السادسة والعشرون مع الملكة نيت إقرت ابنة الملك بسماتيك الأول، ويعود أصل هذه الأسرة إلى مدينة صا الحجر في محافظة الغربية.

 

هل تم اكتشاف آثار أو مومياوات تخص نيت إقرت تكشف تفاصيل عصرها؟
 

لم يتم اكتشاف مومياء أو مقبرة الملكة وكما ذكرنا من قبل أنه لا يوجد لها أي مصدر معاصر ولم يتم ذكرها على أي أثر من تلك الفترة حتى الآن.

 

كيف قبل المصريون القدماء تولى امرأة الحكم عليهم؟ وهل تعرضت لتضييقات لمنع حكمها؟
 

طبقًا للمعتقدات المصرية القديمة فإن الملك الحاكم يمثل المعبود حور على الأرض ومن ثم فإن الملك الجالس على عرش مصر يجب أن يكون ذكر، ومع ذلك هناك بعض الحالات لحكم المرأة منفردة على عرش مصر وأغلب هذه الحالات هو خلو العرش من الوريث الذكر في نهاية الأسرات الملكية كالملكة سوبك نفرو في نهاية الأسرة الثانية عشر والملكة تاوسرت في نهاية الأسرة التاسعة عشر، وفي هذه الحالة تكون هذه السيدة التي يجري في عروقها الدم الملكي بمثابة المنقذ للبلاد، وكانت فترة حكم هؤلاء الملكات قصيرة للغاية، ولكن لدينا استثناء وهي فترة حكم الملكة حتشبسوت في منتصف الأسرة الثامنة عشر على الرغم من وجود وريث للعرش وهو الملك تحتمس الثالث _ابن زوجها وأخيها، إلا أنه كان لا يزال طفلًا صغيرًا فتولت هي في البداية الوصاية عليه لمدة خمس أو سبع سنوات ثم انفردت بالحكم لمدة عشرون عامًا حيث كانت متطلعة للحكم وتؤمن لكونها الأحق لوراثة العرش، ولكن حتى تتمكن حتشبسوت من إضفاء الشرعية على حكمها وضمان قبول المصريين لها عمدت على اختلاق قصة الولادة المقدسة كونها ابنة للمعبود آمون من صلبه والوريثة الشرعية التي أمر بتتويجها وبهذا ضمنت الملكة حتشبسوت تقبل المصريين لها، والحقيقة أن الملكة حتشبسوت حكمت لمدة عشرون عامًا تمتعت فيهم البلاد بازدهار اقتصادي كما ساعدها على ذلك مجموعة من رجال عهدها.

 

هل هذه القصص تؤكد أن الحضارة المصرية مكنت المرأة منذ بداية تاريخها؟
 

بالفعل فإن النصوص والمناظر المصرية القديمة تظهر بشكل جلي اهتمام المصري القديم بالمرأة منذ بداية التاريخ، حيث تمتعت بمكانة مساوية للرجل وحظيت بكافة حقوقها وحصلت على وظائف ومناصب مهمة في الدولة حتى وصلت إلى الحكم كما سبق القول، كما تولت أيضًا الوصاية على العرش، كما كان لبعض من السيدات الملكيات دورًا كبيرًا في السياسة الداخلية للبلاد كالملكة ني ماعت حب الأولى التي ربما كان لها دورًا في تهدئة الأوضاع الداخلية في عهد الملك خع سخموي أخر ملوك الأسرة الثانية، كما لبعضهن أدوارًا دينية وكهنوتية وحظي العديد منهم بقدر من العبادة الجنائزية والتقديس وتخليد ذكراهن لقرون طويلة، ولم يقتصر الأمر على ذلك فكان للمرأة أدوارًا اقتصادية وذمة مالية خاصة بها فامتلكت بعض الملكات عدد من الضياع وشون الغلال، فضلا عن وجود العديد من الموظفين الذين عملوا في خدمة هؤلاء الملكات وهناك من المصادر ما يشير إلى منح الملكات العديد من المكافآت والعطايا نظير خدمتهم لهن.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة