بعد أقل من 48 ساعة، تشهد مصر أهم وأبرز استحقاق انتخابى وهو الانتخابات الرئاسية 2024، والتي تعد أول انتخابات تعددية حقيقية، وفى وقت زمنى هام وفارق فى الحياة السياسية المصرية.
تجرى الانتخابات الرئاسية في أجواء سياسية أكثر انفتاحا دون أى استقطاب للمشهد لأحد على حساب الآخر، الأهم فى هذه الانتخابات أنها تكتسب أهميتها الإضافية من كونها خطوة رئيسية فى مسار الدولة الجاد نحو التحول الديمقراطى والتعددية الحزبية والتنافسية السياسية وذلك بعد نجاح الخطوات والإجراءات التي قامت بها الدولة المصرية على مدار الشهور الماضية لمناقشات مكثفة من الحوار الوطنى، الذى جمع بين كل الأحزاب السياسية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي، والعديد من المؤسسات، وكان المواطن حاضر وبقوة في تلك الإجراءات.
أفرزت تلك المناقشات على مدار العام ونصف على العديد من الإجراءات التي جعلت هناك أجواء سياسية منفتحة للجميع، كل رأي أصبح مسموع، كل كلمة أصبحت فارقة، وهو ما نراه الآن من إجراء الانتخابات الرئاسية وسط مشاركة من تنوع سياسي مختلف للمرشحين وهم المرشح عبدالفتاح السيسى، وهو مرشح مستقل، والمرشح فريد زهران، وهو رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ومن أبرز مؤسسى الحركة المدنية الديمقراطية، التى تُعد أكبر كتلة للأحزاب المعارضة فى مصر، والمرشح عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أعرق الأحزاب الليبرالية المصرية وأقدم الأحزاب فى مصر على الإطلاق، والمرشح حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وهو ثانى أكبر الأحزاب المصرية تمثيلًا فى مجلس النواب، وهذه الانتخابات كشفت أيضا عن التطبيق الحقيقي لمفهوم التعددية الحزبية والتنافسية السياسية، والتأكيد على دور الأحزاب السياسية في مصر وأنها حاضرة ومشاركة بقوة في أهم استحقاق انتخابي تشهده الدولة المصرية.
منذ اليوم الأول للاستعداد لهذا الاستحقاق الانتخابي، حرصت كافة مؤسسات الدولة على اتخاذ مسافة واحدة من جميع مرشحي الرئاسة ومنحهم فرصة كاملة لاستعراض برامجهم الانتخابية على الناخبين على مستوى محافظات الجمهورية، حتى يتمكن الناخب من تشكيل رؤية عن كل مرشح قبل الإدلاء بصوته ، بالإضافة إلى منح كل المرشحين على عرض برامجه في كافة وسائل الإعلام، وتهيئة كافة الأجواء لذلك، لتؤكد الدولة المصرية أن المشاركة حق للجميع، ولا إقصاء ولا استقطاب ولا احتكار على حساب أحد، وجاء ذلك نتيجة جلسات الحوار الوطني التي ساهمت في الانفتاح السياسي وسماع الرأي والرأي الآخر والعمل على إثراء الحياة السياسية بالتعددية ، ويبقى الاختيار للمواطن.
عملت أيضا الدولة المصرية من خلال كافة مؤسساتها على توفير كافة الاحتياجات اللازمة للمواطن المصري سواء في الداخل أو الخارج، للمشاركة بكل ديمقراطية كاملة في الانتخابات الرئاسية، حيث سخرت الدولة كافة الإمكانيات خلال أيام 1 و2 و 3 ديسمبر الجاري لمواطنيها في الخارج للتصويت في الانتخابات دون أي عناء عليهم، وشاهدنا جميعا المشاهد المبهرة للمشاركة الإيجابية والقوية من أبناء المصريين بالخارج، ليؤكدوا للعالم أجمع أنهم "على قلب رجل واحد" مع بلدهم ووطنهم مصر، وتستعد مصر خلال أيام 10 و11 و12 ديسمبر لاستقبال أبناء وحشود مصر في كافة المحافظات للإدلاء والمشاركة بقوة للتعبير عن آرائهم في الصندوق الانتخابي، ليرسموا مستقبل وطنهم لـ 6 سنوات مقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة