خلافات سياسية وتطورات غير متوقعة شهدها العالم خلال الفترة الأخيرة ما ألقى بظلال قاتمة على أوكرانيا التي تعتمد بشكل كبير على المانحين مثل الولايات المتحدة وألمانيا ودول الشمال وأوروبا الشرقية في حربها ضد القوات الروسية، وتشير الأرقام إلى أن أوكرانيا قد تتعرض للخذلان من قبل حلفاؤها بسبب العدوان الإسرائيلى على غزة.
وكشف معهد كيل الألماني عن تباطؤ في الدعم لأوكرانيا، حيث وصلت المساعدات الملتزم بها حديثا إلى مستوى منخفض جديد في الفترة من أغسطس إلى أكتوبر 2023، وهو انخفاض بنسبة 90% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وأشار المعهد إلى أن المساعدات المالية والعسكرية مثل الطائرات المقاتلة من طراز F-16. لم تعد مضمونة لأوكرانيا لأن أكبر التزام معلق بالمساعدة ـ من جانب الاتحاد الأوروبي ـ لم تتم الموافقة عليه بشكل نهائي، كما أن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة كانت في انخفاض مع توجيه معظم قدراتها العسكرية والمالية لدعم إسرائيل في حرب غزة.
ووفقا للمعهد الألماني، شهدت الفترة بين أغسطس وأكتوبر 2023 انخفاضًا حادًا في حجم المساعدات الملتزم بها حديثًا، حيث بلغ إجمالي قيمة الحزم الجديدة 2.11 مليار يورو فقط، وهو انخفاض بنسبة 87 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
ومن بين الجهات المانحة الـ 42 التي تم تتبعها، التزمت 20 جهة فقط بحزم مساعدات جديدة في الأشهر الثلاثة الماضية، وهي أصغر نسبة من الجهات المانحة النشطة منذ بداية الحرب، كما لم يكن هناك سوى القليل من الالتزامات الجديدة من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال كريستوف تريبيش، رئيس الفريق المسئول عن تعقب الدعم لأوكرانيا ومدير مركز الأبحاث في معهد كيل: "تؤكد أرقامنا الانطباع بوجود موقف أكثر تردداً لدى المانحين في الأشهر الأخيرة. وتعتمد أوكرانيا بشكل متزايد على عدد قليل من الجهات المانحة الأساسية التي تواصل تقديم دعم كبير، مثل ألمانيا، أو الولايات المتحدة، أو دول الشمال".
وتابع: "ونظراً لعدم اليقين بشأن المزيد من المساعدات الامريكية، فلا يسع أوكرانيا إلا أن تأمل في أن يقر الاتحاد الأوروبي أخيراً حزمة الدعم التي أعلن عنها منذ فترة طويلة بقيمة 50 مليار يورو"، مشيرا إلى أنه تم تأجيل حزمة المساعدات الأميركية الجديدة المقترحة إلى العام المقبل، وتوقفت الموافقة على مرفق أوكرانيا التابع للاتحاد الأوروبي.
ويواجه الرئيس الأوكرانى مأزق لا يحسد عليه بسبب انشغال الداعمين الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة بتوجيه المساعدات المالية والعسكرية لدعم إسرائيل في حرب غزة ما دفع زيلينسكي لتكثيف هجمات قواته في أفدييفكا وضربات المسيرات.
وبعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنه الجيش الأوكراني في الصيف، والذي لم يتمكن من اختراق الدفاعات الروسية، استعادت القوات الروسية زمام المبادرة لا سيما في أدفييكا، المدينة الصناعية في الشرق التي تحاول تطويقها.
وزاد تأخر وضبابية المشهد بشأن وصول مقاتلات (إف 16) والصواريخ ، وبالأخص بعد رفض الكونجرس اعتماد تمويل جديد للدعم العسكري إلى كييف من العقبات الأوكرانية امام روسيا بالإضافة الى حديث إدارة بايدن مع القادة الأوكرانيين حول احتمال ربط المساعدات الاقتصادية المستقبلية بـ"إصلاحات لمعالجة الفساد، وجعل أوكرانيا مكانًا أكثر جاذبية للاستثمار الخاص، ما اضطر الرئيس الأوكراني لإقالة عددا من كبار مسؤولي الدفاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة