فى العام المنقضى 2023، دبت الحياة مرة أخرى فى كثير من المناطق المحرومة، بالتزامن مع التحول الكبير والفارق الذى صنعه مشروعات الدولة التى لمست فى أنحاء جمهورية مصر العربية، واعتبرها الأهالى نقطة تحول فارقة غيرت الواقع وحولته إلى مستقبل أفضل مع بداية عام جديد 2024.
وفى أقصى جنوب مصر، حيث محافظة أسوان، كانت مشروعات الدولة بمثابة حياة جديدة لعدد من القرى والمناطق بعد أن لمست المشروعات الجديدة جوانب مهمة فى حياة المواطنين المقيمين فى تلك المناطق، وخاصة التى قضت على المشاكل وساعدت على رفع المعاناة عنهم.
وهناك 3 قرى فى محافظة أسوان، كانت مشروعات الدولة المختلفة بمثابة نقطة فارقة لهم، فساعدت مبادرة الرئيس حياة كريمة على توصيل التيار الكهربائى لأول مرة داخل نجع جبران، وساهم مشروع إنشاء كوبرى الكاجوج على إنهاء حوادث السيارات التى تعبر شريط السكة الحديد، كما تحولت قرية فارس إلى نموذج للقرى الخضراء الذكية صديقة البيئة بعد أن كانت قرية شبه معزولة.
نجع جبران تضيء بالكهرباء لأول مرة منذ 50 سنة
وفى نجع جبران، التابع لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، احتفل الأهالى بدخول خدمة الكهرباء للقرية لأول مرة منذ 50 سنة، ضمن جهود مبادرة الرئيس "حياة كريمة"، على طريقتهم الخاصة، وذلك من خلال ذبح الذبائح ابتهاجا بتوفير التيار الكهربائى بعد سنوات من المعاناة والظلام، وبدأ توصيل التيار الكهربائى لشوارع ومنازل هذه القرية المحرومة ويضم شبكات بأطوال 1.7 كم من الكابلات، و15 كم من الموصلات الكهربائية، و60 كشاف، ومحول كهربائى قدرة 200 ك.ف.
وقال الأهالى لـ"اليوم السابع"، أن القرية منذ تأسيسها فى ثمانينات القرن الماضى وهى تعيش بدون تيار كهربائى نظرا لموقعها النائى، ومرت الأيام والسنوات على أهالى القرية وسط ظلام ليلا وقسوة الطقس الحار نهارا، حتى جاءت المبادرة الرئاسية ونجحت جهود القائمين على "حياة كريمة" بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، فى توصيل خدمة الكهرباء وإنارة الشوارع كخطوة أولى لتعميم دخول الكهرباء للمنازل.
وأضافوا، أن "حياة كريمة" جاءت لإنقاذ سكان نجع جبران، وتوفير خدمة التيار الكهربائى بالمكان وبدأت المشروعات بتنفيذ توصيلات الخطوط الكهربائية فى الشوارع وجارى استكمالها للمنازل، لتعم الفرحة على الجميع داخل نجع جبران التى عانى سكانها لسنوات طويلة من أزمة عدم توافر كهرباء وتحققت أحلامهم بفضل المبادرة الرئاسية، وأشاروا إلى نقص الخدمات الأساسية الأخرى فى القرية، لدرجة أن الأهالى كانوا يضطرون لقطع مسافة لنحو 5 كيلو متر مشياً على الأقدام وصولاً لأقرب مدرسة ابتدائية، وكان البعض الآخر يلجأ لتسريب أبنائه من التعليم فى مراحل مبكرة.
كوبرى الكاجوج ينهى حوادث السكة الحديد
وفى قرية الكاجوج التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، التى كانت تعانى من كثرة حوادث السكة الحديد أثناء عبورها بطريقة غير شرعية سواء من السيارات أو من مشاة من المواطنين، وكان وجود كوبرى لعبور السيارات أعلى شريط السكة الحديد بمثابة حلم للقضاء على كابوس حوادث السكة الحديد، حتى تحقق ذلك الحلم بإنشاء كوبرى الكاجوج.
وكوبرى الكاجوج العلوى، يتم تنفيذه من جانب الهيئة العامة للطرق والكبارى والنقل البرى، بطول 650 مترًا، وعرض 19.20 متر فى الاتجاهين، ويمثل هذا الكوبرى أهمية لخدمة أهالى القرية، نظرًا لتعطّل الحركة مع توقف المزلقان لمرور القطارات والحرص على سلامة المواطنين، وساهم هذا المشروع جنباً إلى جنب مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة، فى إحداث نقلة نوعية فى مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين فى مختلف القطاعات.
ومشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، تخدم 3 قرى كبرى هى "الكاجوج والشبيكة وسلوى قبلى"، بواقع 50 ألف نسمة تقريباً يعيشون فى هذه المناطق التى تستهدفها المشروعات، والتى وصلت إلى نحو 20 مشروعاً وتعد من أكثر المجالس القروية التى تنفذ فيها مشروعات المبادرة الرئاسية.
وعبر أهالى الكاجوج، لـ"اليوم السابع"، عن سعادتهم بمستوى الخدمات المقدمة والمشروعات الجارى تنفيذها داخل القرية، لما يخدم سكان وأهالى المنطقة الذين عانوا خلال الفترة الماضية من نقص الخدمات الأساسية، كما عانى السكان قبل ذلك من حوادث السكة الحديد وتعطل الحركة المرورية بسبب المزلقان، حتى جاء مشروع الكوبرى أعلى السكة الحديد ليحل هذه المشكلة ويقضى على حوادث القطارات المتكررة.
قرية فارس تودع العزلة بعد تحويلها إلى قرية بيئية نموذجية
وفى قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، وتقع غرب النيل، تواصل الدولة مشروعات التنمية والتطوير بالشكل اللائق لخدمة سكان هذه القرية التى كانت تعانى العزلة وتعتمد على المعديات النيلية لعبور سكانها إلى العمران حتى جاء محور كلابشة لربط الطريق الصحراوى بالزراعى ومد شرايين تنمية فى القرية وما حولها أيضاً، ثم تعاقبت بعده مشروعات التنمية والتطوير الحضارى حتى أصبحت قرية نموذجية خضراء.
وأكد سكان القرية لـ"اليوم السابع"، أن فارس تحولت من قرية نائية محاصرة بماء النيل ولا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام معدية النيل أو من خلال طرق وعرة تربطها بالطريق الصحراوى الغربى، إلى قرية بيئية نموذجية ذات موقع متميز مطل على نيل أسوان، بفضل حزمة المشروعات التى تمت على أرضها خلال السنوات القليلة الماضية، موضحين أن قريتهم هى قرية بيئية تتميز بموقعها الخلاب على نهر النيل، وخلوها من الملوثات الصناعية واعتمادها على المحاصيل الزراعية التى تشتهر بها القرية مثل النخيل والمانجو وزراعات الموالح الأخرى، لذلك هى استحقت لقب أفضل قرية نموذجية خالية من التلوث.
وأشاروا إلى أن مبادرة الرئيس حياة كريمة، حولت الأحلام إلى واقع ملموس فى ظل دخول مشروعات البنية التحتية من صرف صحى وخطوط مياه وإحلال وتجديد شبكات الكهرباء والغاز الطبيعى، بالإضافة إلى المنشآت الخدمية الأخرى مثل مجمع المصالح الحكومية ومجمع الخدمات الزراعية والبيطرية، وإضافة ممشى نيلى كمتنفس ترفيهى حضارى لهم على النيل.
ومن جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن قرية فارس أصبحت مجتمع ريفى يذخر بالعديد من مقومات ومتطلبات جودة الحياة، مع خلوها تمامًا من الإنبعاثات الكربونية وأسباب التلوث البيئى، لافتًا إلى أنه أثناء تنفيذ المشروعات الجارية لمبادرة حياة كريمة روعى إنشاء محطات للصرف الصحى بنظام المعالجة الثلاثية، وكذلك محطات للطاقة الشمسية، بجانب تبطين وتأهيل الترع، وأيضًا تجديد شبكات المياه وإنارة الشوارع والطرق الرئيسية بالطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى إنشاء مجمعات حكومية وزراعية وغيرها من المبانى الخدمية الصديقة للبيئة، فضلًا عن زيادة المسطحات الخضراء بإقامة حديقتين، ومساحات مخصصة للترفيه بمواصفات تناسب ذوى الهمم، وكذا عدد من الخدمات الأخرى.
تبطين الترع فى القرية
توصيل الكهرباء لنجع جبران
فارس قرية خضراء ذكية
فرحة أهالى نجع جبران
قرية فارس
كوبرى الكاجوج
محور قرية فارس
مشروعات قرية الكاجوج
مشروعات محطات المياه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة