فى إطار مواجهة التحديات الجمة التى تلاحق سائر بلدان العالم، سطرت دار الإفتاء المصرية جهودا كبيرة من خلال خطة شملت آليات وسبل مواجهة أهم التحديات خلال عام 2023 والتى كان على رأسها التحديات الاقتصادية.
ولأن الفتوى موكول لها مواكبة التحديات ومعالجة القضايا فقد مثلت الأزمة الاقتصادية تحديًا كبيرًا لمساعى التنمية والتقدم على جميع المستويات والأصعدة وكان لذلك التحدى الكبير مقتضياته، وتماشيًا مع رؤية الدولة المصرية فى هذا الشأن فقد اتخذت دار الافتاء المصرية مجموعة من التدابير كان من بينها خطوات عملية لتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمى فى منظومه عمل الدار للوصول لأكبر شريحة ممكنه، وتقديم الخدمات الإفتائية والشرعية بأقل تكلفة إلى أكبر قطاع ممكن من الناس فى مصر والخارج.
وفى هذا الشأن يقول الدكتور ابراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أصدرت دار الإفتاء المصرية مجموعة من الإصدارات الإلكترونية التى يسهل الاطلاع عليها من خلال من خلال رمز QR، وكان من أهم تلك الإصدارات المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية التى وصل عدد مجلداتها إلى 90 مجلدًا، حيث تجمع هذه المعلمة مبادئ وأركان العملية الإفتائية؛ وتدعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستوى المهارى والمؤسسي؛ وتهدف إلى أن تكون نقطة انطلاق لمعالجة ما يعترى الفتوى من إشكالات فى الكثير من بلدان العالم الإسلامى.
كذلك أصدرت الدار دليلًا إرشادًيا عن الدبلوماسية الدينية بوصفها أداة فاعلة فى مواجهة خطاب الكراهية، وأيضًا أصدرت ميثاق شرف لدور الفتوى فى مواجهة تحديات الألفية الثالثة، إلى جانب إصدار الدليل الإرشادى لتعامل الصحفيين الأجانب مع المؤسسات والقيادات الدينية، وغيرها من الإصدارات.
وتماشيا مع ذات الأهداف أطلقت دار الإفتاء المصرية خلال مؤتمرها العالمى الأخير بوابة (IFatwa.org) كبوابة إلكترونية رقمية تتضمن جوانب إعلامية وتحليلية وبحثية وخدمية تتعلق جميعها بالفتوى الشرعية ومفرداتها المختلفة وتوفر أحدث الإحصاءات والمؤشرات والتقارير المتعلقة بالحقل الإفتائى.
كما أن دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم دائمًا حريصة على أن تقوم بواجب الوقت فى مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية، ومن هنا جاءت فكرة المؤتمر العالمى الثامن للإفتاء هذا العام الذى عقدته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم لمجابهة التحديات التى تواجه البشرية، وقد شهد المؤتمر حضورًا دوليًا واسعًا وممثلون عن اكثر من مائة دولة لمناقشة قضية "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" وناقشنا فيه ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول: تحديات الألفية الثالثة "تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة"، والثاني: الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية، أما المحور الثالث فقد تناول: الفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني".
وعلى صعيد متصل عقدت الدار مجموعة من الدورات التدريبة عن بعد لتدريب المفتين، حيث أسست دار الإفتاء أول مركز من نوعه للتعليم عن بعد فى المجال الإفتائى والشرعي؛ يتم من خلاله إعداد المناهج المتخصصة فى مجال الإفتاء الشرعي؛ ليتم بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بعد، وتوفر هذه الخدمة على طلاب العلم عناء السفر للحصول على دراسة دورة الإفتاء بالدار كما هو حاصل فى وقتنا هذا، حيث يمكنهم من خلال موقع التعليم عن بُعْد أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التى تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك فى بلادهم، ويمكن الاستفادة من هذه الخدمة عن طريق موقع التعليم عن بعد الموجود ضمن مواقع بوابة دار الإفتاء المصرية.
إضافة إلى عقد دورات المقبلين على الزواج، حيث أطلقت الدار البرنامج الثانى المتميز -أونلاين مجانًا- لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، بتوجيهات الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، حيث يتم بث جلساته التدريبية مباشرة عبر شبكة الإنترنت، ويفتح أبوابه لكل شاب وفتاة يحلمان ببناء حياة زوجية ملؤها المودة والسكن والتفاهم.
هذا فضلًا عن عقد الدار وذراعها العالمى المتمثل فى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، حوالى 20 عبر زووم شملت ندوات علمية ولقاءات للتواصل مع مؤسسات ودور الفتوى حول العالم لمناقشة اهم التحديات والاشكاليات التى تواجه الأمة الإسلامية وتبادل الخبرات فى محاولة لوضع الحلول الناجزة لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة