مؤكدا أن وضع الصحة في قلب تغير المناخ أمر تاريخي يؤكد الاعتراف بالصحة في أجندة التغير المناخي

الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل: الاستثمار في الربط بين الصحة والمناخ

الأحد، 03 ديسمبر 2023 09:39 م
الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل: الاستثمار في الربط بين الصحة والمناخ cop28
رسالة دبي: شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
شعبان هدية
شعبان هدية


أكد بيتر ألكساندر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا "الصندوق العالمي"، أن الملاريا أحد الأمراض الأكثر تأثراً بالمناخ، حيث تتحمل قارة أفريقيا العبء الأكبر رغم أنها الأقل مساهمة فيه، وتظهر الملاريا في المرتفعات في العديد من الدول الأفريقية مع ارتفاع برودة الجو، كما تتسبب الفيضانات وغيرها من الأحداث المناخية القاسية في ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى.

 
وأوضح ساندز، على هامش قمة المناخ cop28، التي بدأت يوم الخميس وتنتهي يوم 12 ديسمبر الجاري، في دبي، أن هذه الأحداث المناخية القاسية تؤدي إلى تدمير مزارع فقراء الريف، ما يزيد من سوء التغذية عند الأطفال، وما يؤدي بدوره إلى تفاقم تأثير الملاريا لافتا إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم الأكثر عرضة للوفاة بسبب الملاريا.
وذكر أن وضع الصحة في قلب تغير المناخ هو أمر تاريخي يستحق الثناء عليه ويؤكد على الاعتراف بالصحة كعنصر أساسي في أجندة التغير المناخي.
 
وقال ساندز على هامش فعاليات يوم الصحة الذي يتم تحديده لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الماخ: هذه المرة الأولي على مدار ثمانية وعشرين عاماً في تاريخ مؤتمرات الأطراف أن يتم إدراج يوم للصحة في المؤتمر، وهو ما يؤكد ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في لفت انتباه العالم إلى التأثير السلبي لتغير المناخ على الصحة، وإرساء الصحة كعنصر أساسي في مؤتمر المناخ أمر طال انتظاره.”

الاستثمار في الربط بين الصحة والمناخ

وذكر أن الاستثمار في الربط بين الصحة والمناخ تتطلب إجراءات عاجلة وملحة على جبهات مختلفة، حيث يشمل ذلك التدخل الوقائي للحد من التهديد الذي تمثله الأمراض الأكثر تأثراً بالمناخ مثل الملاريا، كما يشمل تحسين النظم الصحية لتمكينها من الصمود في مواجهة تغير المناخ، بالإضافة إلى الحد من انبعاثات الكربون في المرافق الصحية وسلاسل التوريد.
وتابع ساندز: "نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لحل العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول كيف سيؤثر تغيّر المناخ على صحة الإنسان، ومع ذلك، لا يمكننا الانتظار إلى أن نحصل على كافة الإجابات، لذا يتوجب علينا أن نبادر إلى العمل".
وقال ساندز: “على مدى العقدين الماضيين، أحرزنا تقدما هائلاً في مكافحة الملاريا. ولكننا الآن في مرحلة حاسمة. إن تغيّر المناخ وتزايد المقاومة للمبيدات الحشرية والعلاجات سيجعل المهمة أكثر صعوبة إلى حد بالغ، لا سيما إن أي تأجيل أو تأخير سيكون باهظ الكلفة لناحية الحياة وكذلك المال.”

فوضى في مكافحة الملاريا

وأشار إلى إن تزايد وتيرة الأحوال الجوية القاسية يتسبب بإحداث فوضى في مكافحة الملاريا في العديد من البلدان المتدنية والمتوسطة الدخل ويتعدى حدود أفريقيا، موضحاً أن الصندوق العالمي يلتزم بدعم البلدان والمجتمعات للاستجابة للأزمات الصحية الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية.
وأوضح أن الصندوق العالمي استجاب في باكستان للفيضانات والطوارئ الصحية الناتجة عنها وقدم 30 مليون دولار كمساعدة طارئة في عام 2022، بينما في موزمبيق، خصص الصندوق العالمي تمويلاً طارئاً للتخفيف من آثار الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بالملاريا في أعقاب الفيضانات الناجمة عن إعصار "فريدي" في المقاطعات الجنوبية من البلاد.
وذكر أن الصندوق العالمي سيقدم أكثر من 70% من تمويله، وهو ما يعادل أكثر من 9 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث القادمة، حيث سيتم إنفاقها لصالح أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية، بهدف دعم برامج الصحة التي يجب أن تتعامل أيضًا مع أزمة تغير المناخ.
 
وأشار إلى أن هذه البرامج ستركز بشكل متزايد على تكييف الأنظمة الصحية وبرامج مكافحة الملاريا مع تحديات ارتفاع درجة حرارة المناخ، حيث يشمل ذلك أكثر من 200 مليون دولار في مجال الوقاية الكيميائية الموسمية من الملاريا، وما يقرب من 300 مليون دولار لتعزيز مراقبة الأمراض وأنظمة الإنذار المبكر.

النزوح السكاني وانعدام الأمن الغذائي

وقال المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، أن التغيّر المناخي يعرّض جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والسل للخطر، من خلال عرقلة الوصول للخدمات والبنية التحتية الصحية المنقذة، مشيراً إلى أن ظواهر الطقس المتطرفة الناتجة عن التغيّر المناخ تتسبب في النزوح السكاني وانعدام الأمن الغذائي، والذي يؤدي إلى زيادة تعرض المجتمعات إلى الأمراض.

 

وأوضح أن العوامل المناخية مثل الجفاف تعرّض الأشخاص لخطر الجوع والعطش والأمراض الشديدة، وبالتالي يضعف سوء التغذية مقاومة الشخص للأمراض، حيث أن ما يقارب 20% من حالات السل تعود إلى نقص التغذية، الذي يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بمرض السل النشط.
 
ورداً على سؤال حول ما يمكن فعله لدعم البلدان الأكثر تعرضًا لتغيُّر المناخ في العالم، قال ساندز: “تعتبر الأنظمة الصحية أساسية لمعالجة تأثيرات التغيّر المناخي على الصحة البشرية، فهي تستجيب لزيادة الأمراض المعدية، والوفيات الناتجة عن الحرارة، والكوارث الأخرى المتعلقة بالمناخ، وبالتالي العاملون في مجال الصحة المجتمعية هم عنصر أساسي في الجهود لتسارع الاستثمارات في الأنظمة الصحية.”
 
وأشاد بمبادرة (بلوغ الميل الأخير) التي تضم مجموعة من البرامج والاستثمارات والمبادرات الصحية العالمية التي تعمل للقضاء على الأمراض، وتوفر العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر للخدمات الصحية الجيدة، مع التركيز على القضاء على أمراض الميل الأخير.”
 
وحول المبادئ التوجيهية الجديدة لتمويل الحلول المتعلقة بالمناخ والصحة، قال ساندز،  إن هذه المبادئ ستسهم في تحسين جهود تنسيق التمويل للصحة والمناخ، بما يساعد في زيادة الاستثمارات في المجالين الرئيسية، مشيراً إلى أن المبادئ تؤسس رؤية مشتركة للتمويل لحماية الناس من مخاطر مناخية متعددة بالإضافة إلى أنها ستعمل على بناء أنظمة صحية صامدة ومستدامة بيئياً.
 
وذكر أن المبادئ تشدد في جوهرها على أهمية الإنصاف وإدماج الدول والمجتمعات الأكثر تأثراً في معالجة الآثار الصحية للتغيّر المناخي، مشيراً إلى أن "الصندوق العالمي" يفتخر بالانضمام إلى مؤسسات تمويلية أخرى لإعطاء الأولوية للجهود التي تقودها الدول لمعالجة الأخطار الصحية البيئية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة