تحل اليوم ذكرى نفى زعيم الثورة العرابية أحمد عرابي ففى 28 ديسمبر من عام 1882، جرى نفى عرابى ورفاقه حيث استقروا فى سيلان بمدينة كولمبو لمدة 7 سنوات، وذلك فى أعقاب الاحتلال الإنجليزى لمصر ونهاية الثورة العرابية.
ووفقا لكتاب عبد الرحمن الرافعي الزعيم الثائر أحمد عرابى فقد أقام عرابي وزملاؤه الستة في جزيرة «سيلان»، وكانت حياتهم في المنفى حياة ألم وحزن وبؤس وشقاء إذ انقطعت صلتهم بالناس، وطال اغترابهم عن الوطن، وبعُدت الشُّقة بينهم وبين أهلهم وذويهم، ولم يكترث لهم أحد، ولم يعطف عليهم أحد، والناس مع الغالب.
وجادت قريحة البارودي بشعر مؤثر في الحنين إلى الوطن والحزن لفراقه، مما يُعد آية في البلاغة، ويدلنا على مبلغ ما عاناه المنفيون من الآلام، وهو وإن كان يصور آلام نفسه وما يجيش به صدره، لكنه في شعره يصوِّر لنا حالة الزعماء المنفيين من العرابيين عامة.
وتعاقبت السنون على عرابي وزملائه في منفاهم بتلك الجزيرة النائية … فضاقت صدورهم لطول الغربة، وعدم العمل إطلاقًا، ورداءة المناخ، وافتقارهم لمن يعطف عليهم أو يسأل عنهم، فساءت لذلك حالتهم المعنوية، ووقع الخصام بينهم وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون … وبدأ الخصام أول ما وقع بين عرابي وطلبة وعبد العال.
وفي سنة 1890 انتقل محمود باشا سامي البارودي بعائلته، بعد أن تزوج من كريمة يعقوب سامي باشا إلى مدينة «كندي» التي تبعد 74 ميلًا عن كولومبو، وترك عرابي وبقية زملائه بكولومبو متنافرين متخاصمين، وتبعه يعقوب سامي باشا وقطن كندي … وكذلك فعل طلبة باشا عصمت، وفي سنة 1892 انتقل إليها عرابي ثم علي باشا فهمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة