قامت فرق منظمة الصحة العالمية، بمهام عالية المخاطر لتوصيل الإمدادات مع الشركاء، إلى المستشفيات في شمال وجنوب غزة التي تشهد أعمال عدائية شديدة وارتفاع أعداد المرضى والاكتظاظ الناجم عن النازحين، محذرة من تفشي الامراض بسبب النزوح الى الجنوب.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم حبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية فى بيان له،"اليوم أكرر دعوتي للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويهدد قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة، والجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض".
وفي أحدث مهمة لمنظمة الصحة العالمية عالية المخاطر، قامت الفرق بزيارة مستشفيين - الشفاء في الشمال وجمعية الأمل للهلال الأحمر الفلسطيني في الجنوب - لتوصيل الإمدادات وتقييم الاحتياجات على الأرض.
ويعمل كلا المستشفيين أيضًا كملاجئ للنازحين الباحثين عن الأمان النسبي. وفي مستشفى الشفاء، هناك 50000 شخص، بينما في الأمل هناك 14000 شخص.
وفي مستشفى الشفاء، قامت منظمة الصحة العالمية بتسليم الوقود لمواصلة تشغيل الخدمات الصحية الأساسية. وبالتعاون مع اليونيسف، قامت منظمة الصحة العالمية أيضًا بتسليم الإمدادات الطبية للمستشفى. ودعماً للمنظمة غير الحكومية الشريكة، كما تم تسليم الإمدادات الطبية إلى مخزن الأدوية المركزي في غزة، والذي سيكون بمثابة مركز للإمدادات الطبية لتوصيلها إلى المستشفيات الأخرى، وسيتم دعمه من قبل منظمة الصحة العالمية وشركائها.
وفي مستشفى الأمل، شاهد الزملاء آثار الغارات الأخيرة التي أدت إلى تعطيل برج الراديو في المستشفى وأثرت على نظام إرسال سيارات الإسعاف المركزي لمنطقة خان يونس بأكملها، مما أثر على أكثر من 1.5 مليون شخص، ومن بين سيارات الإسعاف التسعة التي كانت موجودة في المستشفى، لم يتبق سوى خمس سيارات إسعاف تعمل.
أفاد موظفو منظمة الصحة العالمية أنهم وجدوا أنه من المستحيل السير داخل المستشفى دون المرور فوق المرضى والباحثين عن ملجأ. لا يوجد سوى عدد قليل من المراحيض العاملة في المستشفى والمباني المجتمعية المجاورة ومراكز تدريب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للأشخاص الذين لجأوا هناك والموظفين والمرضى في المستشفى.
وأثناء عبورهم عبر غزة، شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية عشرات الآلاف من الأشخاص يفرون من الضربات العنيفة في خان يونس والمنطقة الوسطى، سيرًا على الأقدام أو يركبون الحمير أو في السيارات. وتم بناء ملاجئ مؤقتة على طول الطريق.
وقال الدكتور ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في مكتب منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، "تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ من أن هذا النزوح الجديد للأشخاص سيزيد من الضغط على المرافق الصحية في الجنوب، التي تكافح بالفعل من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان". "إن هذا التحرك الجماعي القسري للأشخاص سيؤدي أيضًا إلى مزيد من الاكتظاظ، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية، ويجعل من الصعب تقديم المساعدات الإنسانية".
ووفقاً لأحدث تقييمات منظمة الصحة العالمية، يوجد في غزة 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي، ومستشفىان يعملان بالحد الأدنى، و21 مستشفى لا تعمل على الإطلاق.
ومن بينها مجمع ناصر الطبي، وهو أهم مستشفى إحالة في جنوب غزة، ويعمل بشكل جزئي. إن التقارير الأخيرة عن صدور أوامر بإخلاء المناطق السكنية حول المستشفى مثيرة للقلق للغاية.
وقال الدكتور بيبركورن: "عندما تتكثف الأنشطة العسكرية بالقرب من المستشفى، لن تتمكن سيارات الإسعاف والمرضى والموظفين ومنظمة الصحة العالمية وشركاؤها من الوصول إلى المجمع، وسيصبح هذا المستشفى الرئيسي بالكاد يعمل بسرعة"مضيفا، "لقد شهدنا هذا السيناريو في كثير من الأحيان في الشمال. ولا تستطيع غزة أن تتحمل خسارة المزيد من المستشفيات. وتعمل منظمة الصحة العالمية على تعزيز وتوسيع النظام الصحي الحالي المتعثر.
كما أفاد موظفو منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء أن الحاجة إلى الغذاء لا تزال حادة في جميع أنحاء قطاع غزة. لقد أوقف الجياع قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل العثور على الطعام.
إن قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات مقيدة بشكل متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس في طريقهم إلى المستشفيات التي نصل إليها وداخلها.
وقال الدكتور تيدروس، "إن سلامة موظفينا واستمرارية العمليات تعتمد على وصول المزيد من الأغذية إلى جميع أنحاء غزة، على الفور، ويتأثر زملائي أيضًا بشكل مباشر وشخصي بالصراع، تمامًا مثل الجميع تقريبًا في غزة، مؤكدا ، وما زلت أتلقى أخبارًا مفجعة عن فقدان أفراد عائلات موظفينا في غزة”.
وأضاف الدكتور تيدروس، "يبدو أن القرار الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يبعث الأمل في تحسين توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة"، "ومع ذلك، واستناداً إلى روايات شهود عيان من منظمة الصحة العالمية على الأرض، إن ما نحتاجه بشكل عاجل الآن هو وقف إطلاق النار لتجنيب المدنيين المزيد من العنف وبدء الطريق الطويل نحو إعادة الإعمار والسلام.