عصام محمد عبد القادر

صناعة المعلومات.. اهتمام رئاسي

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ترتبط صناعة المعلومات بنتاج الإلكترونيات بكافة تنوعاتها، والتقنيات، والمعينات السمعية والبصرية، وكافة صور النشر الإلكتروني والمطبوع، وجميع الخدمات الرقمية، والتي تشمل معالجة المعلومات، وتطوير قواعد البيانات وإنتاج البرامج وتطبيقاتها، وبصورة أكثر شمولًا ووضوحًا تتضمن صناعة المعلومات كافة المؤسسات والأفراد في مجال توفير المعلومات والوصول إليها بهدف الربح، ويدخل في صناعة المعلومات شتى وسائل الإعلام ودور النشر، ومنتجي ومصممي البرمجيات وقواعد البيانات بتنوعاتها وما يقدم من خدمات في صورتها الرقمية وغير الرقمية بما يضمن صناعة قرارات تحقق التنمية في صورتها المستدامة بمجالاتها المختلفة.

وصناعة المعلومات في المجال التقني تتضمن الأجهزة المادية مكونًا رئيسًا لصناعة المعلومات وفي مقدمتها الحواسيب ومواد ومعدات الاتصالات وشبكاتها التقنية، كما تتضمن البرمجيات وسبل تطويرها ونظمها المتكاملة وصور الاتصالات السلكية واللاسلكية، كما تشمل خدمات تكنولوجيا المعلومات واتصالاتها، وفيها تتحدد مصادر المعلومات وموثوقيتها وفي أساليبها الذكية والمبتكرة.

وينصب اهتمام الدولة المصرية بصناعة المعلومات في تطبيقاتها الصناعية؛ حيث الاهتمام بآليات التصنيع بدأ من مراحلها الاستراتيجية المتمثلة في استخراج المواد الخام من باطن الأرض أو من أعماق البحار، وصولًا إلى صورة الصناعة التحويلية والتي تهتم بتعظيم الموارد الطبيعية التي تمتلكها الدولة أو تستخرجها سواء ارتبط ذلك بإعادة الإنتاج أو التنمية بآليات مبتكرة، وهذا الأمر أكد عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودشنت المصانع في ربوع الوطن لهذا الغرض التنموي الوطني.

واهتمت القيادة السياسية بصناعة المعلومات في المجال الزراعي؛ حيث سعى الدولة الحثيث للوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي ومحاولات الوصول لمستوى الأمن الغذائي النباتي والحيواني؛ وهذا ما رأيناه في صورة التقنية الزراعية وما ارتبط بها من معلومات ساهمت في تحسين وتطوير التكنولوجيا الزراعية سواء في الآلات أو الأسمدة أو المبيدات، بما يضمن مضاعفة المنتج ويحافظ في نفس الوقت على سلامة البيئة؛ بالإضافة إلى تحسين الإنتاج الحيواني في ضوء فلسفة صناعة المعلومات.

ومؤسسات الدولة المصرية اهتمت بشكل فاعل بتكنولوجيا المعلومات الخدمية التي تضمن تحسين معدلات الأداء وسهولة إيصال الخدمات، ومن ثم صممت البرامج والتطبيقات التي استهدفت التحول الرقمي في صورته المتكاملة بكافة قطاعات ومؤسسات الدولة دون استثناء، وبدون شك أدى ذلك إلى تقليص صور الفساد والتي منها الهدر المالي وضياع الوقت وضعف الإنتاج في مقابل الاحتياجات واستيفاء المطلوب؛ بالإضافة إلى تدني المستوى الإداري.

وكفل القانون المصري حقوق الملكية الفكرية؛ حيث اهتمت مؤسسات الدولة المصرية في قطاعيها العام والخاص بصناعة المحتوى المعلوماتي من خلال الكُتًاب والباحثين والمبتكرين في مجالاتهم النوعية المختلفة والمتعددة، وهذا الأمر يمكن تبادل النتاج الفكري وفق أغراض البيع والشراء والاستثمار، وفتح مجالًا لمراحل الإعداد والتجهيز والتخزين والتوزيع بما يحقق الربح ويفتح مسارات بسوق العمل المحلي والدولي.

وعددت الدولة المصرية من أقمارها الصناعية بغرض تعميق العلاقات وأطر التواصل الفاعل مع دول العالم وبخاصة الدول الأفريقية، ناهيك عن التغطية الشاملة لربوع الوطن الحبيب، وكان هذا الأمر بتوجيهات القيادة السياسية صاحبة الرؤية السديدة؛ إذ يعد ذلك صناعة لإيصال المعلومات، والتي تعتمد في المقام الأساس على البث عبر الأقمار الصناعية، وتتبنى مؤسسات متخصصة هذا الأمر الخاص بتوزيع وإيصال المحتوى المعلوماتي بجميع صوره.

وفي السياق ذاته عزز السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقومات تدعيم صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لتحتل الدولة المصرية مكانتها التي تليق بمبتكريها في هذا المجال المهم، بما يضمن تفوقها وريادتها، وبما يفتح مجالات لسوق العمل ويؤدي تباعًا لجذب المزيد من الاستثمارات، ويرتبط ذلك بقوة بمرحلة متقدمة تسمى بصناعة معالجة المعلومات؛ حيث التصميم والتسويق الالكتروني وتطوير نظم التشغيل وسائر التطبيقات التقنية بحزمها المتجددة.

إن الاهتمام الرئاسي بصناعة المعلومات بمراحله ومجالاته المتنوعة يأتي من قناعة مؤسسة الرئاسة بأن المعلومات والمعرفة تقوم عليها كافة المشروعات التنموية والوطنية؛ فالعلم سلاح التقدم وقاطرة النهضة، وشتى ميادين العمل لا تحقق منشودها بدون تخطيط قائم على فلسفة صناعة المعلومات، وفي المقابل يُعد تجاهل صناعة المعلومات وما يرتبط بها من معرفة يؤدي إلى التراجع ولا أبالغ إذ أقول التخلف عن مسار النهضة العالمية في شتى المجالات العلمية، والاقتصادية، والثقافية، والصحية، والاجتماعية، ويهدر الطاقات البشرية والمادية على السواء.

حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.

____________

أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس

كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة