خالد دومة يكتب: سياسة النقد ونقد السياسة

السبت، 23 ديسمبر 2023 09:35 م
خالد دومة يكتب: سياسة النقد ونقد السياسة خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنه ينقل لنا صورة صادقة, عن العمل, يبين لنا ما فيه من قصور, وما فيه من نقاط ضعف وقوة, بدون النقد لا ثمرة مهمة لعمل, ولا خطوة نحو الأمام, إن الإشارات النقدية, هي التي تبعث روح العمل, فتكون قراءته مفيدة, تضيف للإنسان, أو أنها تنتزع منه, وله نتائج رائعة, في بناء العمل, وتوضيح ما يشتمل عليه من مضامين, النقد في الشعر, النقد في الفن, في السياسة.

 

 

 في كل مجال يغوض الإنسان غماره, ويطرق أبوابه, ولكن يجب أن يكون صادر عن علم, وهداية, ولا يجوز فيه المحاباة, ولا المجاملات, وخاصة في الفن والأدب, على الخصوص, فالنقد خطوة في طريق كل مجد ونمو, وبدونه تصبح المحسوبية, هي ضعلها الأكبر الغالب, الذي يتحكم في مصيرها, أم النقد الخالص, فهو الذي يساهم في البناء, الحقيقي, ودونه هدم, إذا لا ليس هناك من الأمور ما هو بعيد عن النقص, في جانب ما, وفي مرحلة ما.

 

 أما عن الأدب, فإن أساتذته في القرن العشرين, هم الذي ساهموا في تشييد صرحه, ليس في مجالهم فقط, المجال الأدبي, وإنما صارت العدوى المباركة, في شتي المجالات, كان الصدق, هو العامل الأوفى في الحركة, وفي فرضها بقوة منطقها وحججها, التي لا تبارى, وليست السياسة بأفضل حال, وإنما هي أكثرهم عرضة للنقد والإنتقاد, فهو أمر متعلق بحياة الناس, وأرزاقهم, وحياتهم في المستقبل, سواء أكان بعيد أو قريب, فليست هناك سياسة معصومة, وإن كانت في مجملها تسعى إلي خير, وتنمية ورفاهية المجتمع, ولكن هل هناك وصول لها, دون دفع الثمن, الذي تليق به, لم يقل لنا تاريخ الأمم السابقة, أن هناك ما تحقق دون بذل الجهد, دون العرق والتعب.

 

 فالسياسة عامة لها مداخل ومسارب وأشياء خفية, غير واضحة المعالم, ولكنها في نهاية الأمر, سباق من أجل تحقيق أغراض, قد تكون في مجملها, تتعلق بعامة الشعب, تضع الخطط, التي تضمن لها النجاح, تضع العوائق, وتضع الحلول, وتفترض فروض, وتحاول أن تستقرأ الغيب, بما بين يديك من ظواهر, فتبني وتعتمد بعد تفكير عميق, فإذا بشيء خارج الحسبان, يقف في الطريق, فيقلب الموازين وينهار كل شيء, وفي الوصول إلى أقل خسارة, مكسب كبير, ومحاولة لإنقاذ الموقف.

 

 

 ولكن هل كانت الخطط, من البداية, معقولة وهل البداية في كل شيء أصح أم أنها تتناول جزء, فتنتهي ثم تبدأ في أخر, وهل ما أنجزته الدولة قادر على السير بها, ولو خطوات نحو ما نريد, أم أن الأمور غير ذلك, وأن عبأ عظيما يقع على كاهل المواطن البسيط, الذي لا يتحمل كل هذه الأعباء, وهل يغينه أن يمشي في طريق نظيف, وجيبه خالي, أم الأفضل له أن يمشي في طريق متهالك, غير نظيف وبطنه ممتلأ, لا يشعر بالجوع والحرمان.

 

 هناك حلقة ضائعة, أن تجبر الناس على ما لم يعتادوا عليه, أمر غير مجدي, لا بد إذا أردت أن تعلم أن تجعله هو يسعى,  لا أن تجبره على السعي الذي سيكون في نهاية الأمر كسل وملل, التعليم وحده هو القادر على تحقيقي المستحيل, تحقيق أي غرض, تسعى إليه الدولة, إنها تحافظ على مقدرتها, لا بالحراسة ليل نهار, ولكن بالوعي لدي الناس بقيمة ما يحيط بهم.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة