ماكينة الأكاذيب الكبرى.. كيف انتصر الإعلام العربى على رواية إسرائيل المزيفة فى غزة؟.. الآلة الإعلامية الغربية فبركت الفيديوهات وبثت مزاعم الاحتلال حول قطع رؤوس الأطفال.. نقل الأحداث بالصوت والصورة فضح الانحياز

الجمعة، 22 ديسمبر 2023 10:00 ص
ماكينة الأكاذيب الكبرى.. كيف انتصر الإعلام العربى على رواية إسرائيل المزيفة فى غزة؟.. الآلة الإعلامية الغربية فبركت الفيديوهات وبثت مزاعم الاحتلال حول قطع رؤوس الأطفال.. نقل الأحداث بالصوت والصورة فضح الانحياز الإعلام العربى على رواية إسرائيل المزيفة فى غزة
كتب محمد السيد الشاذلى وأحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإعلام الغربى فصل صحفيين لانحيازهم للقضية الفلسطينية

لم تكن الصورة التى نراها الآن فى الإعلام الغربى، مشابهة لما رأيناه فى 7 أكتوبر والأيام التى تلتها، فمنذ اندلاع طوفان الأقصى، وبدأ الإعلام الغربى وقنواته الدولية فى تبرير حرب الإبادة الجماعية التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على غزة، من أجل دفع الرأى العام فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى تأييد الرواية الإسرائيلية الزائفة وعدم التأثر بالمجازر التى يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، حينها كان يزعم الإعلام الغربى أن ما تفعله إسرائيل هو دفاع عن نفس، وكان الإعلام الغربى يصف فى عناوينه وبرامجه جريمة التطهير العرقى بأنها «حرب على غزة» دون الإشارة إلى أى جرائم ترتكب هناك، إلا أن الإعلام العربى عامة والفلسطينى خاصة كانت له كلمة أخرى، واستطاع نقل الحقيقة وكشف زيف تلك الرواية الغربية، وكشف ازدواجية الإعلام الغربى الذى ادعى كثيرا الحيادية إلى أن جاءت أحداث غزة لتكشف حقيقته.

 
 
231011154114-05-israel-gaza-conflict-101123

تلاعب الإعلام الغربى بالمصطلحات

 

من خلال الاطلاع على عدد من المواقع والقنوات الإعلامية الغربية كـ«cnn» و«bbc» و«cnbc news»، و«france 24»، ودويتش فيله وفوكس نيوز، سنجد أن تلك الوسائل الإعلامية وصفت عملية طوفان الأقصى بـ4 أوصاف فى 7 أكتوبر الماضى والأيام التى تلتها مباشرة حتى يوم 18 أكتوبر، وهو اليوم الذى استهدفت فيه قوات الاحتلال مستشفى الأهلى المعمدانى، حيث وصفت العملية بـ«هجوم إرهابى» تارة، و«عملية إرهابية» تارة، و«هجوم دموى»، تارة أخرى، ومن خلال تصفح عدد من الأخبار التى نشرت فى عدد من الصحف والمواقع الغربية سنجد وصف جرائم الاحتلال بغزة بـ«حرب إسرائيل على غزة»، دون الإشارة إلى جريمة أو مذبحة أو مجزرة، بجانب وصف الشهداء الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ بـ«القتلى».
السقوط الذى وقع فيه الإعلام الأمريكى كان سقوطا مدويا، حول الشهداء الفلسطينيين إلى مجرد أرقام، بل إن شبكة «بى بى سى» كانت تذكر عن الشهداء الفلسطينيين أنهم ماتوا، ولكن تحدثت عن قتل إسرائيليين، ولم تتحدث الصحف والمواقع الغربية كالجارديان ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست، والتايمز، وسى إن إن عن أى جرائم ترتكبها قوات الاحتلال، كما أنه لم يتفاعل الإعلاميون الغربيون مع صرخات الفلسطينيين الذين استضافوهم عبر برامجهم خلال حديثهم عن مجازر الاحتلال، كما ركزت التغطية الإعلامية الغربية على أن الهجمات التى حدثت فى 7 أكتوبر ليست من فصائل فلسطينية بل الفلسطينيون بالكامل من فعلوا ذلك، لتبرير جرائم الاحتلال ضد كل الأهالى فى غزة والضفة الغربية.

شائعات الإعلام الغربى تدعم روايات الاحتلال

 

الأمر فى الإعلام الغربى لم يكتف بهذا الحد، بل أيضا وصل إلى نشر الشائعات والأكاذيب، التى بدأ عدد من قادة الدول الغربية يروجون لها على نطاق واسع، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، سنجد يوم الأربعاء 11 أكتوبر، نقلت «سى إن إن»، عن  تال هاينريش، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إنه تم العثور على جثث أطفال صغار ورضع مقطوعة الرأس فى كفار عزة بجنوب إسرائيل بعد هجمات الفصائل الفلسطينية فى الكيبوتس خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك على حد قوله، وقبلها بيوم، نقلت ذات الشبكة الأمريكية عن الجيش الإسرائيلى، مزاعمه لشبكة CNN، أن الفصائل الفلسطينية نفذوا مذبحة فى كفار عزة، وتم ذبح النساء والأطفال الصغار وكبار السن بوحشية على طريقة عمل داعش .
هذا الخبر الذى نشرته شبكة CNN، لم يكن وليد الصدفة، بل كان محاولة لاستجداء الرأى العام الأمريكى للتعاطف مع إسرائيل، قبل الخطوة التى أقدمت عليها الإدارة الأمريكية بتحريك أكبر حاملة طائرات أمريكية للأراضى الفلسطينية المحتلة لدعم إسرائيل، ثم بدأ الإعلام الغربى فى عرض مشاهد لأطفال مشوهة من حرب فيتنام وزعموا أنها لأطفال إسرائيل ضحايا الفصائل الفلسطينية، ليخرج بعدها الرئيس الأمريكى جو بايدن ويزعم أن الفصائل الفلسطينية قطعت رؤوس الأطفال وقتلت المساء، ولكن بعد أن بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعى فضح تلك الصور وكشف تركيبها، اعتذرت السى إن إن واعتذر البيت الأبيض أيضا عن تصريحات بايدن.
GFVSJENELJB2LMXVDJGF23EOQM

دعم الإعلام الغربى لمجازر الاحتلال فى غزة

 

فى يوم الأربعاء الموافق 15 نوفمبر ، تنصلت هيئة الإذاعة البريطانية من وكالة رويترز للأنباء ، بسبب تقرير للأخيرة وثق بعضا من جرائم الاحتلال الإسرائيلى أثناء اقتحامه مستشفى الشفاء فى قطاع غزة، حيث اعتذرت هيئة الإذاعة البريطانية عن تقرير سابق عن استهداف قوات الاحتلال للطواقم الطبية والمتحدثين باللغة العربية خلال الغارة التى شنها جيش الاحتلال على مستشفى الشفاء فى غزة، وقالت حينها إن الخطأ أقل من معاييرنا التحريرية وأرجعت الخطأ إلى سوء اقتباس لتقرير من وكالة رويترز، مضيفة أنه كان ينبغى أن تذكر أن قوات جيش الاحتلال تضم فرقاً طبية ومتحدثين باللغة العربية، إلا أن تقرير رويترز، أورد أن القوات الإسرائيلية كانت تقوم بتفتيش الغرف فى مستشفى الشفاء أثناء الحصار، وزعم مسؤولون إسرائيليون أن فصائل المقاومة تجرى عملياتها من المستشفى.
 

فصل الصحفيين فى الإعلام الغربى  

 

وفى أكتوبر الماضى، أحالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» «القسم العربى» 6 من صحفييها العرب فى مكتبى القاهرة وبيروت إلى التحقيق الإدارى، بالتزامن مع إيقاف التعامل مع صحفية مستقلة بسبب انحيازهم  لفلسطين على مواقع التواصل الاجتماعى، كما أقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية رسام الكاريكاتير ستيف بيل بعد 40 عاما من العمل مع الصحيفة، بسبب كاريكاتير رسمه ينتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
 
كما فصلت قناة TV5Monde الفرنسية المذيع التليفزيونى ذا الأصول الجزائرية، محمد قاسى، بسبب طرحه سلسلة من الأسئلة على المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى باللغة الفرنسية حول الوضع الإنسانى فى غزة ومقارنته بين الأعمال العسكرية لإسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث سأل قاسى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أوليفييه رافوفيتش، عما إذا كان بإمكان إسرائيل تنفيذ عمليات ضد الفصائل الفلسطينية دون مداهمة المستشفيات أو قتل المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولى والقواعد الإنسانية، ليشكك أوليفييه رافوفيتش فى حياد المذيع، ويصفه بأنه يتحدث كسياسى وليس كصحفى.
 
1
 

استقالات فى الإعلام الغربى

 

مع استمرار تحيز الإعلام الغربى مع الرواية الإسرائيلية ودفاعه عن مجازر إسرائيل، حيث أعلن الصحفى والمراسل التونسى بسام بوننى استقالته من هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى، وقال عبر حسابه مواقع التواصل الاجتماعى: «تقدمت صباح اليوم باستقالتى من هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى لما يحتمه على الضمير المهنى».
 
كما أقدم 12 صحفيا فى 21 أكتوبر الماضى، فى محطة للسوشيال التابعة لشبكة BBC، على تقديم استقالاتهم  نتيجة لعدم عرض التقارير التى يقومون ببثها لما يحدث للشعب الفلسطيني، قائلين إنه نتيجة لتبنى الشبكة للفكرة الإسرائيلية والأمريكية، تم تقديم الاستقالة بشكل رسمى.
 
وفى 5 نوفمبر الماضى، أعلنت الكاتبة جازماين هيوز استقالتها من صحيفة نيويورك تايمز، حيث وقعت على خطاب مفتوح يتهم إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية وانتقدت افتتاحية نيويورك تايمز التى أكدت فيها حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، كما استقالت الكاتبة آن بوير كاتبة الشعر فى مجلة نيويورك تايمز، فى 18 نوفمبر الجارى، احتجاجا على الحرب والأكاذيب الإسرائيلية التى أسمتها «آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من أمريكا ضد شعب غزة».
وتؤكد الإعلامية الفلسطينية صفاء الهبيل، أن قوة الإعلام الفلسطينى والعربى ظهر جليا فى دحض الرواية الإسرائيلية  بمصداقيتها وحقيقتها التى لم تغط بغربال وسائل الإعلام الغربى أدواته من صوت وصورة وكشف زيفها ومحاولة تضليل الرأى العام العالمى. 
 
وتضيف صفاء الهبيل فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن الإعلاميين الفلسطينيين استخدموا كل الوسائل الإلكترونية من صوت وصورة فى توثيق الجرائم والمجازر الإسرائيلية خاصة استهداف المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية والتعليمية والطبية والمستشفيات ووثق أيضا روايات الأطباء حول قصف المشافى ومنع دخول المعدات الطبية والمساعدات الإنسانية للمصابين وعملية قنص النازحين خلال عبورهم ما أطلق عليه الاحتلال الممر الآمن، وجملة هذه الانتهاكات وغيرها غيض من فيض هذا العدوان الذى ما زال مستمرا.
 
Screen-Shot-2023-12-21-at-1.39.59-PM

إعلامية فلسطينية: إسرائيل حاولت قتل الصوت الفلسطينى  

 

تؤكد الإعلامية والكاتبة الفلسطينية حولة الخالدى، أن الإعلام الإسرائيلى والعربى واجه صعوبة فى بداية الحرب على قطاع غزة أمام الماكينة الإسرائيلية والغربية والتى كانت تحاول دائما أن تسوق لتلك الرواية الإسرائيلية على حساب الرواية الفلسطينية، وهذا ما اعتدنا عليه دائما من محاولات إسرائيل تزوير القضية الفلسطينية، وتزوير الرواية الحقيقية، ولكن استمرارية العمل الصحفى فى قطاع غزة خاصة وفلسطين عامة، ودعم الإعلام العربى لها فى كل المحافل، كان له أثر كبير على نقل الرواية الفلسطينية بكل تفاصيلها.
 
وتضيف حولة الخالدى فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» من غزة، أن الجانب الإسرائيلى منذ اللحظة الأولى وهو يريد تغييب الصوت الفلسطينى وقتل هذا الصوت من خلال اغتيالات طالت الصحفيين فى غزة ومنازلهم وعائلاتهم ولكن هذا لم يجعل هناك نقطة تراجع لدى الصحفى الفلسطينى، بل على العكس تماما كان دائما يصر على إيصال هذه الرسالة، بإرادة وعزيمة حديدية، والآن أصبح هناك وضوح فى الرواية الفلسطينية رغم الهجوم الإسرائيلى عليها بشكل دائم، وهناك حقائق وصور تخرج إلى العلن ونحن نشهد عبر الجماهير الشعبية فى كل دول العالم تأييدا ودعما واضحا للقضية الفلسطينية.

مرصد الأزهر يرصد أكاذيب الإعلام الغربى  

 

مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب، كان له تعليق على افتراءات الإعلام الغربى، وفشل الترويج للرواية الإسرائيلية، من خلال دراسة نشرها المرصد عبر موقعه يوم الثلاثاء 21 نوفمبر، حيث أكد أن الإعلام الغربى عمل على التلاعب فى المواد الإعلامية المتعلقة بأحداث غزة وفلسطين المحتلة بشكل عام، وعليه يمكن القول بجرأة إن للإعلام العالمى المنحاز دورا خطيرا فى إبادة الفلسطينيين بغزة بواسطة الاحتلال الصهيونى، والأمر لا يقتصر على الأحداث الجارية، ولكن التغطية الإعلامية العالمية للحق الفلسطينى بشكل عام، شابها الكثير من العوار ما جعلها شريكا أساسيا فى جرائم الكيان الصهيونى على مدار سنوات.
 
المرصد كشف عددا من الأمثلة على كذب رواية الإعلام الغربى، موضحا أن شبكة «فوكس نيوز» روجت للمظلومية الصهيونية، من خلال تقرير لشبكة «فوكس نيوز» بشأن النطاق الجغرافى المعادى للكيان الصهيونى، وبالتالى بررت التغطية للجرائم الصهيونية فى غزة بمبدأ «الدفاع عن النفس، حيث اعتمدت الشبكة الأمريكية على تقديم الكيان الصهيونى فى صورة الطرف المسالم كما هو الحال فى وسائل الإعلام المحلية داخل الكيان التى اعتمدت شعار «ندافع من أجل وطننا» فى جميع موادها فى تبرير واضح للممارسات الدموية فى غزة وتحضيرا للسيناريو الأسوأ ضد الفلسطينيين. كما سلط المرصد الضوء على تكرار صحيفة «الجارديان» البريطانية للرواية الصهيونية بالمقارنة مع التغطية الإعلامية للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة عام 2021، حيث اتضح تبنى صحيفة الجارديان البريطانية، نفس الخطاب الذى يحمل المقاومة الفلسطينية مسؤولية التصعيد الحالى ضد المدنيين فى قطاع غزة، من مثل تكرار الادعاءات والاتهامات بشأن استخدام المقاومة للمدنيين كدروع بشرية، فى حين تجاهلت الإشارة إلى رسالة نحو 500 من الموظفين والأعضاء السابقين فى حملة الرئيس الأمريكى جو بايدن الانتخابية، بخصوص ضرورة إدانة الاحتلال الصهيونى بشكل حاسم.
 

إعلامية فلسطينية: الإعلام الغربى لم يستطع إيقاف مظاهرات شعوب أوروبا ضد الاحتلال الإسرائيلى 

 

من جانبها وجهت الإعلامية الفلسطينية مريم أيوب، شكرها للإعلام المصرى بكل أشكاله المكتوبة والمرئية على المساحة اللامتناهية التى فتحها للقضية الفلسطينية منذ بدايتها، قائلا: «نحن لا نشعر أبدا أننا وحدنا بل لدينا دعم إعلامى قوى من الإعلام المصرى المعروف بقوته وصداه فى العالم وكان لهذا دور كبير فى فضح جرائم الاحتلال على مستوى الوطن العربى والعالم». 
 
وتضيف مريم أيوب، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن الرواية الفلسطينية هى صورة حقيقية للواقع وليست مجرد رواية هى واقع منقول بالصوت والصور المباشرة والفيديوهات من أرض المعركة التى للأسف يقال عنها معركة لكنها فى الواقع إبادة جماعية لشعب برئ، وما حدث خلال أيام الحرب هو كذب وتدليس من قبل الاحتلال الإسرائيلى، خاصة ما أعلنه الرئيس الأمريكى بايدن على سبيل المثال عن مقتل 40 طفلا ثم تراجع ليقول البيت الأبيض إن ذلك كان خطأ.
 
وتضرب الإعلامية الفلسطينية، عددا من الأمثلة على أكاذيب الإعلام الغربى بشأن العدوان على غزة قائلة : «ما قامت به مذيعة إحدى القنوات بأن هناك هجوما على مدنيين فى إسرائيل وهو ما تم فضحه، وأصبحت وسائل الإعلام الغربية تتعمد نشر فيديوهات، ثم يثبت فبركتها فيما بعد، وكل ذلك فضح الاحتلال أمام العالم الذى أصبح يتابع قضية فلسطين بدقة لما وفرته وسائل الإعلام الحديثة من تقنيات، واليوم أصبح لدينا جيل واع مدقق بكل صورة وكل صوت، وكل هذا كان انتصار لنا كفلسطينيين وكمجتمع لا يملك من سلاح سوى صوته».
 
وتابع مريم أيوب: «المظاهرات التى حدثت فى العواصم الأوروبية هى مظاهر حقيقية للإنسانية بسبب ما يراه العالم من جرائم ضد الفلسطينيين التى لم تستطع الحكومات الغربية والإعلام الغربى إيقافها أو تدليسها، وكل هذا يظهر قوة الاعلام الذى يعتبر سلاحا أيضا فى الحروب، بجانب جرائم الاحتلال الذى استهدف الإعلاميين وأسرهم خلال الحرب كان له نتيجته بالتأثير فى هذه الحرب».
 
فيما تقول الإعلامية الأردنية كاثى فراج، إن الإعلام له دور كبير فى تغيير الرأى العام لذلك إسرائيل منذ عشرات السنوات دائما ما تستثمر فى قطاع الإعلام وأصبح لها تأثير على العديد من القنوات الأوروبية والأمريكية وكبرى المحطات الأمريكية، متابعة: «هذه المرة انتصر الإعلام الفلسطينى والعربى فى دعم القضية الفلسطينية، من خلال إيصال الرسالة الواضحة والرواية الفلسطينية الحقيقية حول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التى كان لها دور كبير فى إيصال الرسالة وكشف الحقائق، من خلال المواطنين المتواجدين داخل قطع غزة ومن خلال مواطنين مؤثرين وصحفيين الذين كانوا يوثقون مجازر الاحتلال وجريمة الحرب التى تمارسها ضد الفلسطينيين وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعى لأنها نوع من أنواع وسائل الإعلام».
 
وتضيف كاثى فراج فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» من الأردن: «من خلال بث تلك الرسائل عبر عدة لغات عبر مواقع التواصل الاجتماعى واستغلال الإعلام الرقمى ساهم فى كشف ما تقوم به إسرائيل من خدع عبر سنوات عديدة، فى المقابل كان هناك فشل لدى العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية التى استخدمت الصور المفبركة والتصريحات والتراجع عنها بعد فترة لعدم صحة هذه الروايات، والجميع أصبح متعاطفا مع الرواية الحقيقية التى تم بثها بالصور والفيديوهات التى قدمها الفلسطينيون المتواجدون داخل قطاع غزة والصفة الغربية، وفى الأردن استخدم المؤثرون والإعلاميون الإعلام الرقمى فى دعم القضية الفلسطينية وتوصيل الرسالة للعالم».
 
 

أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين: الرواية الفلسطينية نجحت فى فضح الإعلام الغربى

يقول عاهد فروانة أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين، والكاتب والمحلل السياسى المختص بالشأن الإسرائيلى، إن العالم خضع فى 7 أكتوبر الماضى للرواية الإسرائيلية الكاذبة التى زعمت قتل الأطفال واغتصاب النساء فى المستوطنات بغلاف قطاع غزة وهو ما ثبت كذبه ولم يتم تقديم أى دليل، ولكن الإعلام الغربى تماهى مع تلك الرواية الكاذبة حتى أن بعض رؤساء الدول رددوها مثل الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى تحدث عنها فى بعض المؤتمرات الصحفية، وحينما تبين كذبها لم يتراجع عنها، ثم شكك بعد ذلك فى أرقام الشهداء الفلسطينيين .
 
ويضيف أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن الإعلام الفلسطينى استطاع أن ينقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بكل مهنية واقتدار لأنها الرواية الصحيحة والحقيقية من قلب الحدث، والتى كشفت حجم المجازر التى ترتكب بحق أبناء شعبنا واستطاع أن يصور كل ما يحدث فى قطاع غزة من قتل وتدمير وتهجير ويصدر هذه الصور للعالم، موضحا أن الإعلام الفلسطينى من خلال كل الأدوات الموجودة سواء علام فضائى وإعلام إذاعى وإعلام إلكترونى وإعلام مقروء وإعلام السوشيال ميديا ومن خلال الفيديوهات التى يتم إنتاجها فى هذا الشأن والقصص الإنسانية التى توضح حجم المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، وتصدير هذه الصور للعالم أجمع.
 
ويتابع «فروانة»: «بدأت الكفة تميل رويدا رويدا لصالح كفة الإعلام الفلسطينى، مقابل الروايات الكاذبة للاحتلال الذى حاول ترويجها فى العالم، والمشاهد التى خرجت من قطاع غزة هى الحقيقة التى وصلت إلى العالم وبالتالى أصبح الإعلام الفلسطينى الآن له الصدارة والكلمة العليا واستطاع أن يوصل معاناتنا للعالم أجمع، مما جعل الإعلام الإسرائيلى لا يستطيع مجاراة ذلك إلا بالروايات الكاذبة التى ليس لها أى رصيد لأنه لا يملك أى دليل عليها، بل الدليل ما  يحدث من إجرام بحق الشعب الفلسطينى، وما يحدث من تهجير ومجازر».
 
ويؤكد أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أنه عندما كان الإعلام الإسرائيلى يتحدث عن مناطق آمنة فى جنوب قطاع غزة ، كان 40% من شهداء العدوان الإسرائيلى من المناطق التى أدعو أنها آمنة، لأن الاحتلال لم يترك مكانا آمنا فى غزة، وكل هذا نقله الإعلام الفلسطينى بكل مهنية واقتدار حتى وصل للعالم بكل مهنية واحترافية وصدق من قبل الصحفيين الفلسطينيين الذين قدموا عشرات الشهداء من أجل نقل تلك الرسالة، وحتى الآن وصل عدد الشهداء من الصحفيين لما  يزيد على 60 شهيدا بفعل استهداف قوات الاحتلال لهم، أى أنه كان يستشهد أكثر من صحفى فى اليوم الواحد، وهذا هو العدد الأكبر من الصحفيين الذين يتم استهدافهم فى تاريخ الصحافة الفلسطينية فى هذا الوقت القصير، وهو ما يكشف حجم انزعاج الاحتلال من الإعلام الفلسطينى، وما فعله من تهجير قسرى لهم واستهداف لمنازلهم وعائلاتهم ومؤسساتهم الصحفية لأنه يريد طمس تلك الرواية الفلسطينية التى بدأت تنتشر حول العالم.
 
والأمر لم يقف عند هذا الحد، بل أيضا خرجت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، لتكذب كل ادعاءات الإعلام الإسرائيلى والغربى حول قتل الفصائل الفلسطينية للمدنيين فى عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر، عندما كشفت أن تحقيقات للشرطة الإسرائيلية أكدت أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلى أصابت بنيرانها بعض المشاركين فى مهرجان نوفا الذى كان يقام قرب الحدود مع قطاع غزة، خلال إطلاقها النار على منفذى هجمات 7 أكتوبر، لافتة إلى أن مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلى وصلت إلى مكان الحادث وأطلقت النار على منفذى الهجمات هناك، ويبدو أنها أصابت أيضا بعض المشاركين فى المهرجان، وقُتل 364 شخصا فى المهرجان، فى السابع من أكتوبر الماضى.
 
ويشير عاهد فروانة ، إلى أن الحرب على قطاع غزة كانت القشة التى فضحت الإعلام الغربى الذى تماهى منذ اللحظة الأولى مع ما  يروجه إعلام الاحتلال من كذب وتضليل ورواية قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء فى مستوطنات غلاف غزة فى 7 أكتوبر، فكل هذا انهار أمام الحقيقة الفلسطينية، وعدم وجود دليل على هذه الأكاذيب التى تماهت معها كل وسائل الإعلام الغربية، واستطاعوا فى البداية من خلال تلك الروايات  الكاذبة تجنيد المجتمع فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية لصالح روايتهم ولدعم الاحتلال وإعطاء الضوء الأخضر له لارتكاب المجازر، والمشاركة  معه، لكن مع مرور الأيام وحجم المجازر التى تم ارتكابها فى غزة والصور التى توضح تلك المجازر، انقلبت الصورة رويدا رويدا وفضحت الإعلام الغربى الذى ما زال متسقا مع روايات  الاحتلال، ولكن الرواية الفلسطينية الصادقة والمهنية هى التى جعلت الأمور تنقلب رأسا على عقب، وجعلت الإعلام الغربى يظهر عدم صدقه أمام الرواية الفلسطينية، وتفوقت الرواية الفلسطينية التى نقلت بالدم ومعها الإعلام العربى استطاعا نقل الصورة الحقيقية لما يحدث فى غزة. ويؤكد أن الإعلام الغربى حاول تصوير الشعب الفلسطينى على أنهم هم الجناة والذين يملكون الطائرات والدبابات التى تقصف وتقتل، ومحاولة مغايرة لما يحدث على أرض الواقع ، وتحويل الاحتلال الذى يقتل ويشرد على مدار أكثر من 75 عاما على أنه ضحية، وذلك من خلال اتساق هذا الإعلام الغربى مع الرواية الإسرائيلية وترويح كل ما  يخرج عن الإعلام والمسؤولين الإسرائيليين، ومحاولة تصوير الفلسطينيين على أنهم داعشيون، وربط النضال الفلسطينى بالإرهاب العالمى، ومحاولة تصوير إسرائيل على أنها تدافع عن نفسها وتبرير تلك الجرائم الإسرائيلية.
Screen-Shot-2023-12-21-at-1.40.20-PM
 
ورغم كل تلك الأكاذيب التى روجها الإعلام الغربى للدفاع عن الاحتلال وجرائمه، وإن كانت استطاعت فى البداية شحن بعض الشعوب الأوروبية لدعم إسرائيل، إلا أنها ما لبست أن تحولت إلى فضيحة لهذا الإعلام، بعد أن تمكن الإعلام العربى من نقل المشاهد الدموية وأشلاء الضحايا تحت الأنقاض، وإظهار حجم الدمار فى قطاع غزة، وبث رسائل الأطفال والنساء، واستغاثات المستشفيات والأطباء من الاستهداف المتعمد والحصار، فكان هذا السبب الأقوى فى تغير موقف الشعوب الغربية التى خرجت بالملايين فى العواصم الأوروبية من أجل المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار، كان أكبرها مظاهرات لندن التى أدت لإقالة وزيرة الداخلية البريطانية التى اعترضت على تلك المظاهرات.
 
فى هذا السياق يؤكد الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن الإعلام العربى انتصر بحقيقة ما ارتكب من جرائم من قبل الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء وإصرار الإعلاميين العرب على الانتفاض فى الإعلام الغربى الذى حاول تجاهل الرواية العربية والفلسطينية والقفز عنها باعتبار أن دولة الاحتلال الإسرائيلى ضحية فيما كانت دولة الاحتلال  ترتكب حرب ابادة بحق الشعب الفلسطينى.
 
ويضيف فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن شبكة التواصل وتطور وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعى الذى لم تستطع كل أساليب محاربة ومنع المحتوى العربى والفلسطينى من نقل ما يتعرض شعبنا الفلسطينى، متابعا: «فى اعتقادى الانتفاضة التى حصلت فى الإعلام العربى ومن الإعلاميين العرب جعلت من الصعب من أى  نظام مؤسسى أو رسمى مواجهة الإعلاميين فى وقوفهم بجانب عدالة القضية الفلسطينية فى مواجهة حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال».
 
WhatsApp-Image-2023-12-20-at-5.46.02-PM
 

الإعلام الغربى يشبه أحداث 7 أكتوبر بهجمات 11 سبتمبر

  
الدكتورة دينا شحاتة رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سلطت أيضا الضوء على أكاذيب الإعلام الغربى خلال دراسة بعنوان «كيف نظر الإعلام والرأى العام الغربى لحرب غزة 2023؟»، كاشفة أن وسائل الإعلام الغربية شبهت هجوم 7 أكتوبر 2023 بأحداث 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة الأمريكية ولقبته بـ«هجوم 11 سبتمبر الإسرائيلى»، مع التأكيد على التشابه بين الحدثين من حيث قيام «جماعة إرهابية» باستهداف مواطنين عزل، ونجاحها فى قتل عدد كبير منهم تدفعهم أيديولوجية دينية متطرفة، حيث يهدف هذا التشبيه إلى خلق حالة من التعاطف والتماهى بين المواطن الأمريكى والمواطن الإسرائيلى، وخلق انطباع بأن الطرفين يواجهان نفس العدو ونفس المخاطر؛ حيث يصبح الاستنتاج المنطقى وفق هذه السردية الغربية وجوب التضامن مع إسرائيل.
 
WhatsApp-Image-2023-12-20-at-5.46.03-PM
 
كما كشفت أن الإعلام الغربى أيضا شبه ما يحدث فى غزة بما يحدث فى أوكرانيا وأن هناك معركة واحدة فى إسرائيل وأوكرانيا، متجاهلا أن إسرائيل محتل، حيث ربط الإعلام الغربى بين الحرب الراهنة فى غزة وبين الحرب فى أوكرانيا، وتم تصوير العدوان الإسرائيلى على غزة على أنه جزء من الصراع بين قوى الخير المتمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الديمقراطية، وقوى الشر المتمثلة فى روسيا والصين وإيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية، ولذلك يصبح حسب هذه السردية الغربية أيضا أن دعم إسرائيل وأوكرانيا فى حروبهما الراهنة جزءاً من معركة الغرب ضد القوى المعادية والممانعة له حول العالم.
 

إعلامية فلسطينية: أكثر 4 مليارات مشاهدة لفيديوهات تدعم الرواية الفلسطينية 

  
من جانبها تقول الإعلامية الفلسطينية، ضحا الشامى، إن هناك عدة عوامل ساهمت فى انتشار الحقيقة الفلسطينية وتقدمها على الرواية الإسرائيلية المزيفة وإحداث تغيير جذرى بمواقف الشعوب حول العالم والعودة إلى أصل الصراع أى منذ نكبة فلسطين، وعلى رأس تلك العوامل استثمار منصات التواصل الاجتماعى ونشر صور المجازر التى ارتكبتها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والمسنين بحيث إن 70% من الضحايا هم أطفال ونساء سواء كانوا شهداء أو جرحى.
 
وأضافت الإعلامية الفلسطينية، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» من رام الله، أن من بين العوامل أيضا الفظاعة الإسرائيلية التى نفذتها بالمستشفيات واستهداف الجرحى والكوادر الطبية والنازحين وقطع الكهرباء عن حضانات الأطفال الخدج ومن هم فى العناية المركزة من المصابين وبالتالى استشهاد عدد منهم، بجانب العقاب الجماعى على الفلسطينيين وإجبار عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم تحت وطأة العدوان وبعدها قصفهم فى مراكز الإيواء ومنها التابعة للأونروا، وحرب التجويع والتعطيش بحق الفلسطينيين ومنهم الأطفال وقطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت، ومنع دخول الأدوية ومواد التخدير لغزة حيث اضطر الأطباء إجراء عمليات جراحية بدون البنج، وقصف البنايات على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار ومحو عائلات بأكملها. وأشارت ضحا الشامى، إلى أن المنصات الفلسطينية والعربية قلبت الموازين إضافة للمؤثرين فى العالم ومن ساهموا فى مخاطبة الإعلام الغربى والتأثير فيه ومنهم سفراء فلسطين فى هذه الدول حتى أن هناك داعمين ومناصرين للقضية الفلسطينية من سياسيين غربيين سابقين  كان لهم دور فى إثارة القضية والحديث عن أصل الصراع منذ ٧٥ عاما أى أصل الصراع وليس من 7 أكتوبر. وأكدت أن هناك بعض الإحصائيات من بدايات نوفمبر تقول إن إسرائيل خسرت حرب التيك توك، كما أن أكثر 4 مليارات مشاهدة لفيديوهات تدعم الرواية الفلسطينية مقابل 200 مليون مشاهدة لمضامين تدعم إسرائيل، بجانب تقرير لمجلس ايكونميست البريطانية يرصد نسب التأييد للفلسطينيين والإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعى، يرى أن 48% من منشورات إنستجرام داعمة لفلسطين مقابل ٣١% داعمة لإسرائيل، و٣٣%من منشورات تويتر داعمة لفلسطين مقابل 17% لإسرائيل.
 
1
 

 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة