د.أحمد بن حمد جيلان

عباب الباخرة في محاضرة (مستجدات الفكر) بالقاهرة

الخميس، 21 ديسمبر 2023 12:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اطلعتُ بالأمس على خبر يلخص محاضرة معالي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية الأستاذ الدكتور الشيخ العلامة محمد بن عبدالكريم العيسى  : "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب" والتي ألقاها قبل أيام تحت قبة قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربياً.
 
وأرى هذه المحاضرة التذكارية في ظل عالمنا المعاصر بمستجداته المتلاحقة هي الطريق الرحب والنهر العذب لإدراك أغوار مستجدات الفكر بين الشرق والغرب.
 
وأنا على يقين أن كل من حضر محاضرة معاليه أو تابع أخبارها ارتوى من غزارة علمه وسعة أفقه ، واستقى من رجاحة عقله و عميق طرحه وصائب فكره وثاقب بصيرته.
 
ومع أني لم أتشرف بحضورها بدنا لكني حضرتها عمقا وروحا تحت القبة الباهرة بجامعة القاهرة في جمهورية مصر العريقة الشقيقة 
 
وكأني أرى الآذان مصغية لمعالي وزير الفكر الدكتور محمد العيسى موضحا للأذهان والعقول بقوله :
 
( لا تقديس إلا للقران الكريم وسنة الرسول .. نحترم الجميع لكن العصمة فقط هي لكتاب الله وسنة رسوله … الفقيه الحق يحترم من سبقوه ولكنه يجتهد في سياق زمانه ومكانه ملتمسا مقاصد الشريعة من صلاح الدين والدنيا معا .. )
 
مُلفتا -معاليه- السمع والنظر أن التجديد ليس في الدين إنما في الاجتهاد ، وإعمال القواعد الفقهية وتنزيل النصوص الشرعية على الوقائع باستيعاب الظرفية التي تؤثر في تغير الفتوى خلافا للذين يصدرونها خارج ظرفيتها
مع أهمية العناية بمعرفة الواقع فالغرب اليوم متعدد المفاهيم والثقافات والتحالفات فواقع شرق أوروبا يختلف عن واقع غرب أوروبا.
 
كما أوضح معالي العيسى إلى سمة من سمات الشريعة وهي المرونة التي نالت الاجتهادات الشرعية والتي تتغير بتغير الزمان والمكان والعادات والأشخاص فكيف بالفكر الإنسانى المجرد .
 
وحذّر معالي العيسى من التبعية العمياء المذمومة التي تخالف اتباع العلماء المحمود وتقليد العوام لأهل العلم الثقات.
 
فلله در معالي الدكتور العيسى فهو بحق مفكرُ العلماء وعالِم المفكرين ومعلمة الفقهاء .
 
لقد أوضح من خلال طرحه عن مستجدات الفكر البون الشاسع بين حملة العلم الذين جمعوا بين الرسوخ والتأسيس وإعمال القواعد ورجاحة العقل ،  وكهنة العلم الذين جمعوا بين التعصب والتقديس وشهوة الجدل.
 
وإن من توفيق الله لمعاليه 
وسعادة من يعملون معه ويحضرون ندواته ومحاضراته أو يتابعون برامجه وأطروحاته فينهلون فوائده وفرائده أنهم يرون العلم والفكر معا والهمّة والعزيمة والشغف سويا فقد وهب الله الكريم معالي الدكتور محمد بن عبدالكريم جلالة تغشى العيون ، ومهابة تملأ الصدور ومحبة تسكن الأرواح وقناعة لفكره.
 
وإن نزوله إلى أرض الكنانة تاريخ لا يُنسى سيذكره أهل مصر ونخبها الثقافية كلما ذكروا الإمام محمد الشافعي  فهو بحق (شافعي العصر) لرسوخ علمه ونيّر فكره فقد آتاه الله غزارة الفقه واستيعاب الفكر ومواطن الحكمة وتجديد الخطاب .
 
وجدوا فى منطق معاليه جوامع الكلم وفي أعطافه يُسر الشريعة 
وفي طرحه روح المقاصد
وفي بيانه تجديد الاجتهاد 
 
فكان معالي العيسى لمستجدات الفكر منار السبيل يروي الغليل ويوضّح  بحواراته القصد والدليل والتعليل ويراعي فقه المصالح والمفاسد والموازنات والأوليات وظرف الزمان والمكان والحال بسمة المؤمن البصير.
 
وأدرك الحاضرون لمحاضرته بكل قناعة أن العلم يأرز إلى منبعه الأول مكة والمدينة.
 
وكما أن من أنهار الجنة نهر النيل
فمعاليه نهر رقراق لكل الجيل
كما شهد له بذلك علماء مصر
وهكذا يكون ردُ الجميل
وأختم بما قاله سماحة مفتي الجمهورية بمصر بعد محاضرة مستحدات الفكر بين الشرق والغرب بأن معالي العيسى رسم خريطة للخطاب الدينى الصحيح.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة