نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر لـ«اليوم السابع»: الصحافة الفلسطينية دفعت «ضريبة دم» كبيرة لتعرية جرائم الاحتلال.. إنكار أمريكا ما يحدث فى غزة يجعلها شريكة.. و«مراسلون بلا حدود» تحاول تبييض وجه إسرائيل

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023 01:00 م
نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر لـ«اليوم السابع»: الصحافة الفلسطينية دفعت «ضريبة دم» كبيرة لتعرية جرائم الاحتلال.. إنكار أمريكا ما يحدث فى غزة يجعلها شريكة.. و«مراسلون بلا حدود» تحاول تبييض وجه إسرائيل ناصر أبوبكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين
حوار - آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** جرائم حرب ترتكب ضد الصحفيين بقرار رسمى من حكومة الاحتلال للتغطية على إبادتها للفلسطينيين

** استعنا بطاقم محامين لتحضير ملف قانونى  وتقديمه للجنائية الدولية 

 
بالتزامن مع بدء زيارته الثانية لمصر منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين، ناصر أبوبكر: بدأ التحرك الفعلى لتقديم شكوى أمام الجنائية الدولية بحق قيادة إسرائيل لجرائمهم بحق الصحفيين الفلسطينيين، لافتا فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»، إلى أن النقابة استعانت بفريق قضائى فى لندن لتحضير الملف الموثق، وأن زيارته للقاهرة تأتى فى إطار التنسيق مع نقابة الصحفيين المصرية قبل التحرك الدولى.
 
أكد «أبوبكر» أن تل أبيب تتعمد قتل الصحفيين للتعتيم على جرائمها، وهذا يحدث تحت مسمع ومرأى العالم أجمع، مشيرا إلى أن 90 صحفيا دفعوا حياتهم ضريبة لكشف الحقيقة، لافتا إلى أن تشكيك واشنطن ومؤسسات دولية تعنى بحرية الصحافة فى هذه الحصيلة يجعلها شريكة بالجريمة الإسرائيلية.. وإلى نص الحوار:
 

بداية.. كيف تصف تصاعد عمليات الاستهداف التى تمت مؤخرا للصحفيين خلال اليومين الماضيين؟

خلال اليومين الماضيين رأى العالم أجمع عملية وحشية من الاحتلال الإسرائيلى باستهداف طواقم صحفية لعدد من القنوات الفضائية خلال تأدية عملهم، فى مقدمتها استهداف طاقم قناة الجزيرة التى أدت لاستشهاد المصور الصحفى سامر أبودقة، كذلك مراسل قناة المشهد فى الإمارات الذى أصيب برصاص فى قدمه، وبقى ينزف لأكثر من 6 ساعات إلى أن تمكن هو من إسعاف نفسه، حيث كان يحمل شنطة إسعاف أولى، حتى تم وصوله للمستشفى، وللأسف كلها عمليات اغتيال مقصودة من الاحتلال الإسرائيلى.
 

العملية ليست مجرد استهداف الصحفيين بل تردد أن الاحتلال يمنع محاولات إنقاذ المصابين.. كيف ترى ذلك؟

نعم الدبابات الإسرائيلية تتعمد منع سيارات الإسعاف من الوصول للمصابين، كما أعاقت محاولات حملهم للمستشفيات لإنقاذهم، سامر أبودقة استشهد نتيجة تركة ينزف حتى الموت، ولم تتمكن كل سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر الدولى من الوصول للمصابين، وبالتالى هى أرادت قتله وليس إصابته، وهذه جريمة حرب غير مسبوقة بالتاريخ أن يتم منع المؤسسات الدولية من إنقاذ جريح مدنى صحفى.
 

كم الحصيلة من شهداء الصحافة حتى الآن؟

اليوم ونحن 75 يوما على الحرب، فقدنا أكثر من 90 صحفيا، وبالتالى هناك جرائم حرب ترتكب ضد الصحفيين بقرار رسمى من حكومة الاحتلال وبشكل ممنهج، هدفها الأساسى منع الإعلاميين من تغطية الجرائم ومنع شهود الحرب من نقل الحقيقة، حتى لا يتأثر العالم من الجرائم التى ترتكب من قبل جيش الاحتلال والإبادة الجماعية، التى تتم ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة.
 

بخلاف الشهداء تقوم قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة.. فما هى آخر إحصائيات النقابة؟

بالفعل اعتقل الاحتلال 48 صحفيا حتى الآن خلال القيام بعملهم، وهناك 33 ما زالوا داخل السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 3 صحفيين مختفين لا نعرف مصيرهم حتى الآن فى قطاع غزة، كذلك هناك أكثر من 200 اعتداء على الطواقم الصحفية فى القدس والضفة الغربية، وبالتالى الحملة التى تشنها قوات الاحتلال ممنهجة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية كافة.
 

هل هذا يعنى أن الاستهداف فى كامل الأراضى المحتلة وليس فقط فى غزة؟

بالفعل هناك تصعيد واستهداف ضد كل وسائل الإعلام الفلسطينية، ونحن لدينا فيديوهات توثق الاعتداءات على الصحفيين فى الضفة الغربية مرعبة، هدفها القتل وترهيب الصحفيين وتخويفهم وهم يقوموا بتغطية وتوثيق جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى فى كل مكان، واضح أن الاحتلال يعامل الإعلام الفلسطينى على أنه عدو، ويتخذ إجراءات لقتل الصحفيين ومنع دورهم فى تغطية جرائم الاحتلال والحرب ضد الشعب الفلسطينى وجرائم المستوطنين.
 

كيف ستتحرك النقابة على المستوى الدولى لكشف جرائم الاحتلال؟

قمنا بالفعل بجولة فى عدد من الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبى، واجتمعنا مع النواب وأوضحنا لهم حقائق وحجم الجرائم التى يتعرض لها الصحفيون بشكل خاص والشعب الفلسطينى بوجه عام، واستضفنا وفدا من الاتحاد الدولى للصحفيين، وتوجهنا أيضا لمقر الاتحاد، وأنا بصفتى نائب رئيس الاتحاد عقدنا اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للفلسطينيين، وهى اللجنة العليا للاتحاد، وقررنا التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
 

هل هناك تنسيق على المستوى العربى بين نقابات الصحفيين لوضع خطة تحرك مشتركة على المستوى الدولى؟

نعم، هناك تنسيق عربى، وهناك تنسيق عالى المستوى على وجه الخصوص مع نقابة الصحفيين فى مصر، وأنا كنت موجودا فى مصر فى بداية الحرب، وسأصل لمصر مرة أخرى اليوم الثلاثاء بدعوى من النقيب، خالد البلشى، للتنسيق والعمل المشترك فى مسألة المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الدولى والتحركات، التى يمكن أن نقوم بها كنقابات عربية تدافع عن العمل الصحفى، واتحاد الصحفيين العرب مع الاتحاد الدولى والنقابات الصديقة حول العالم.
 

كيف تضمن إمكانية تحرك المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل؟

منذ يومين عقدنا اجتماعا مع طاقم محامين فى لندن لبدء تحضير ملف بشكل قانونى، وزودناهم بكل الوثائق التى لدينا ضد إسرائيل من أجل سرعة التوجه للمحكمة الجنائية الدولية، كذلك التقيت بكريم خان، المدعى العالم للجنائية الدولية، خلال زيارته رام الله منذ أسبوعين، وطالبته بفتح تحقيق فى أسرع وقت ممكن، نحن نضغط بكل قوة ليكون هناك فتح للتحقيق فى الجنائية الدولية، لأن ذلك يعنى بدء محاسبة الاحتلال ومحاكمته على جرائمه، وعدم فتح تحقيق يعنى منح الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم، هذا ما قلناه لكريم خان ونأمل الاستجابة السريعة.
 

كيف ترى رد فعل الدول الغربية على جرائم الاحتلال؟

بصراحة، العالم بدأ يتغير الرأى العام فيه لصالح القضية الفلسطينية، وبدأ النواب فى البرلمانات العالمية والصحفيين فى المؤسسات العالمية التى ضللت من الاحتلال لفترة طويلة، بدأت تعرف الحقيقة وتتعاطف معها، كل هذا بسبب دور الصحفيين داخل فلسطين فى نقل حقيقة ما يحدث من جرائم إسرائيلية للعالم، ورغم ضريبة الدم الكبيرة التى دفعها الصحفيون منذ بدء الحرب، فإنهم عازمون ومصممون على الاستمرار فى مهمتهم ودورهم لكشف الحقيقة للعالم مهما كلفهم هذا من ثمن.
 
قبل أيام صدرت تصريحات من الخارجية الأمريكية قالت فيها عدم وجود دلائل على تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين.. كيف ترى ذلك؟
للأسف هذه التصريحات تمثل دليلا إضافيا على الشراكة الأمريكية الكاملة فى الجريمة المستمرة ضد شعبنا وصحفيينا، ومحاولة لتمرير رواية الاحتلال الكاذبة، لكى لا تتم محاسبة ومحاكمة القتلة المجرمين الإسرائيليين.
 
نأمل أن تقوم المؤسسات الدولية التى يفوضها القانون الدولى من محاكمة الاحتلال أمام محاكم الأمم المتحدة، وأن تبدأ إجراءتها، فهى المخولة بتطبيق القانون الدولى وعليها تنفيذه فورا، والتفويض الذى أخذته لمحاكمة قتلة الصحفيين، نحن نريد محاكمة قتلة الصحفيين الفلسطينيين، فعلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية الإسراع فى تنفيذ القوانين التى أصدرتها والتى تعمل وفقا لها.
 

كيف ترى دور المؤسسات الدولية المدافعة عن حرية الإعلام؟

المؤسسات الدولية أيضا لم تأخذ دورها الحقيقى، ونحن اتهمنا «مراسلون بلا حدود» بالانحياز للاحتلال فى تقريرها السنوى، الذى لم تذكر فيه شهداء غزة من الصحفيين فى تقريرها، وقلنا إن هذه محاولة للتواطوء مع الاحتلال، وتبييض صورة الاحتلال لم نقبلها، وأيضا تهدف لحمايته من المحاسبة فى القضاء الدولى، وطالبناهم بمراجعة تقريرهم السنوى والرجوع عن الانحياز، الذى أفقدها مصداقيتها وحياديتها، وستتخذ النقابة الإجراءات القانونية التى يكفلها القانون الدولى والقوانين الوطنية فى الدول لمحاسبة كل من يقف مع الاحتلال، ويبرر جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الصحفيين الفلسطينيين.
 
إحصائيات النقابة عن الشهداء دقيقة وموثقة، وتستند إلى توثيق مهنى وقانونى يتبع أعلى المعايير فى توثيق الجرائم بحق الصحفيين، وكل الجرائم بحق الصحفيين تتم بشكل ممهنج وبقرار رسمى من حكومة الاحتلال.
 
اليوم السابع
اليوم السابع

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة