شهد عام 1957 مناسبة جمعت بين أديبين كبيرين فقد تسلم إحسان عبد القدوس جائزة أحسن فيلم عن قصة "أين عمري؟" من أديب نوبل نجيب محفوظ.
وكانت وزارة الإرشاد قد أعلنت في الحفل الذي أقامته مصلحة الفنون بقصر الجوهرة في القلعة عن منح الفيلم جائزة قدرها أربعة آلاف جنيه بترشيح من مدير مصلحة الفنون يحيى حقي، لما يعالجه الفيلم من قضايا اجتماعية مهمة على رأسها مشكلة الزواج المبكر، وزواج كبار السن من فتيات صغيرات ومشكلة العنف ضد المرأة والتمييز ضد المرأة وغيرها.
كانت العلاقة بين نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس جميلة وقوية، وهذا ما يعكسه كتاب "ليالى نجيب محفوظ فى شبرد" الذى يقول "أنشئ نادى القصة عام 1953 على أكتاف عدد من كبار أدباء مصر أبرزهم طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وسهير القلماوى وعبد الحميد جودة السحار وإحسان عبد القدوس ويحيى حقى" بما يدل على التلاقى الذى كان يجمع بين الكاتبين.
لكن ما يكشف عن قوة العلاقة الشخصية قول "محفوظ" فى كتاب (صفحات من مذكرات نجيب محفوظ) عندما يتحدث عن كيفية نشر روايته "أولاد حارتنا" مسلسلة فى صحيفة الأهرام فيقول "لمناسبة حصولى على جائزة وتكريما لى أقام إحسان عبد القدوس حفلا فى منزله القديم الكائن بشارع قصر العينى، ودعا إليه عددا كبيرا من الأدباء والصحفيين على رأسهم كامل الشناوى، وتربطنى بإحسان عبد القدوس علاقة شبه عائلية، منذ أن كان جارا لنا فى شارع رضوان بالعباسية، وقد ولد إحسان فى هذا الشارع، ونشأت بيننا علاقة حميمه بعد أن انتقلنا من الجمالية لنسكن نفس الشارع، وقبل أن أتعرف عليه ربطت الصداقة بينى وبين ابن عم له.
كذلك يمكن أن نتأكد من هذا الأمر بالمشاهدة فيديو يحتفى فيه إحسان عبد القدوس بفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب التى حصل عليها فى عام 1988 قائلا "إنه يحيى نجيب محفوظ على هذه الجائزة العالمية ويحيى "حى العباسية" الذى جاء منه نجيب محفوظ وجاء منه إحسان عبد القدوس.
نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة