سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 20 ديسمبر 1983..القضاء يرفض دعوى يوسف إدريس لإلغاء مصادرة كتابه «البحث عن السادات» بعد حملة هجوم عنيفة ضده

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 20 ديسمبر 1983..القضاء يرفض دعوى يوسف إدريس لإلغاء مصادرة كتابه «البحث عن السادات» بعد حملة هجوم عنيفة ضده يوسف إدريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صادرت الأجهزة المعنية فى مصر كتاب «البحث عن السادات» للدكتور يوسف إدريس، الذى نشرته صحف عربية فى إبريل 1983، وتزامن معه نشر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل كتابه «خريف الغضب» فى صحف أخرى، فهبت عاصفة غضب ضدهما قادها المجلس الأعلى للصحافة ومجلس الشورى والصحف الرسمية.
 
رفع يوسف إدريس دعوى أمام القضاء لإلغاء مصادرة كتابه، وفى 20 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1983، قضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بعدم اختصاصها فى نظر الدعوى، وقررت تأجيل نظر قضية كتاب «خريف الغضب» إلى جلسة 14 فبراير 1984، حسبما تذكر جريدة الأهرام فى عددها 21 ديسمبر 1983.
 
كان إصدار الحكم القضائى على هذا النحو يعنى استمرار مصادرة كتاب «البحث عن السادات»، وبين إصدار الحكم ونشر الكتاب على سبع حلقات فى صحيفتى «القبس الكويتية» و«الخليج الإماراتية» دارت ضده المعركة، ويروى «إدريس» قصتها فى مقدمته للكتاب الذى صدر عام 1984 عن «المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، ليبيا»، ويطلب فى نهايتها من النائب العام التحقيق معه فى كل كلمة وردت بالكتاب. 
 
يكشف «إدريس» عن بداية تفكيره فى موضوع كتابه قائلا: «كانت فى أوائل يونيو 1882، حين اجتاحت جيوش إسرائيل لبنان تضرب وتذبح وتنكل وتحرق وتنسف وتقتل المدنيين والعسكريين، الأطفال والنساء والشيوخ، ويتوج الأمر بمذابح صبرا وشاتيلا، كان غزو لبنان نقطة تحول كبرى فى تفكيرى، ذلك أنى كنت أعتقد أن الضرر الذى حدث من كامب ديفيد كان مقصورا إلى ذلك الحين على عزل مصر عن شقيقاتها العربيات، وربطها ربطا محكما بالاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية، للسيطرة على المنطقة بتحييد أكبر وأهم دولة عربية باستطاعتها التصدى للأطماع الإسرائيلية أو الأمريكية أو المشتركة فى المنطقة».
 
يضيف «إدريس»: «تصادف أنى كنت قد انتهيت من قراءة الجزء الأول من مذكرات هنرى كيسنجر، ومذكرات الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، وفى خريف 1982 بدأت تنشر مذكرات «السلام الضائع» لمحمد إبراهيم كامل وزير الخارجية، إبان مفاوضات كامب ديفيد، وحين انتهى نشرها، وبالإضافة إلى ما علق بذاكرتى من مذكرات كيسنجر وكارتر عن نفس الفترة، بدأ يتكون لى رأى خطير فيما فعله السادات فى كامب ديفيد، وفيما فعلته كامب ديفيد فى السياسة المصرية والعربية، وبدأت أكتب هذا الرأى لنفسى، ثم بدأت الرجوع لشخصية السادات ودوره فى الثورة المصرية، والخطة التى بناها كيسنجر ومرتكزها الأساسى، تلك الشخصية الساداتية الفريدة فى تاريخنا كله».
 
يكشف أن خبر كتابته للمقالات تسرب فى فبراير 1983 إلى الجرائد الكويتية، فتلقى عرضا من جريدة القبس لنشرها، وأنه كان فى أثينا باليونان فى الأسبوع الثانى من إبريل 1983 لحضور مؤتمر لمناصرة القضية الفلسطينية، وعاد بعد أسبوع ثم فوجئ بمربع ضخم بجريدة الأهرام تحت عنوان «من بريد القراء» يحتل نصف الصفحة، وبطريقة تحريضية مباشرة يحتوى على إعلانين، أحدهما عن سلسلة مقالاته «البحث عن السادات» والآخر عن «خريف الغضب»، ويؤكد: «الإعلانان كانا قد نشرا فى جريدة «الخليج»، التى أخذت على عاتقها أن تنشر مقالاتى، نقلا عن «القبس»، وفصول كتاب هيكل، نقلا عن جريدة الوطن الكويتية».
 
يضيف «إدريس»، أن التعليق الذى نشرته الأهرام على الإعلان كان واضح الادعاء والتزوير، فقد زعم المحرر الذى لم يكن المحرر الأصلى لباب بريد القراء بالأهرام، ولكنه مدير التحرير «صلاح منتصر»، الذى كان مسؤولا بعد سفر رئيس التحرير إلى الخارج، يؤكد: «زعم المحرر أنه تلقى مئات الخطابات تستنكر المقالات التى لم تكن قد نشرت فى القبس أو الخليج، وأن مرسلى بعض الخطابات قصوا الإعلان المذكور من جريدة الخليج وأرسلوه إلى الأهرام».
يضيف «إدريس»: «ذكر قارئ كان واضحا أنه ليس سوى مدير تحرير الأهرام متنكرا خلف قارئ مجهول، ذكر أننى وصفت حرب أكتوبر بأنها تمثيلية متفق عليها بين السادات وإسرائيل وأمريكا، وهو ادعاء كاذب فليس فى المقالات كلها تمثيلية، وليس فيها أى طعن فى أداء الجيش المصرى البطولى فى أكتوبر».
يذكر «إدريس»: «اتضح فى الأيام التالية لهذا الإعلان أنه ليس سوى الخطوة الأولى والتمهيد المبدئى لعملية مخططة تماما وموزعة الأدوار، ففى اليوم التالى فوجئت بانعقاد المجلس الأعلى للصحافة، وما دار فيه من مناقشات كلها اتهامات صارخة بأنى قلت إن حرب أكتوبر تمثيلية».
كان الاجتماع يوم 27 إبريل 1983، ووفقا للكاتب الصحفى رجب البنا فى كتابه «هيكل بين الصحافة والسياسة»، فإن الاجتماع استمر 4 ساعات برئاسة الدكتور صبحى عبدالحكيم، رئيس مجلس الشورى، الذى يتبعه «الأعلى للصحافة»، وناقش كتاب «خريف الغضب»، واعترض عضو واحد على المناقشة أصلا، وهو حسين عبدالرازق رئيس تحرير الأهالى، وتحولت الجلسة إلى مباراة هجوم على «هيكل» ووصفه بألفاظ مسيئة، وحصل يوسف إدريس أيضا على نصيبه من الهجوم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة