كما عهدناها دائما.. خط الدفاع الثالث عن الوطن.. دائما نراهن عليها وتكسب الرهان.. وتثبت فى كل لحظة أن حب الوطن عقيدة.. إنها المرأة المصرية العظيمة.
حيث شهدنا خلال الأيام الماضية ملحمة جديدة فى حب الوطن.. ملحمة صنعتها وشاركت فيها جميع فئات المجتمع نساءً ورجالًا ومن جميع الأعمار.. بدءًا من الأطفال وحتى كبار السن.
وكعادتها كانت المرأة المصرية فى الصفوف الأولى للمشاركة بكثافة وبجدارة.. فشاهدنا لوحات فنية لمشاركة حقيقية مليئة بالبهجة والسعادة.. فكانت الأم بصحبة زوجها وأطفالها.. والجدة المسنة بصحبة بناتها وحفيداتها وأحفادها.. وسيدات مسنات ومن ذوى الإعاقة حرصن على ممارسة حقهن الدستورى والمشاركة.. ومشاهد الأطفال وفرحتهم الكبيرة وهم يرفعون أعلام مصر.. حقا لقد كان مشهدا احتفاليا رائعا..
وكانت مشاركة المرأة الكثيفة فى الانتخابات هذه المرة لتحمل عدة رسائل.. حيث جاءت فى ظل إقليم مشتعل.. وبالتزامن مع العدوان غير الإنسانى على غزة والذى يمتد لأكثر من 60 يوم.
وتتابع المرأة المصرية ما تعانيه المرأة فى إقليمنا من ويلات الحروب والصراعات والنزاعات.. وتحزن وتتألم وتبكى على الوضع غير الإنسانى التى تعيشه أمهات فى ظل استراتيجية ممنهجة من العقاب الجماعى.. فتجد أن المرأة الفلسطينية لم يعد أمامها خيارات سوى الموت.. أو استشهاد فلذات أكبادها.. أو إبادة جماعية وتطهير عرقى وتهجير قسرى.
تشهد أمام العالم وعلى الهواء مباشرة لحظات تمر على أطفال لن تعود حياتهم إلى ما كانت عليه!!
وتجد غض الطرف عن تلك الأصوات التى تطالب بالتهجير القسرى لأكثر من مليونى إنسان لهم كامل الحق فى الأرض!! وفى الحياة!!
تشاهد كل لحظة وأيضا على الهواء مباشرة انتهاكا صارخا للاتفاقيات والعهود الدولية والقرارات الأممية والقانون الدولى الإنسانى.
وتشهد أيضا دور مصر وجهودها الحثيثة فى دخول المساعدات واستقبال أعداد كبيرة من الحالات يوميا.. والإصابات خطيرة.. وأغلب تلك الحالات من الأطفال والنساء بنسبة بلغت أكثر من 70 بالمائة من الحالات الموجودة، بالإضافة الى استقبال حديثى الولادة.
تشهد أن رغيف الخبز أصبح رفاهية.. ونقطة المياه أصبحت مساعدات!!
تشهد كل لحظة مستقبل جيل من الأطفال يدفن تحت الأنقاض!! بين البراءة والموت!!
تشهد المرأة المصرية وتتابع تلك المشاهد المؤلمة والمؤسفة وغير الإنسانية كل لحظة.. وتدرك داخلها قيمة ومعنى أن ينعم وطن بالأمن والأمان.
لذلك جاءت مشاركتها كبيرة وقوية فى الانتخابات الرئاسية 2024 لتوجه رساله للعالم بأن نساء مصر رهن إشارة الوطن.. وعلى أتم الاستعداد للمشاركة فى كل ما من شأنه الحفاظ على أمنه واستقراره.
وكانت مشاهد المرأة مع أطفالها خير دليل على دور المرأة المهم والفاعل فى غرس قيم الانتماء وحب الوطن فى أطفالها.. الجيل الجديد مستقبل مصر.. فالأطفال الذين شاركوا بتلك الانتخابات رافعين أعلام مصر هم الجيل الذى سوف يشارك فى المستقبل، رافعين أقلامهم للتصويت فى جميع الاستحقاقات الدستورية القادمة.
واستوقفتنى المشاهد المتكررة لمجموعات من الفتيات تصوت فى الانتخابات فى ظل فرحة كبيرة بأول ممارسة لحق دستورى.. واطمأننت أن فتيات مصر أصبحن يدركن أن صوتهن مهم ويشكل فارقا وأنه حقهن وواجب عليهن تجاه وطنهن.
وخلال الانتخابات الرئاسية 2024 أيضا قام المجلس القومى للمرأة بدور كبير، حيث أطلق غرفة عمليات مركزية ضمت 40 متابعا على المستوى المركزى للتواصل مع المتابعين الميدانيين وعددهم 2000 متابع/ة من ميسرات المجلس وعضوات وأعضاء فروعه بالمحافظات.. كانوا جنود المجلس على الأرض، وقاموا بمجهود كبير فى المتابعة.. وقد تم تدريب هؤلاء المتابعين الميدانيين قبيل الانتخابات على استخدام استمارة متابعة إلكترونية ترسل البيانات بشكل فورى لقاعدة بيانات تم إطلاقها خصيصا للانتخابات الرئاسية، بخلاف المتابعة باستخدام تقنية الفيديو كونفرانس من أمام اللجان على مدار الساعة، ونجح المتابعون فى تنفيذ أكثر من 14 ألف زيارة متابعة لأكثر من 6500 لجنة انتخابية على مستوى جميع قرى ونجوع محافظات الجمهورية.
كما شملت عملية المتابعة أيضا 75 متابعا من القائمين على تلقى اتصالات واستفسارات المواطنين على الخط الساخن الخاص بالمجلس 15115 والذين كانوا يعملون على مدار الساعة طوال أيام الانتخابات وقبيل انطلاقها وحتى انتهاء عملية التصويت.. وقد تلقوا 280 اتصالا مقسمة ما بين تساؤلات حول سير العملية الانتخابية وبلغ عددها 206 تساؤلات، و174 اتصالا متعلقا باستفسارات للحصول على معلومات حول مواقع لجان التصويت والإجراءات المتبعة والوثائق المطلوبة.
وقد رصد متابعونا انتظام السادة القضاة والمعاونين الإداريين والتزامهم ببدء التصويت فى الأوقات القانونية مما ساهم فى انتظام سير العملية الانتخابية بشكل كبير، وتصدرت المرأة والشابات والمرأة ذات الإعاقة المشهد الانتخابى بكل اللجان الانتخابية خاصة كبار السن، وشهدت الانتخابات إقبالا كبيرا وكثافات كبيرة على مدار أيام الانتخابات الثلاثة، علاوة على تأمين وتسهيل وسيولة العملية الانتخابية أمام لجان الاقتراع، وتوافر وسائل إتاحة لتسهيل تصويت الأشخاص ذوى الإعاقة.. والتنظيم لطوابير المواطنين أمام اللجان الانتخابية وتوافر لافتات الإرشادات أمام اللجان لإرشاد جموع الناخبين والناخبات للتصويت الصحيح، وانتظام سير وإجراءات عملية الانتخاب وفقا للقواعد المقررة وقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات.
وفى الختام..
لقد أثبتت المرأة المصرية من جديد أنها الكتلة الحرجة الأساسية فى أى استحقاق دستورى.. وتحمل دائما الطمأنينة على مستقبل مصرنا الحبيبة.. حيث تنتزع حقوقها.. وتدافع عن وطنها بكل قوة.. وترفع صوتها بثقة ليصبح هو سلاحها أمام العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة