لم يكن اعتماد مشروع الربط الكهربائى المصرى اليوناني من قبل الاتحاد الأوروبى أمر جاء من خلال الصدفة، ولكنه نتيجة لعمل استمر منذ عام 2014 وحتى الآن للنهوض بالبنية التحتية في مصر وبالأخص شبكة الكهرباء، حيث تمكنت مصر من الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبى من بين أكثر من 10 دول أوروبية وأفريقية تقدموا لتنفيذ هذا المشروع لتتحول لناقل هام للطاقة لدول أوروبا، وذلك لعدة أسباب أهمها تحقيق المنفعة المتبادلة والاعتماد على الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة.
وكشف مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان يسير بخطى سريعة لسرعة البدء فى إنشاء خطوط النقل بين البلدين، ويعتبر هذا المشروع من أضخم المشروعات التى ستنفذها مصر خلال السنوات القليلة المقبلة، والذى يضم خطوط طويلة للغاية تحت مياه البحر لذلك يجب دراسة المشروع بأعلى معايير الدقة لضمان تنفيذ المشروع بأعلى جودة.
وأوضح المصدر لـ"اليوم السابع"، أن الربط الكهربائى مع اليونان سيخدم دول أوروبا وأفريقيا بالكامل، موضحا أن قرار اعتماد مشروع ربط كهربائى بين اى دولة أوروبية ودولة من خارج القارة الأوروبية من قبل الاتحاد الأوروبي يعتمد على عدة معايير يجب توافرها فى المشروع ليحصل على الاعتماد.
وأضاف المصدر، أن اعتماد الاتحاد الأوروبي لمشروع الربط الكهربائي بين مصر و اليونان هو الأول فى تاريخ القارة الأوربية، موضحا أن هذا المشروع تنافس عليه عدة دول أوروبية و أفريقية وتم اختيار مصر لتنفيذه نتيجة لعدة أسباب أهمها قوة شبكة نقل الكهرباء المصرية وقدرتها على إنتاج كميات كبيرة من الطاقة المتجددة النظيفة التي تساهم في خفض انبعاثات ثان أكسيد الكربون والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى الاستقرار الأمني و السياسى بجمهورية مصر العربية والذى يعتبر من أهم معايير الاتحاد الأوروبي.
وأكد المصدر أنه لولا أعمال التطوير التي تمت بالشبكة القومية للكهرباء خلال الـ10 سنوات الماضية وقوة شبكة نقل الكهرباء لم تكن لتتمكن مصر من تنفيذ مشروع بهذا الحجم وينال ثقة الدول الأوروبية، موكداً أن شبكة نقل الكهرباء في مصر أصبحت من أقوى الشبكات بالعالم.
وتابع المصدر، أن اعتماد الاتحاد الأوروبى لمشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان ليكون خط هام لنقل الطاقة لأوروبا سيمكن مصر من الحصول على منحة تصل إلى نصف تكلفة المشروع الذى يتحمله الجانب المصرى، نظرا لأن هذا المشروع يخدم أطراف عديدة وسيكون محور هام لنقل الطاقة لدول أوروبا بالإضافة إلى الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة التي تساهم في الحفاظ على البيئة.
ويرى المصدر أن الربط الكهربائى مع اليونان سيكون نقطة انطلاق لربط مصر مع دول أوروبا بالكامل، موضحا أن هناك استشاريا عالميا يقوم بعمل دراسات لكل جوانب المشروع على أعلى مستوى ليتم تنفيذه بأفضل طريقة تليق بحجم مصر.
وقال المصدر، إن مشروع الربط الكهربائى مع اليونان تصل قدرته إلى 3000 ميجا وات، لافتا إلى أن من مميزات المشروع هو أن أقصى حمل فى الشبكة القومية المصرية يكون خلال أشهر الصيف، بينما يبلغ أقصى حمل باوروبا خلال فصل الشتاء مما يجعل هذا الخط تأمين لإمداد المواطنين باوروبا بالتغذية الكهربائية.
وتابع المصدر أنه سيتم مد كابلات تحت الماء بعمق 2 كيلو ونصف لتنفيذ مشروع الربط الكهربائى مع اليونان وإيطاليا بأعلى المعايير التكنولوجية الحديثة، موضحًا أن المتعارف عليه عالميا هو مد الكابلات تحت الماء بعمق يصل إلى كيلو ونصف بحد أقصى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة