هنا أرض "الصالحين" من حفظة القرآن الكريم بقرية طفنيس المطاعنة بالأقصر.. عائلات القرية تنظم حفلا سنويا لتكريم المتميزين.. وصاحب الفكرة الشيخ يحيى: الأعداد فى تزايد للعام الخامس وتنافس كبير بين الأطفال.. فيديو

الإثنين، 18 ديسمبر 2023 11:11 ص

قرية طفنيس المطاعنة بالأقصر

الأقصر - أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرية يطلق عليها أهالى الأقصر "عش الصالحين" لكثرة الصالحين الذين ترددوا عليها على مدار السنوات الطويلة الماضية، وهى قرية طفنيس المطاعنة التابعة لمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وعقب حصولها على البركة من الصالحين الذين زاروا واستقروا بها أصبحت القرية الأكثر إخراجاً لحفظة كتاب الله، والتى تضم ملائكة فى كل منزل من الأطفال والشباب والفتيات من الذين يتعلمون ويتدبرون ويحفظون القرآن الكريم يومياً، والتى تقيم حفل سنوى شعبى بالتعاون بين كافة أبناء القرية فيجمعون التبرعات فيما بينهم لعدة شهور طوال العام للمساهمة فى تنظيم أكبر حفل لتكريم حفظة القرآن الكريم، ففى العام الماضى تم تكريم 1140 طفل وشاب وفتاة، وهذا العام ارتفعت أعداد المكرمين وحفظة القرآن لتصل 1600 ملاك من السماء.

وفى هذا الصدد، انطلقت طوابير الملائكة من بين الآلاف من حضور الحفل السنوى لقرية طفنيس المطاعنة لتكريم 1600 طفل وشاب وفتاة من حفظة كتاب الله، حيث شارك "اليوم السابع" ورصد أكبر احتفالية فى الأقصر لتكريم حفظة القرآن الكريم، أقيمت نهاية الأسبوع الماضى، والتى نظمها أهالى القرية وسط أجواء مبهجة وفرحة بين الأطفال والكبار بالقرية، وفى نهاية الحفل تم تتويج ملكة الاحتفالية الفائزة بالمركز الأول وجلست على عرش حفظة كتاب الله بالقرية، وهى ريهام عبد الرحيم الحرجى والتى حصلت على مكافأة مالية قدرها 40 ألف جنيه لحفظها كتاب الله بالقراءات المختلفة، وسط أجواء من التكبير والفرحة بين الآلاف من الحضور.

وعن تفاصيل تفرد القرية بذلك الحدث المميز سنوياً، قال الشيخ يحيى عبدالعظيم أحد أقدم محفظى القرآن الكريم بقرية طفنيس المطاعنة بإسنا، أنه يتم تنظيم إحتفال لتكريم حفظة كتاب الله بصورة سنوية منذ عشرات السنين بمشاركة كافة أبناء وشباب القرية، حيث يتجمع كافة قيادات طفنيس المطاعنة للتجهيز لتلك الإحتفالية على قدم وساق ويتم تجهيز كافة التفاصيل بالتعاون بين أبناء القرية بأكملها.

وأضاف الشيخ يحيى عبد العظيم المشرف العام على الاحتفال، أنه العام الماضى بلغ عدد المكرمين 1140 طفل وشاب وفتاة من الناجحين فى تصفيات المسابقة وبلغ إجمالى قيمة الجوائز المقدمة لهم 500 ألف جنيه، حيث تم تكريم الأول فى المسابقة برحلة عمرة عبارة عن مبلغ 50 ألف جنيه، وتكريم حفظة القرآن الكريم كاملاً وعددهم 31 طالب وطالبة، وحفظة ثلاث أرباع القرآن الكريم وعددهم 70 طالب وطالبة، وحفظة نصف القرآن وعددهم 103 طالب وطالبة، وحفظة ربع القرآن 125 طالب وطالبة، بجانب تكريم باقى حفظة الأجزاء حتى جزء عم من حوالى 46 مكتب ومدرسة قرآنية بالقرية.

وأكد الشيخ يحيى عبد العظيم المطعنى، إنه بين الأطفال من حفظوا القرآن الكريم كامل برواية حفص عن عامر، حيث خصصت الجائزة الكبرى للمركز الأول بتقديم 40 ألف جنيه، أما المركز الثانى فيحصل على 30 ألف جنيه، وباقى حفظة القرآن الكريم 20 ألف جنيه بالتساوى لبقية الحفظة بذلك المستوى، وكذلك توجد جوائز لروايات القرآن والتى تشمل (رواية قالون عن نافع – رواية الإمام شعبة – رواية الإمام البزى عن بن كثير)، بجانب تكريم الأطفال بهدايا مالية رمزية من حفظة جزء عم وحتى باقى الأجزاء.

فيما قال الشيخ محمد أبو عايد مدير المتابعة بمديرية أوقاف الأقصر، إنه تشارك المديرية فى حضور حفل تكريم 1600 حافظ لكتاب الله تعالى الذى يقيمه أهالى طفنيس المطاعنة للعام الخامس على التوالى، وبدعم جمعية مصر المحروسة التى لها باع طويل فى هذا العمل الدعوى، وبدعم الأوقاف التى فتحت أبواب المساجد فى برنامج الطفل لتعليمهم القرآن الكريم والدين الصحيح والمنهج الصحيح للطفل لكى ينشأ الطفل نشأة ربانية فى حب الله ورسوله بعيداً عن الأفكار المتطرفة والسيئة التى تضر بالنشء.

وأضاف الشيخ محمد أبو عايد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه يعيش أجواء سعيدة بهذا العدد الكبير من الأطفال والشباب والفتيات من حفظة كتاب الله فى صدورهم، فهو أمر عظيم لأبناء قرية طفنيس المطاعنة التى تضم الكتاتيب التى تدعم الأطفال حتى حفظ القرآن الكريم كاملاً وتقوم بتكريمهم سنوياً، وتحفيزهم للحفظ أكثر وأكثر ليكونوا من ضمن الملائكة الصغار من حفظة كتاب الله فى كل عام أمام جميع أبناء القرية وضيوفهم، موجهاً الشكر لكافة أهل طفنيس على تلك الاحتفالية الشعبية العظيمة فى حب كتاب الله.

فيما كشف المهندس يحيى وقاد رئيس مجلس إدارة الاحتفال بقرية طفنيس المطاعنة، أن الجائزة الكبرى حصلت عليها الطالبة ريهام عبد الرحيم الحرجى والتى حصلت على مكافأة مالية قدرها 40 ألف جنيه، كما حصل بعدها الأوائل فى المسابقة على مكافأة 30 ألف و20 ألف جنيه، وهم من حفظوا القرآن الكريم كاملاً بالروايات، موضحاً أن محافظة الأقصر تنتشر بها المئات من كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم أكثرها فى مدينة إسنا والقرنة ثم باقى المدن والقرى، وهو يدل على أن الأقصر من أكثر المحافظات بمصر اهتماماً بتعليم الأطفال وتحفيظهم القرآن الكريم، ومازالت تقام الكتاتيب فى المساجد بجانب الزوايا المنتشرة بالقرى، وهو أمر مميز للأقصريين لخدمة أبنائهم فى طلب العلم بأولى خطواته وهى حفظ القرآن الكريم.

أما محمد حسن الريس المسئول العام عن الاحتفال، قال إن تلك الإحتفالية يشهدها سنوياً أكثر من 5 آلاف مواطن من أبناء القرية الذين يحضرون بكامل أسرهم، ويتم تجهيز السرادق بأيدى شباب القرية قبل الاحتفالية بـ24 ساعة، ويتم عمل منصة يشرفها كبار محفظى القرآن الكريم بالقرية، بجانب عمل ممرات مبهجة للأطفال خلال تكريمهم بشهادات تقدير ومبالغ مالية حسب الحفظ للقرآن الكريم.

وأضاف المسئول العام عن الإحتفال، لـ"اليوم السابع"، أن الأقصر لا تزال تخرج نجوم تلاوة وحفظ كتاب الله، كما أخرجت مجموعة من أفضل المشايخ ومحفظين القرآن على مدار السنوات الماضية وما زال عدد منهم يقومون بدورهم فى تحفيظ القرآن، وهم على سبيل المثال الشيخ الصادق والشيخ الدرديرى بالطود والشيخ البطيخى والشيخ الطوبى والشيخ بهجت والشيخ أبو المكارم بمدينة إسنا بخلاف مشايخ القرنة وأرمنت من المشاهير فى القرى والنجوع والذين يتوجه إليهم أولياء الأمور لتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم، حيث أن المشايخ بالكتاتيب يساعدون بصورة كبيرة فى تكوين شخصية الطفل فى الجانب الدينى، حيث نجحوا على مر السنوات الماضية فى تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، وتسعى لتعليم المتون والأحكام الخاصة بالقرآن، بجانب حلقات العلم فى تعليم الطفل الأمور الأساسية فى الدين كالوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة والطهارة، وأخلاقيات التعامل مع المجتمع والأم والأب والجيران، فلذلك وجب متابعتها وتنظيم عملها للتأكد من توصيل كافة المعلومات الصحيحة للنشء.