مراقبة الطيور المهاجرة وسيلة لتنشيط السياحة البيئية فى مصر.. تضم ثانى أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم.. مرور أكثر من 2 مليون طائر سنويا.. ومرسى علم وبحيرة البرلس وقارون والغردقة وسهل البقاع أبرز مواقعها

الإثنين، 18 ديسمبر 2023 04:00 م
مراقبة الطيور المهاجرة وسيلة لتنشيط السياحة البيئية فى مصر.. تضم ثانى أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم.. مرور أكثر من 2 مليون طائر سنويا..  ومرسى علم وبحيرة البرلس وقارون والغردقة وسهل البقاع أبرز مواقعها الطيور المهاجرة
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 
تتميز الأراضي المصرية بكونها بيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، لذلك هناك 34 موقعا يضم البيئات الأساسية للطيور، من الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، ومن أهم تلك المواقع بحيرة البردويل، وادي الريان، جزيرة الزبرجد، جنوب مرسى علم، القسيم، الزرانيق ببحيرة البردويل في شمال سيناء، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، جزر روابل بالبحر الأحمر، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، نبق على خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جبل علبة، جبل الزيت، بحيرة البرلس، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، جزيرة تيران، رأس محمد، بحيرة مريوط، جزيرة وادي الجمال، جبل مغارة، العين السخنة، بحيرة قارون.
 
ويقول الدكتور عاطف محمد كامل، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة، إن الطيور المهاجرة تنطلق خريفًا من مناطق التكاثر في شرق أوروبا، وغرب آسيا، جنوبا إلي شمال ووسط القارة الأفريقية، وذلك بحثًا عن الدفء والغذاء، وربيعا في الهجرة العكسية من أفريقيا إلي مناطق التكاثر مجددًا، وفي فصل الخريف يمكن رؤية تلك الأعداد الكبيرة في جنوب سيناء، علي الأخص في منطقة محمية رأس محمد، حيث تعتبر منطقة راحة وغذاء على مسار الهجرة، وفي الربيع يمكن رؤيتها على سواحل البحر الأحمر، كما يمكن رؤية بعض الأعداد في أغلب أنحاء الجمهورية لكن بأعداد قليلة.
 
ويتضمن مسار الهجرة التي تمر بمصر منطقة وادي الأردن وصولاً إلى سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وبعد ذلك ينقسم إلى ثلاثة أقسام من خلال ممرين يعبران من خلال خليج السويس، حيث يمر أحدها من أسفل وادي النيل والثاني من الساحل الغربي للبحر الأحمر، مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، ويتبع الممر الثالث الساحل الشرقي للبحر الأحمر، السعودية واليمن، مروراً بالطرف الجنوبي لمضيق باب المندب ليتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين قبل الاستكمال جنوباً إلى حفرة الإنهدام في شرق أفريقيا.
 
ورغم ما تعانيه الطيور المهاجر تظل مصر بموقعها الفريد أعظم مسارات الهجرة عالميًا، فقد منح الله مصر موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا، حيث يمر خلالها مسار الأخدود الأفريقي العظيم، وهو ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم، يمر بها سنويا أكثر من 2 مليون طائر ينتمون لأكثر من 500 نوع، بينهم 37 نوع من الطيور الحوامة، وذلك في فصلي الخريف والربيع، حيث يهاجر أكثر من 2 مليون طائر سنويا خلال هذا المسار، بينهم أكثر من 1.2 مليون طائر جارح، و500 ألف لقلق أبيض، و66 ألف بجعة، ومن بين تلك الطيور هناك ستة عشر نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض نتيجة لعدد كبير من الأسباب.
 
وتقضي العديد من الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، وذلك على سواحل البحرين المتوسط والأحمر وبطول وادي النيل، علي الأخص في الجنوب بأسوان وبحيرة ناصر، فهناك بعض الطيور يمكن رؤيتها بأعداد كبيرة مثل اللقلق الأبيض، البجع، حوام السهول، حوام العسل، كما يمكن رؤية بعض الطيور المهددة بخطر الانقراض مثل الرخمة المصرية، والتي قدسها أجدادنا القدماء المصريين، ورغم ذلك تُعد من الطيور الخمسة المهددة بالانقراض، إضافة إلي الصقر الحر، ملك العقبان الشرقي، العقاب المنقط الكبير، أبو منجل الأصلع.
 
وتعتبر مصر ثاني أهم مسار للطيور المهاجرة الحوامة في العالم، إذ تتوافد بأعداد كثيفة في فصل الخريف خلال رحلتها من أوروبا إلى المناطق الدافئة التي تستقر فيها أثناء فصل الشتاء، ولا يقتصر هذا النوع من الرحلات على محبي تأمل الطيور ورصدها، إذ يمثل فرصة عظيمة لمصوري الحياة البرية الذين يتوجهون إلى مناطق وجود الطيور للحصول على صور مميزة لأنواع مختلفة منها خلال فترات بعينها من العام، وهناك أنواع عديدة للسياحة البيئية تزخر بها مصر وتتنوع بتنوع مناطقها، ومن ضمنها رحلات مراقبة الطيور الآخذة في الانتشار خلال الفترة الأخيرة التي أصبح لها مهتمون من المصريين، إضافة إلى الأجانب.
 
ويعتمد هذا النوع من السياحة على التوجه في مجموعات إلى المناطق التي تتركز فيها الطيور لرصدها وتأملها، ويمكن تنظيم هذه الرحلات طوال العام، لكنها تنشط في فترات هجرة الطيور، إذ تكون مصر محطة رئيسة لكثير من الأنواع القادمة من أوروبا في طريقها إلى أفريقيا، كما إن "سياحة مراقبة الطيور موجودة وقائمة في مصر بالفعل، وهي من المناطق المتميزة في هذا المجال، ويأتي سياح من الخارج للقيام بهذه الرحلات في البلاد، وهناك أشخاص لديهم اهتمام وشغف كبير بهذا المجال ويحرصون على السفر إلى دول مختلفة لرصد أنواع متنوعة من الطيور"، ويعتبرهذا النوع من الرحلات حال تم الترويج لها بشكل جيد يمكن أن يضاف إلى أنواع السياحة المختلفة التي تشتهر بها مصر.
 
وتختلف أنواع الطيور باختلاف فصول السنة، حيث أن موسم الخريف يشهد كثافة في الطيور المهاجرة القادمة من أوروبا وآسيا باتجاه أفريقيا، إذ تكون مصر واحدة من محطاتها التي تمر بها في طريقها، ويشهد موسم الربيع عودة أنواع الطيور نفسها إلى مواطنها، أما فصل الشتاء فتوجد فيه الطيور المتوطنة في مصر إضافة إلى بعض أنواع المهاجرة، في حين يشهد موسم الصيف وجود بعض أنواع الطيور التي تأتي للتكاثر، كما تختلف الطيور أيضاً بحسب البيئة التي يمكنها الوجود فيها، فهناك طيور تعيش في الصحراء، وأخرى على الشواطئ، وأنواع تعيش في المناطق الزراعية مثل دلتا النيل"، وبالنسبة إلى الوجهة الأفضل بحسب فترات العام، ففي موسم الخريف تكون أفضل الوجهات مناطق سيناء وشرم الشيخ، وفي الشتاء تفضل المناطق المطلة على النيل والجزر النيلية وأماكن مثل القناطر الخيرية ومحافظة الفيوم، أما فصل الصيف فأفضل الوجهات خلاله هي أقصى جنوب مصر وتحديداً المنطقة بين السد العالي وخزان أسوان، والوجهات الأمثل في فصل الربيع هي مناطق الغردقة والعين السخنة والسويس".
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة