عبده زكى

لماذا ستنتصر غزة؟ "1"

الجمعة، 15 ديسمبر 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما كنت سأهتم لو حدثتنى قبل 7 أكتوبر الماضى عن إمكانية هزيمة إسرائيل، فأنا وكثيرون سقطنا ضحايا للدعاية الصهيونية، التي زرعت بداخلنا يقينا مفاده أن جيش الاحتلال لا يقهر.

كل المعطيات كانت تقول أن لا إمكانية لهزيمة الكيان، الذى يمتلك واحدا من أقوى الجيوش ويدعمه وبقوة الجيش الأمريكي، الذى يزود جيش الاحتلال بأحدث الأسلحة ويفتح له أبواب مخازنه من الأسلحة على مصراعيها.

كل المعطيات أصابتنا بالإحباط واليأس، أصابتنا نحن جميع الشعوب العربية، إحباط ويأس جعلنا نسلم بالواقع، ونقبل بالهزيمة النفسية إلى أن لاح في الأفق ضور من بعيد، ضور انبث من قلب فلسطين الأبية، من قلب قطاع غزة، شعاع من النور أزال الظلام وجدد الحلم، وأعاد الميت للحياة، والميت هنا هو القضية الفلسطينية، نور زلزل الكيان المغتصب، جعل شعبه يفيق من الوهم، على كابوس يقول لهم، أفيقوا من غفوتكم فالأرض تلفظكم، الحق سيشردكم إلى حيث أتيتم، ويقول لهم أيضا : لا تطمئنوا، ففي العرب شعب الجبارين، شعب يتمسك بحقه في الحرية، في البقاء، شعب لا مواصفات له في العالم، شعب يضحى بالحياة، من أجل الحرية.

7 أكتوبر 2023، جدد الأمل، الذى افتقدناه، منذ 6 أكتوبر 1973، في هذا اليوم، انقض شعب غزة، من كل صوب على المحتل، على شعب استباح الظلم، على مشردون سرقوا الأرض، وأهانوا أهلها، هنا استيقظ العرب، لا يصدقون ما حدث، لكنه حدث، يومها أيقنت أن بداية النهاية حلت على الأرض، وأن المحتل زائل لا محالة، إن لم يكن اليوم فغدا.

وحسنا فعلت الدول العربية أن تركت للعدو الأحمق مجموعات من المقاومة، تنهش استقراره، وتهدد طمأنينته، تشتته بين عدة جهات، بينما تواصل الدول العربية بناء جيوشها ومقدراتها، وتكتفى بدعم المقاومة الفلسطينية، بالشكل الذى لا يعاقب عليه القانون الدولي.

يتصور البعض أن العرب لا يدعمون المقاومة، وهو أمر خاطئ، لأن العرب لا يحبون الكيان ويعرفون تطلعاته التوسعية، ولأن العرب يرتبط وجدانيا وروحانيا بفلسطين الحبيبة، أنا أعرف أن العرب يدعمون النضال، والمقاومة تعرف ذلك، وهو مؤكد وإن أنكر العرب وإن أنكرت المقاومة.

 في المجمل، هناك أساب كثيرة تؤكد انتصار غزة، والضفة، وجنين ونابلس، لكن ابرز هذه الأسباب يكمن في سقوط هيبة جيش الاحتلال، ليس فقط يوم 7 أكتوبر لكن الآن في وسط غزة، حيث استهداف المدرعات والآليات، حيث استهداف الجنود والضباط، لا يتوقف، إنه مستنقع يتمنى الكيان المحتل، لو خرج منه سالما، يتمنى لو خرج محتفظا بقليل من الكبرياء، لكن لن يكون، وإن غدا لناظره قريب.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة