يشهد الجنوب اللبناني تصعيدا جديدا في الاشتباكات الدائرة بين قوات المقاومة والجيش الإسرائيلي، ما ينذر باندلاع حرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وسط مساع لبنانية فرنسية أمريكية لمنع اندلاعها، في الوقت الذى يعمل العدوان الإسرائيلي على توسعة دائرة الصراع، بالتزامن مع الصمود الذى يؤرقه في قطاع غزة.
في هذا السياق، استهدف الاحتلال أطراف مناطق حدودية جنوبي لبنان، في الوقت الذى يكثف الاحتلال غاراته على خان يونس جنوبي غزة.
واستشهد شخصين وإصابة آخر في قصف إسرائيلى استهدف منزلا جنوب لبنان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، استهداف مواقع جديدة في جنوب لبنان بعد رصد إطلاق عدة قذائف على شمال إسرائيل، موضحا، في بيان له، إنه رصد إطلاق عدة قذائف من لبنان باتجاه منطقة يفتاح في شمال إسرائيل، سقطت جميعها في مناطق مفتوحة، مضيفاً أنه رد بقصف مصادر إطلاق النار في لبنان.
وذكر أنه استهدف في وقت سابق "خلية تابعة لحزب الله في لبنان"، كما قصفت طائرة "بُنية تحتية ومجمعاً عسكرياً" للحزب.
و هناك قصف إسرائيلي على عدة مناطق في الجنوب، حيث سقطت قذيفة على منزل في بلدة عيتا الشعب أسفرت عن احتراق المنزل دون وقوع إصابات، كما أن قصفاً مدفعياً استهدف أيضاً محيط بلدة الخيام ومنطقة سردا، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وفي المقابل أعلن حزب الله عن استهداف مواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين.
استهداف المساجد
وقد وصل القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان إلى استهداف المساجد مع تجدد استخدام القذائف الفوسفورية باتجاه بعض البلدات، في وقت يسجل فيه التركيز على عدد من المنازل عبر استهدافها مرات عدة، كما استهدف العدوان منازل في بلدة عيتا الشعب، بزعم من الجيش الإسرائيلي أن تلك المنازل تستخدم كقواعد عسكرية لـ"حزب الله".
اتصالات مكثفة
في ظل الاشتباكات التي تتهدد الجنوب، يجرى لبنان اتصالات مكثفة مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ، لوقف اندلاع الحرب، وفى هذا السياق تقوم وزيرة خارجية فرنسا غدا كاترين كولونا بجولة إلى منطقة الشرق الأوسط تشمل لبنان وإسرائيل ورام الله، حسبما أفاد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية.
وهذه هى المرة الرابعة التى تقوم فيها كولونا بجولة إلى المنطقة منذ بداية العدوان على قطاع غزة، حيث تأتى فى إطار جهود فرنسا المستمرة لتجنب التصعيد فى المنطقة.
وفى هذا الصدد، أكدت فرنسا أن التحرك الفرنسى مازال قائمًا على أساس مبادرة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من أجل السلام والأمن للجميع، وخاصة الدعوة إلى هدنة فورية تؤدى إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو أمر ضرورى "لإطلاق سراح مواطنينا الأربعة المفقودين، وأيضًا لحماية السكان المدنيين، حيث حتى يومنا هذا فإن الخسائر البشرية فى غزة تتزايد وأصبحت الحصيلة غير مقبولة"، مؤكدًا أيضًا على ضرورة هذه الهدنة من أجل توفير المساعدات الإنسانية الكافية إلى سكان قطاع غزة.
وكشفت مصادر دبلوماسية ـ وفق صحيفة "اللواء" اللبنانية ـ ان الاتصالات والمساعي المبذولة لتهدئة الاوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل وارساء صيغة دائمة وطويلة الامد، يتولاها الجانبان الأمريكي والفرنسي، وهناك مساعى لإبرام اتفاق يحدد المناطق التي سيتم الانسحاب منها لكل من الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومهمات قوات اليونيفيل وتواجدها مع الجيش اللبناني في إطار تنفيذ القرار 1701 ،الذي يشكل الركيزة الأساس للاتفاق المقترح من قبل الطرفين، في حين يبقى موعد الاعلان النهائي للاتفاق معلقا لحين وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة نهائيا وليس قبلها.