مها عبد القادر

الدبلوماسية المصرية ودورها في تهدئة ساحة الصراع

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 01:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظل الدبلوماسية المصرية حائط الصد المنيع الذي يدحض كافة المخططات التي تحاك بالدولة المصرية من الداخل والخارج؛ حيث تتبني بعض الدول وجماعات الظلام مؤامراتٍ ومخططاتٍ تحمل أطماع في الدولة والأراضي المصرية لتنال من أمنها واستقرارها؛ فهذه إسرائيل التي تحلم بدولتها الكبرى من النيل للفرات تسعى بصورةٍ متسارعةٍ لتحقيق مأربها؛ لكن هيهات أن يحدث ذلك في ظل قيادةٍ رشيدةٍ ودبلوماسيةٍ مصريةٍ حكيمةٍ وجيشٍ مغوارٍ يحمي الأرض والعرض. 
 
ولقد أبانت الدبلوماسية المصرية ازدواجية المعايير وقتامة صورة المجتمع الدولي الذي يدعي دومًا الحرية والتحضر واحترام حقوق الإنسان، ويناوئ بكل قوةٍ الاعتداء والظلم والقهر؛ حيث باركت أمريكا ودول الغرب، كل أنواع الانتهاكات وجرائم الحرب والممارسات اللاإنسانية التي تمارسها إسرائيل من خلالها جيشها المعتدي على الشعب الفلسطيني الأعزل ولم يستثني أحدٌ من الأطفال والشباب زهرة وزينة الحياة والنساء وكبار السن واللاجئين والجرحى، بل تطور الحال للاعتداء وقصف المدارس والمستشفيات التي حرمت القوانين الدولية والإنسانية جمعاء النيل منها، والتعرض لها، ناهيك عن قمع التظاهرات التي تجري على دولٍ تبنت الديمقراطية ليلحق بها العار مدى الحياة.
 
وأشارت الدبلوماسية المصرية بأن الاستمرار في هذا المسار المتحيز سيؤدي إلى تزايد اتساع الصراع وأطرافه ومموليه، وهذا ما نشهده في تلك الفترة الحالكة والمتوقع أن يطول أمد ووقت الصراع الممول من أمريكا والدول الغربية دون استحياءٍ، وستتحمل هذه الدول مزدوجة المعايير والرؤى ومغيبة الضمير مسئولية جرائم الحرب والإبادة والعقاب الجماعي اللاإنساني ووجود أجيالٍ وأجيالٍ متناحرةٍ؛ ليعم الأرض الخراب بدلًا من السلام والتعايش السلمي؛ فمن يزرع الشر يحصد عواقبه دون جدالٍ.
 
إن جهود الدبلوماسية المصرية وأثرها في تهدئة ساحة الصراع ما زال على أشده، كي تتجنب المنطقة أبواق حربٍ شاملةٍ تقضي على الأخضر واليابس، ولا تخلف إلا الدمار والثأر؛ فتتصدع العلاقات الدولية ويصبح القابض على السلام كالقابض على جمرةٍ من نارٍ، ومن ثم تقاوم الدبلوماسية المصرية وقيادة الدولة الحكيمة بشدةٍ محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتحاول بكل جهدٍ وبشكلٍ صارمٍ إيقاف محاولات التهجير، وفي المقابل تحافظ على الأمن القومي المصري بكل قوتها فقد أكدت القيادة السياسية في أكثر من مناسبةٍ وفي كل وقتٍ وحينٍ أن سيادة الأرض المصرية وأمنها القومي خطٌ أحمرٌ وأن رسالتنا للعالم أجمع هي السلام وأن للسلام قوةً تحميه.
وتواجه الدبلوماسية المصرية محاولاتٍ شيطانيةٍ من قبل دولٍ وقياداتٍ وجماعاتٍ مغرضةٍ؛ فتسارع بكل حكمةٍ ورويةٍ واستنادًا على استشراف المستقبل الذي يحمل سيناريوهات الخيانة والغدر؛ لتضع حدًا لأوهامهم؛ حيث تتمتع القيادة السياسية بصلابة الموقف والركون للحق، ويحمل جيش مصر أمانة حفظ البلاد وحدودها ودحر كل ما يهدد أمنها وأمانها؛ لذا تحقق لدى أصحاب الأجندات المغرضة أن مصر تمتلك أدواتها الكاملة التي تحافظ بها على مقدراتها البشرية والمادية.
ولندرك جميعًا أن الجماعات التي تتبنى الخطب الرنانة والشعارات الزائفة والتي يريدون من ورائها بث الفتن واتساع الشقاق وفقد الثقة في قيادتنا السياسية وجيشها العظيم؛ فمصر دولة ٌعظميةٌ لها مسيرةٌ نهضوية ٌمعلومة الملامح واضحة الطريق، ولن تقبل لأي معتدٍ أن ينال منها بأي صورةٍ كانت؛ إذ لا تتوانى أن تقهر كل معتدٍ أثيمٍ بكافة الوسائل والطرائق الممكنة.
وجدير بالذكر أن الدبلوماسية المصرية تُعد سندًا كبيرًا للقضية الفلسطينية في الوقت الماضي والحاضر والمستقبل؛ فلا يستطيع أحدٌ أن ينكر دورها وجهودها المتوالية لتؤكد أن هذه القضية هي قضية القضايا؛ فالدعم مباشرٌ للشعب الفلسطيني ومستمرٌ برغم التحديات والصعوبات التي تواجهها الدولة المصرية؛ فلم تسمح مصر بمرور الرعايا الأجانب حتى تحقق الهدف المتمثل في إدخال المساعدات للشعب المنتهك حقوقه من قبل دول العالم الغربي وأمريكا وبالطبع إسرائيل المحتلة.
وبرغم الضغوط المتزايدة والمستمرة على الإدارة المصرية إلا أنها صامدةٌ على موقفها في التصدي لمن يتلاعب بالقضية الفلسطينية؛ فالتاريخ لن يرحم من يفرط ويبيع قضيته الأبدية؛ فلا مساس بأمن مصر، ولا تصفية للقضية الفلسطينية برغم كل ما يحدث من محاولاتٍ تستهدف هلك الحرث والنسل في تلك البقعة من الأرض؛ لذا لا تتوقف الدبلوماسية المصرية في سعيها للتوصل إلى تهدئة والجلوس على موائد المفاوضات المتعدة للتوصل لحلٍ يرضي طرفي النزاع وحل الدولتين.
وفي نهاية الأمر يفخر جموع الشعب المصري بما تبذله الدبلوماسية المصرية ودورها الرئيس والمؤثر في تهدئة ساحة الصراع، ونفخر بقيادتنا القديرة والحكيمة وجيشنا العظيم لتوفير مقومات الأمن والأمان والاستقرار في بلادنا الحبيبة، ونسأل الله تعالى أن نتكاتف ونتضافر ونتضامن لنحيا حياةً كريمةً على أرض مصر الغالية، وأن يوفق المولى عز وجل مرشحنا الرئاسي عبد الفتاح السيسي لمزيدٍ من النهضة والتقدم بالبلاد، وأن يعينه على أن يتحمل الصعوبات والتحديات المتوالية.
حفظ الله قيادتنا السياسية الرشيدة ووطنا الغالي أبدَ الدهر.
 
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة _ جامعة الأزهر
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة