غزة تحت الحصار.. إسحق سدر وزير الاتصالات الفلسطيني لـ"اليوم السابع": الاحتلال استهدف قطاع الاتصالات والبريد منذ أول يوم فى الحرب..قوة مصر قوة للعرب والمنطقة.. والقيادة المصرية تتواصل مع كل الأطراف لإنهاء الأزمة

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 07:00 م
غزة تحت الحصار.. إسحق سدر وزير الاتصالات الفلسطيني لـ"اليوم السابع": الاحتلال استهدف قطاع الاتصالات والبريد منذ أول يوم فى الحرب..قوة مصر قوة للعرب والمنطقة.. والقيادة المصرية تتواصل مع كل الأطراف لإنهاء الأزمة وزير الاتصلات الفلسطينى إسحق سدر
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** خدمة البريد أصبحت بالحد الأدني في الضفة الغربية بسبب تأثيرات الحرب 

** كل محاولات التهجير القسرى للفلسطينيين مصيرها الفشل والصمود الفلسطيني ليس خياراً 

** تبرير بعض الدول العدوان الوحشى وصمة عار سيتذكرها التاريخ لأجيال 

**  قطع الماء والدواء والغذاء والكهرباء والإنترنت عن غزة انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني 

آلاف الضحايا بين شهداء وجرحى، قصف وحشي وعنيف يطول كل مكان في القطاع، في أكثر بقعة على وجه الأرض تشهد كثافة سكانية، الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، لا ماء أو طعام أو وقود، انقطاع تام للكهرباء والاتصالات والإنترنت، نتحدث عن مدينة غزة، الذي حولها الاحتلال لمدينة أشباح بفعل القصف المتواصل في عدوان هو الأقوى الذي شهده القطاع، سواء من حيث وحيشته واستهدافه لكل الأماكن وحجم الدمار الذي لحق بالقطاع، أو عدد الشهداء والمصابين.

وسط صمت مخزى من المجتمع الدولى، يواصل الاحتلال جرائمه الشنيعة ويستهدف المدنيين العزل، ويحكم حصاره على السكان في القطاع، ويمنع دخول المياه والوقود والطعام، تكدس أمام المخابز للحصول على الخبز، الذي بالكاد لا يكف العائلات التي نزحت إلى المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء، هربا من صواريخ الاحتلال التي تستهدف منازلهم، ليجدوا احتلال لا يرحم، ويستهدف الأماكن الآمنة من مستشفيات ومدارس ومراكز إيواء، يلاحقهم أين ذهبوا، عدد النازحين يتجاوز المليون في كارثة إنسانية هي الأكبر التي يشهدها العالم في العصر الحديث.

وحشية غير مسبوقة.. هكذا كانت بداية حديث الدكتور المهندس إسحق سدر، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات  الفلسطينة، شارحا حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد سكان قطاع غزة، هذا الحديث الذي جاء بعد ساعات من انقطاع كامل للاتصالات في قطاع غزة، وانفصال سكانها عن العالم الخارجي، كي يمارس الاحتلال كل جرائمه ويستطيع هو فقط أن يروج لروايته الكاذبة، ويمنع نشر الحقيقة التي توضح حجم بشاعة الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين العزل.

حوارنا مع الدكتور إسحق سدر، تطرق إلى تداعيات ما يمارسه الاحتلال من جريمة إبادة جماعية، وصمت المجتمع الدولى إزاء تلك الجرائم وإعلانه دعم إسرائيل، ومخطط إسرائيل لتنفيذ تهجير قسرى ضد الفلسطينيين، ومحاولات الحكومة الفلسطينية لإعادة الاتصالات لغزة بعد أن قطع الاحتلال كل الاتصالات على أهالى القطاع، ومساعى الحكومة لفضح جرائم الاحتلال أمام العالم وتوصيل تلك الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية، بجانب عدم قدرة مجلس الأمن حتى الآن من إصدار قرارا ملزما يوقف العدوان، وغيرها من القضايا والموضوعات الهامة التي تأتي في زمن حساس للغاية تشهد فيه القضية الفلسطينية منعطفا تاريخيا، ومحاولات تصفيتها، فإلى نص الحوار..

كيف ترى الحرب التي تمارسها إسرائيل ضد غزة؟

هي حرب إبادة جماعية تتجلى بها روح الانتقام وتخلو من الضوابط التي كفلتها القوانين والشرائع والاتفاقات الدولية، حيث يتعامل الاحتلال بتعالي وغطرسة بعد أخذ الضوء الأخضر من بعض الحكومات الغربية، مع تجلي الصمت العالمي والمعايير المزدوجة، علاوة على أن بعض الوكالات الإعلامية أيضاً متواطئة في الحرب من خلال التزييف والكذب في نقل ورصد الأخبار للعالم، كل ذلك بالرغم أنّ ما تفعله دولة الاحتلال في غزة اليوم، ينطبق عليه وصف "إبادة" بجميع المعايير القانونية الدولية.

هل العدوان هو الأشد منذ نكبة 1948؟

بالفعل.. هذه الحرب هي الأشد بعد النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967، وليس غريباً عليهم استهداف الأطفال والنساء والمدنيين ولكن الوحشية الحالية غير مسبوقة.

كيف ترى أداء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا والبريد في خدمة الشعب الفلسطيني خلال الحرب الحالية ؟

لقد استهدف الاحتلال قطاع الاتصالات والبريد منذ أول يوم للحرب وتسبب في أضرار جسيمة، ودمر العديد من الشبكات وأبراج الاتصال ومقرات الشركات التي تعمل في هذا المجال، ما تسبب في نهاية الأمر بقطع الانترنت والاتصال بشكل كامل، وعلى مدى السنوات عملت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بكل ما أوتيت من قدرات وموارد أن ترتقي بهذه الخدمات الأساسية الإنسانية حتى أصبحت بجودة عالية قادرة على خدمة أبناء الشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وربطهم بالعالم ومع عائلاتهم في الخارج، إلى أن جاءت هذه الحرب فأوقفت خدمات الاتصالات والخدمات البريدية بشكل كامل في قطاع غزة.

كيف تمت عملية فصل الإنترنت عن قطاع غزة؟

عملية فصل الإنترنت وخدمات الاتصال عن قطاع غزة تمت بشكل متعمد  ويدوياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن هناك فارق بين القطع المتعمد وبين الخسائر في البنى التحتية، ونسبة تضرر الشبكات بلغ نسبته 30%.

وما هي الإجراءات التي تتخذونها لعودة الاتصالات بقطاع غزة بشكل كامل؟

يوم الجمعة قبل الماضي، تم قطع المسارات الدولية الرابطة بقطاع غزة مع العالم، وأدى ذلك إلى انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت داخل قطاع غزة، خاطبنا جهات دولية  للوقوف بمسؤولياتهم عبر التواصل مع الاتحاد الدولي للاتصالات لوضعه أمام مسؤولياته وتفاوض مع الجانب الاسرائيلي  لكنه قوبل بالرفض.

وما تعليقك على إعلان إيلون ماسك استعداده لتوفير الإنترنت لقطاع غزة عبر ستارلينك؟

منذ صباح السبت قبل الماضي، حدث تواصل وكان هناك توجهاً إيجابياً لفتح تلك الخدمات وبدأت شراء تجهيزات لإدخالها قطاع غزة، ثم تراجعت الشركة الخاصة بستارلينك بعد تهديد وزير الاتصالات اسرائيلي بقطع العلاقات معها، والأجهزة الداخلية المطلوبة في قطاع غزة لاستقبال الإشارة يتم عبر أجهزة رواترر خاصة.

ما هي أبرز الأضرار التي لحقت بخدمات البريد بسبب العدوان الإسرائيلي؟

أصبحت خدمة البريد بالحد الأدني في الضفة الغربية بسبب تأثيرات الحرب واعتداءات المستوطنين على الطرق الرئيسية، وتم إعلان إيقاف البريد عبر منشورات الاتحاد البريدي العالمي، وطالبنا العالم بوضع حد لتمادي الاحتلال الاسرائيلي في حصار قطاع غزة ومنع وصول المساعدات الانسانية حتى عبر البريد، وقامت بعض شركات الهواتف الخلوية مشكورة بتقديم رصيد مجاني للسكان بغزة للمساعدة في تخفف هذه المعاناة، في حال استطاعوا الحصول على الخدمة بالمقام الأول، لكن مع القطع التام لوسائل الاتصال باتت كل الجهود معطلة خاصة في ظل منع الاحتلال للوقود من دخول القطاع وعرقلته لجهود الصيانة، ولا شك أن تعطيل تواصل قطاع غزة مع العالم هو امتداد لخوف الاحتلال من الحقيقة خاصة مع السوشيال ميديا التي باتت تلعب دوراً بارزاً في إظهار ما يحدث، حيث يقوم المواطنون بأنفسهم بتغطية الانتهاكات التي يتعرضون لها ونشرها بشكل مباشر، واستهداف هذه الخدمات الإنسانية هو إمعان من الاحتلال في عدوانه على الأبرياء في قطاع غزة.

وماذا عن انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية؟

 هذه الحرب ليست على قطاع غزة الحبيب وحده، بل على الضفة الغربية كذلك، بما يشمل القدس، وقفز عدد الأسرى في سجون الاحتلال بشكل غير مسبوق أيضاً واستشهد أسيران ممن تم اعتقالهم بعد بدء الحرب، كذلك الإغلاقات التي فرضت على التجمعات السكنية الفلسطينية بما يمنع الحركة جعلت من المدن والقرى الفلسطينية سجوناً لسكانها، ناهيكم عن الارتفاع المهول في عدد الشهداء والجرحى.

كيف تعاملت دولة الاحتلال مع الأسرى خلال فترة الحرب؟

منذ بدء الحرب استفرد الاحتلال بالأسرى وصادر ممتلكاتهم الشخصية ومنعهم من زيارات أهاليهم، كما ارتفعت وتيرة الاعتقال اليومية والتي طالت عدداً من الصحفيين بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى الطرق الهمجية والوحشية في التعامل مع الأسرى أثناء الاعتقال والتحقيق وداخل السجون، مما أسفر عن استشهاد أسيرين في أقل من 24 ساعة.

كيف ترى المخطط الإسرائيلي لتنفيذ تهجير قسرى ضد الفلسطينيين؟

منذ 75 عاماً والشعب الفلسطيني يعاني من آثار النكبة التي نتج عنها تهجير قسري كان مصحوباً بأدوات الخداع والتضليل والشعب الفلسطيني يفضل الاستشهاد على أرضه في مواجهة التهجير وهذا ما نعيشه، فكل هذه المحاولات زادت من عزيمة الشعب الفلسطيني بالتمسك بأرضه ووطنه، وشهدنا العديد من الخطط الخبيثه وسيناريوهات مماثلة وكلها كان مصيرها الرفض والفشل.

حدثنا عن تاريخ محاولات الاحتلال التهجير القسرى للفلسطينيين؟

لواجه الشعب الفلسطيني على مدى ما يزيد عن ثلاثة أرباع القرن عمليات التهجير القسري، والتي تصنف ليس فقط كإجراءات عنيفة ولكن كجرائم ضد الإنسانية، فهذا ليس مجرد تحالف من الظروف العرضية، بل هو نتاج لسياسة مُحكمة الصياغة وممنهجة تُمارَسها السلطات الإسرائيلية منذ حدوث النكبة في عام 1948، وبالرغم من استمرار هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بكل فئاته، فهي تبقى محاولات فاشلة لن تحقق مبتغاها، وما يحدث في قطاع غزة من محاولة لتهجير المواطنين  إلى سيناء قد سبق وطرح عدة مرات مسبقاً ولم يلقَ إلا موقفاً راسخاً وواضحاً من قبل القيادة والشعب في فلسطين ومصر: "لن نقبل بتكرار النكبة، ولا تنازل عن حق العودة".

كيف يواجه الفلسطينيون مخطط الاحتلال للتهجير القسرى؟

 وعي الجماهير الفلسطينية كبير، فضلاً عن صلابة الموقف الرسمي الفلسطيني، كل السيناريوهات التي يتحدثون عنها طرحت من قبل ولم تنجح ولن تنجح، ففي وجه التهجير القسري والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، يظل الشعب الفلسطيني رمزاً للصمود والمقاومة، ولا يتعلق الأمر فقط بالأرض والحدود، بل بالكرامة والهوية والحق في الحياة الكريمة، وعبر التاريخ، عاش الفلسطينيون في صمت محبط لكنهم لم يفقدوا الأمل، واستمروا في نضالهم الشريف، ليس كمجرد رد فعل على الظلم، بل كإصرار على ممارسة حقهم في الحياة على أرضهم، هذا الصمود ليس خياراً بل واجباً يأتي من الإيمان بالعدالة والحق.

كيف ترى تبرير بعض دول العالم ممارسات إسرائيل ضد فلسطين؟

 بررت بعض الدول العدوان الوحشي على شعبنا وسجلت بذلك وصمة عار سيتذكرها التاريخ لأجيال، فقد غفلت تلك الدول أن التاريخ لن يرحمهم وسيبقى يكشف ذلك الوجه الحقيقي لتك الدول والتي طالما خرجت على العالم بادعاء الحرية والأخلاق.

كيف كشف العدوان على غزة تناقضات المجتمع الدولى؟

الحرب المستمرة كشفت عن تناقضات ملحوظة في تفاعل المجتمع الدولي مع الأحداث، حيث لاحظنا وجود ازدواجية في المعايير، فتتم بسرعة الإدانة للأحداث داخل دولة الإحتلال، بينما يوجد تردد واضح في إدانة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وهذا التباين ليس مجرد فشل في تحقيق مبادئ العدالة، بل يشير أيضاً إلى وجود تحالفات سياسية تسعى لتبرير هذه الأعمال بدلاً من محاسبة المسؤولين عنها، فالحق بيّن ومهما كانت آلة الكذب التي يستخدمها الاحتلال وتحالفاته فستكون الحقيقة دوماً بالمرصاد.

برأيك أين منظمات حقوق الإنسان الدولية مما يحدث للفلسطينيين في غزة والضفة؟

بعض هذه المنظمات يحمل رسالة سامية وقد وقف إلى جانب الشعوب المظلومة ، وهي تستمد قوتها من الشرعية الدولية والقانون الدولي، ولكن كيف سيكون لها تأثير على الوضع الراهن طالما أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بمساعدة ومساندة دول كبرى والفيتو؟ هذه المنظمات مطالبة بالاستمرار بالتوثيق والرصد والقيام بدورها الإنساني حتى يحين الوقت المناسب لتقديم الجناة للعدالة الدولية.

إذن ما هو المطلوب من المجتمع الدولى لوقف هذا العدوان؟

يتعين على المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة دعم جهود منظمات حقوق الإنسان لضمان احترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فحياة الفلسطيني ليست أقل أهمية من أي إنسان في هذا العالم، وفي النهاية هذه المنظمات لا تملك قوة عسكرية لحماية الشعوب من الظلم، وقد تعرض الكثير من أعضائها إلى الملاحقة من قبل الاحتلال سواء داخل أم خارج فلسطين، والبعض منها ينصاع لتهديدات الاحتلال لتغيير نتائج تقاريرها تحت الاتهام بمعاداة السامية وغيرها من التهم الجاهزة التي يستخدمها الاحتلال وباتت معروفة للجميع.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن يتركها في رد على مخطط التهجير كيف ترى هذا التصريح؟

الرئيس محمود عباس يتحدث في كل المناسبات عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة، ويسعى إلى عدم تفاقم هذه المأساة التي يعيشها، ولكن المجتمع الدولي يصم آذانه ولا يعلق إلا على ما يشاء، ونذكر بأن الرئيس أبو مازن هو من قال إن إسرائيل منذ عام 47 ارتكبت 50 هولوكوست بحق الشعب الفلسطيني، ولكن بعد العدوان والحرب الحالية على الشعب الفلسطيني أصبحت المجازر والمذابح اكثر وأفظع، وتصريح الرئيس هو تصريح يؤكد على ما قاله الشعب الفلسطيني دوماً، لا تنازل عن أرضنا وعن حقنا بالعودة ولا يمكن للإحتلال النيل من عزيمتنا، فنحن من صغيرنا لكبيرنا مستعدون لتقديم المهر الذي تطلبه فلسطين.

هل لديكم محاولات لتوصيل جرائم الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية؟

الجهات المختصة في هذا المجال بفلسطين مشهود لها بعملها الدؤوب والمستمر لرفع الظلم الواقع على شعبنا وتسخير كل المحافل الدولية لإيصال رسالة فلسطين، وهناك دعاوى تم رفعها في محكمة الجنايات الدولية توثق فيها جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال وجيشها ومستوطنيها، سواء في الوقت الحالي أو السابق، فهو عمل حثيث لا يتوقف.

كيف ترى الحصار الإسرائيلي على غزة وقطع الكهرباء عنهم بجانب تجويعهم؟

قطع الموارد الأساسية مثل الماء والدواء والغذاء والكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة يعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يعتبر هذا الفعل بحسب القواعد والمعايير الدولية، جريمة ضد الإنسانية وعمل من أعمال الحرب غير القانونية، والصمت من قبل المجتمع الدولي يرسل رسالة خطيرة تعزز من الإفلات من العقاب وتقوض مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان ويعتبر نقضاً للمسؤولية المشتركة في حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الاستقرار الدولي، فقيام الاحتلال بمثل هذه التصرفات التي تمثل عقاباً جماعياً وإبادة جماعية يوضح مدى استهتاره بتطبيق واحترام القواعد والمعايير الدولية.

يجب أن يتوجه المجتمع الدولي والجهات المعنية لإنهاء عدوان الاحتلال بأسرع وقت وحل هذه القضية بشكل عاجل وفعّال، والتحرك لتخفيف معاناة أهالنا في قطاع غزة وضمان حقوقهم الإنسانية.

كيف ترى عدم تمكن مجلس الأمن حتى الآن من اتخاذ قرار لوقف العدوان على الفلسطينيين؟

طالما كان التباين في المواقف بين أقطاب العالم هو طريق آمن للمجرمين لإفلات من العقاب، هناك من يحث ويشجع على القتل والارهاب، وهناك من يحاول كبح جماح دولة الاحتلال، ولكن من المعيب أن يصطدم مشروع قرار يدعو الى وقف العدوان بفيتو، وهذا الفيتو يقول لدولة الاحتلال استمري في قتل المزيد، لكن نحن نقول إن مجلس الأمن يجب أن يتحمل مسؤولياته، فلقد عانى الشعب الفلسطيني على مدى سنين طويلة من عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات حاسمة لوقف إعتداءات وتعديات الاحتلال، لذلك لم تكن هذه المرة مفاجئة لنا للأسف.

كيف ترى الموقف المصرى الرافض لتصفية القضية الفلسطينية؟

قوة مصر قوة للعرب وللمنطقة، ونحن نريدها قوية أكثر، ونحن على ثقة بأن ما يؤلمنا يؤلم مصر، وأن القيادة المصرية تتواصل مع كل الأطراف لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

هل ترى أن المجتمع الدولى حتى الآن غير جاد على معالجة القضية الفلسطينية بمنظور شامل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة؟

الانحياز الأمريكي لدولة الاحتلال يقتل فرص هذه المعالجات، ونحن حصلنا على العديد من القرارات الدولية سواء من مجلس الأمن أو من الجمعية العامة ولكنها لم تتطبق، لماذا؟ وما فائدة هذه المنظومة الدولية إذا لم تستطع أن تنقذ طفلاً من تحت أنقاض القصف الاسرائيلي؟ نحن لا نطلب مساعدات إنسانية أو إغاثية بقدر من نطلب ونسعى ونعمل من أجل حرية الشعب الفلسطيني.

بما تفسر إرسال الولايات المتحدة لأسلحة وحاملات طائرات لإسرائيل لاستكمال معركتها ضد الفلسطينيين؟

الانحياز الأمريكي لدولة الاحتلال مستمر، وبهذا الدعم العسكري تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية أنها غير مؤهلة للتدخل في الحلول بل هي طرف بالأزمة، ويجب على أمريكا أن تعرف أن دعمها غير المشروط لدولة الاحتلال ساهم بتصاعد اليمين المتطرف فيها، وأنه سبب في تصريحات وصفت الشعب الفلسطيني بالحيوانات البشرية.. لا يأتي دور الولايات المتحدة مفاجئاً لنا فطالما أغفل زعماؤها الحق الفلسطيني وسعوا لإظهار وقوفهم بشكل كامل بجانب الاحتلال، لكن الجديد هذه المرة هو إرسالها لحاملة طائرات وهذا يظهر أن لأمريكا خططاً جديدة في المنطقة.

برأيك كيف يمكن حل القضية الفلسطينية بمنظور شامل؟

لقد قتلوا إسحق رابين وقتلوا الشهيد ياسر عرفات، ويواصلون قتل أي حل، معتقدين أن شريعة الغاب هي التي تحكم، نحن لن نتنازل عن حقنا في إقامة دولة فلسطينية وفق رؤية منظمة التحرير الفلسطينية.

ما هي رسالتكم للعالم لإنهاء هذا العدوان على غزة؟

في كل دقيقة تمضي يمعن الاحتلال في القتل والتدمير، والعالم مازال يأخذ وقته للبحث عن الحلول الواضحة والتي يجب أن تنفذ حالاً وبأسرع وقت، ولا يجب ترك المدنين لمجابهة الخوف والجوع والعطش والموت، يجب أن يمتلك العالم الشرف الكافي لوضع حل لهذا الحال والإعلان المباشر عن تهدئة وإدخال المساعدات المطلوبة والكافية للقطاع، يتلو ذلك وقف تام وشامل لإنهاء الحرب.

فنحن نتسائل ألا يوجد في هذا العالم سوى أمريكا؟ وكم من الأطفال والنساء والمدنيين يجب أن يستشهد حتى يشبع مصاصي الدماء هؤلاء؟ رسالتنا بعد ايقاف العدوان هي العدالة والانصاف لتضحيات الشعب الفلسطيني.

ونحن نؤكد تمسكنا بكافة حقوق الشعب الفلسطيني، فالوضع المأساوي في غزة والضفة الغربية يجعل من الضروري العمل على إيجاد حل سلمي وعادل لانهاء هذا  الاحتلال الغاشم ويجب على المجتمع الدولي العمل بشكل جاد لإيقاف العنف والانتهاكات الإسرائيلية والسعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة