قصص مأساوية من غزة.. الاحتلال استهدف سيارة البلبيسى أثناء محاولته إنقاذ حياة عدد من السيدات.. الطفلة فرح تفقد 11 من أفراد عائلتها في هجوم مروع.. وطارق ينجو من الموت مرتين ويشاهد استشهاد ذويه وأهوال هدم البيوت

الإثنين، 06 نوفمبر 2023 03:00 م
قصص مأساوية من غزة.. الاحتلال استهدف سيارة البلبيسى أثناء محاولته إنقاذ حياة عدد من السيدات.. الطفلة فرح تفقد 11 من أفراد عائلتها في هجوم مروع.. وطارق ينجو من الموت مرتين ويشاهد استشهاد ذويه وأهوال هدم البيوت شهود عيان على الحرب يتحدثون لمحرر اليوم السابع
رفح ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكايات لا تنتهى من يوميات الحرب المروعة التى يشهدها غزة تروى بشاعة ما عاشه وشاهده أهل القطاع من لحظات مرعبة من القتل والتشريد والدمار، كما شاهدها وعايشها المرافقون للمصابين الفلسطينيين الذين استقبلتهم المستشفيات المصرية وفيها تقدم لهم الرعاية الطبية الفائقة.

من بين الضحايا "أحمد إبراهيم عبد الوهاب البلبيسي"، أحد أبناء مخيم جباليا في قطاع غزة، الذى كان متوجهًا يقود سيارته باتجاه دوار جباليا ناقلا سيدات كبيرات في السن لإنقاذهن من مخاطر المشي لمسافات طويلة، وعندما وصل إلى تقاطع طرق دوار جباليا، تعرضت سيارته لاستهداف مباشر من قبل الاحتلال ونجا من الموت بأعجوبة، بينما دمرت السيارة وتحول من فيها لأشلاء، وتم نقله إلى مستشفى الشفاء.

حكاية السائق الفلسطيني البطل رواها شقيقه "عبد الوهاب" الذي كان يرافقه خلال رحلة علاجه في مستشفى العريش العام، موضحا أن شقيقه "أحمد" يبلغ من العمر 28 عامًا ويعالج من كسور في القدم وحروق في الذراعين نتيجة القصف الذي استهدف سيارته أثناء قيامه بمهمة إنسانية كان يقوم بها بانتظام، وهي نقل المحتاجين بسيارته الشخصية التي يمتلكها.

وأضاف، أن سيدات كبيرات في السن استغاثن به لنقلهن إلى دوار جباليا، وكن على موعد مع القصف الذي أدى إلى تدمير سيارته وتحولت المنطقة المحيطة بها إلى ركام خلال هذا الاستهداف، وسقط شهداء بينهم من تحولوا إلى أشلاء، وعلى الرغم من أنه نجا بأعجوبة، إلا أنه أصيب بجروح خطيرة وتم نقله إلى مستشفى الشفاء في قطاع غزة.

ومن هناك، تم نقله إلى المستشفى الإندونيسي، وبعد ذلك تم تحويله للعلاج في مصر بمستشفى العريش، حيث لايزال يتلقى العلاج والرعاية الفائقة والاهتمام.

وأكد عبد الوهاب، أنه شاهد على العديد من جرائم إبادة غزة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك استهداف المدنيين الأبرياء وكذا الأطفال الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة.

وتابع: أنه شاهد جريمة قصف وتدمير مقر الدفاع المدنى، وشاهد أيضًا في المستشفيات ضحايا يتم نقلهم وهم مشوهون ومبتورو الأعضاء، وانتشال أشلاء من تحت الأنقاض، كما شاهد أيضًا دمار بيوت يعيش فيها على الأقل عشرة أشخاص استشهدوا في نفس الوقت، وتشييع جماعي لجثامين نحو 60 شهيدًا في نفس الوقت.

وترقد حاليًا في مستشفى العريش العام بشمال سيناء الطفلة الفلسطينية "فرح شادي حوسو"، التي تبلغ من العمر 15 عامًا، وتعاني من إصابة برشح دموي في الرأس نتيجة استهداف منزلها في غزة  أدى إلى استشهاد وإصابة 11 من أفراد عائلتها.

قال عمها، أشرف صالح حوسو، الذي يرافقها في رحلة العلاج في مصر، إنها أُصيبت جراء قصف استهدف المنزل بعد منتصف الليل قبل نحو أسبوعين، حيث تحول المنزل إلى أنقاض واستشهد واصيب  11 شخصًا بداخله.

وأضاف أنهم واجهوا صعوبات كبيرة أثناء البحث عن علاج في مستشفيات غزة التي تعاني من نقص حاد في المواد الطبية، وعندما وصلوا إلى الجانب المصري، تلقوا رعايةً متفانية من قبل أطباء وممرضين يمتلكون قلوبًا رحيمة في مستشفى العريش العام، حيث يتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية الطبية المناسبة وإجراء العمليات الضرورية، وتلبية جميع احتياجاتهم كمرافقين للمرضى.

وأشار إلى أن مشاهد الدمار والقتل والتشريد في غزة تفوق الوصف، حيث يعيشون في ظروفا مروعة، وشهد بنفسه في مستشفيات غزة لحظات مؤلمة، حيث رأى سيدة شهيدة تحتضن طفلها الرضيع، وشاهد سيدة حامل خرجت جنينها للحياة بعد وفاتها بلحظات.

طارق حامد أبو عيطة هو أحد الناجين من مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تعرض منزله في جباليا شمال القطاع لقصف واستشهد والده وزوجته وابنه، وأصيب هو وابنه وشقيقه ثم تعرض لنيران الاحتلال وهو في سيارة إسعاف قبل أيام.

وقال طارق: "صاروخ استهدف المنزل وهوى على من فيه، واستشهد والدي المسن 'حامد'، وزوجتي وابني، بينما أصيب ابني الثاني وشقيقي وأنا"، مشيرا إلى أنه كان في ذلك الوقت على باب منزله واستفاق من غيبوبته في المستشفى الأندونيسي في غزة، وكانت إصابته تتمثل في جروح وكدمات في الوجه والرأس، وبجانبه ابنه الذي تهشمت رأسه، وشقيقه الذي أصيب بجروح وكسور، وعلم بوفاة والده وابنه وزوجته وانتشالهم من تحت الركام.

وأوضح أنه قضى أسبوعًا في المستشفى الأندونيسي قبل أن يتم استقرار حالته إلى حد ما، ثم حمل ابنه وذهب به إلى مستشفى الشفاء حيث تبين أنه يعاني من كسر في الجمجمة واليد اليسرى، و بقي هناك لمدة 12 يومًا قبل أن يتم نقله إلى مصر في 2 نوفمبر الحالي.

وأكد طارق، أن أصعب مشهد شاهده بعينه لجرائم الإبادة في غزة كان قصف منزله ضمن مربع سكني يحتوي على نحو 7 منازل تحولت جميعها إلى ركام في وقت واحد، وأسفر القصف عن سقوط عدد كبير جدًا من الشهداء والمصابين،  وفى مستشفيات غزة  شاهد وصول أعداد كبيرة من الشهداء وعدد أكبر من النازحين الذين يبحثون عن الأمان بعد قصف منازلهم، ومعاناة الأطباء والمستشفيات من نقص الإمكانيات الطبية والأهالى من كافة سبل المعيشة، حيث لا يوجد طعام ولا شراب .

شقيق لسائق البطل المرافق له لعلاجه بمستشفى العريش يروى حكايته
شقيق لسائق البطل المرافق له لعلاجه بمستشفى العريش يروى حكايته

 

شهود عيان على الحرب  يتحدثون لمحرر اليوم السابع اثناء تواجدهم بمستشفى العريش بسيناء
شهود عيان على الحرب يتحدثون لمحرر اليوم السابع اثناء تواجدهم بمستشفى العريش بسيناء

 

طارق حامد ابوعيطة
طارق حامد ابوعيطة
 
عم الطفلة فرح المرافق لها بمستشفى العريش
عم الطفلة فرح المرافق لها بمستشفى العريش

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة