خليل ابو شادى

وحدة الفصائل الفلسطينية معجزة قد يصنعها العدوان على غزة

الأحد، 05 نوفمبر 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإضراب الشامل الذي عم الضفة الغربية في فلسطين، احتجاجا على استشهاد القيادي عمر الضراغمة تحت التعذيب في السجون الإسرائيلية، وتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى جانب انتهاكات إسرائيل التي لم تتوقف يوما في الضفة، يعد بمثابة صفحة جديدة ومرحلة تصعيدية أعلى من الجانب الفلسطيني في مواجهة عنف وأطماع إسرائيل.

 

والقيمة الأهم للإضراب وما هو متوقع من زيادة وتيرة الاشتباكات بين جيش الاحتلال والفلسطينيين في الضفة، هو فتح أبواب المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، التى تعاني من خلافات عميقة ومريرة وصلت ذروتها في عام 2007 بالانفصال السياسي والإداري بين الضفة من ناحية وقطاع غزة من ناحية أخرى.

 

وأيا كانت درجة التقارب الممكنة بين الفصائل، ولو اقتصرت فقط على تنسيق العمليات في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، فإنها بلا شك خطوة مهمة على طريق دعم قدرة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فمما لا شك فيه، أن الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، من العوامل التي تشجع إسرائيل على تصعيد جرائمها ضد الفلسطينيين.

 

ومن الأمور التي تبعث على التفاؤل في هذا الأمر، هو أن اللقاءات والمناقشات بين الحركتين تطورت خلال العامين الماضيين، وجاءت عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها من أحداث لتفرض نفسها على الحركتين، وتملي عليهما أحداث المرحلة تناسي الخلافات السياسية لصالح الهدف الأسمى وهو التخلص من الاحتلال.

وتصاعد الأحداث في الضفة يشير إلى زيادة إمكانية التقارب، ما دفع إسرائيل إلى اعتقال القيادي عطا أبو أرميلة أمين سر حركة فتح وابنه، من مخيم جنين، المعقل الرئيسي لحركة فتح، بالتزامن مع مواجهات بين جيش الاحتلال ومقاتلين فلسطينيين ينتمون إلى الجناح العسكري لحركة فتح المسمى "كتائب شهداء الأقصى".

 

ومن قبل ذلك، وبعد تنفيذ عملية طوفان الأقصى وبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، صرح مصطفى أبو حرب أمين سر حركة "فتح" في شمال لبنان، بأن فتح وحماس كيان واحد رغم الخلافات السياسية، وأن فتح تقاوم على الأرض وتحشو بنادقها برصاص حماس، خلال مشهد رائع رفع خلاله الفلسطينيون في جنوب لبنان أعلام فتح وحماس جنبا إلى جنب، ابتهاجا بعملية طوفان الأقصى، أقول إن هذا المشهد وذلك التصريح يؤيد، ما نتمناه جميعا، وهو أن مهمة توحيد الفصائل الفلسطينية، وأكبرها "فتح وحماس"، وهي المهمة التي فشل في تحقيقها الفلسطينيون على مدى سنوات طويلة، ربما يدفع إلى تحقيقها وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة