أكرم القصاص يكتب: مصر فى مواجهة جرائم إسرائيل ومزايدات وكلاء الحرب

الأحد، 05 نوفمبر 2023 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: مصر فى مواجهة جرائم إسرائيل ومزايدات وكلاء الحرب أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العدوان الذى يشنه الاحتلال الإسرائيلى على غزة منذ 7 أكتوبر، هو تكرار لسلوك عدوانى متكرر، لكن القصف وحجم العنف والتدمير هذه المرة أشد وأقوى، ربما لأن عملية المقاومة فى السابع من أكتوبر كانت مختلفة وتحمل الكثير من المفاجآت على المستوى الكمى والكيفى والنوعى، وهو ما دفع الاحتلال لتصدير صورة المعتدى عليه وتبرير الدمار وحرب الإبادة على أنها رد فعل ودفاع عن النفس، وهو سلوك لم يصمد كثيرا أمام  حجم الدمار والقتل ضد المدنيين فى غزة، والذى وصل إلى قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف، ومطاردة الجرحى، بل والجنازات نفسها ومنع المساعدات، وفرض حصار على غزة من كل الجهات، وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء المتطرف نتنياهو عجز عن تحقيق أى أهداف غير قتل المدنيين، الأطفال والنساء والشيوخ، وقتل عائلات بكاملها.. الجيش الإسرائيلى لم يمتلك أى تقارير عن نتائج تحققت فى مواجهة المقاومة، واستمر غياب المحتجزين وفشل كل محاولات وقف القصف، واستمرار جرائم الحرب وسط صمت القانون الدولى والمنظمات الدولية. 
 
ومن المفارقات أن دولة الاحتلال التى تمتلك القوة والسلاح، وتقصف أبراج وبيوت وشوارع غزة، تقدم نفسها على أنها المعتدى عليه، فى المقابل فإن صواريخ المقاومة تزعم إسرائيل أنها تهديد يستحق رد الفعل والإبادة، وهى صورة فشلت فى الصمود لأيام مع تضاعف القصف والقتل واستهداف المدنيين، ومع منصات النشر من قنوات ومواقع وأدوات تواصل، تتزايد حالات التضامن فى أوروبا وأمريكا، خاصة فى الدول التى تتعاطف وتدعم مزاعم الاحتلال بأن ما يجرى دفاع عن النفس، فلم تعد الصورة التى صدرها الاحتلال كافية لتمرير الرؤية الإسرائيلية.
فشل نتنياهو فى محاولة تهجير أو اقتلاع سكان غزة من أرضهم، وتكسرت المخططات أمام صلابة وقوة الموقف المصرى والخطوط الحمراء التى وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحسم فيها رفض مصر لتصفية القضية الفسطينية أو تمرير حلول أو مخططات قديمة، وأعلن أن سيناء وكل أرض مصرية هى أمن قومى لا يمكن ولا يجرؤ أحد على المساس به.
 
أيضا فشلت تنظيمات الإرهاب ووكلاء الاحتلال فى تمرير أى مزايدة على الموقف المصرى، الذى بدا منذ اللحظة الأولى متماسكا وقادرا على الجمع بين موقف سياسى وتحرك إنسانى وطرح لحلول ومبادرات متنوعة نجحت فى تغيير المواقف المتطرفة فى الغرب، ومنها الموقف الأمريكى، لينتقل إلى الحديث عن رفض التصفية أو التهجير والدعوة لوقف قتل المدنيين.
 
ثم إن  الأطراف التقليدية التى اعتادت المزايدة على القضية الفلسطينية، صمتت أو اكتفت باستعمال وتوظيف اللجان الإلكترونية والمنصات الممولة للترويج للرؤية الإسرائيلية فى التهجير، وهى حرب دعائية بالوكالة تخدم العدوان، وتبرر مخططاته، وفى المقابل ظل الموقف المصرى يعمل بجد وبرؤية واضحة، تسعى لوقف العدوان وكسر الحصار وتمرير المساعدات الإنسانية، والتفاعل والتواصل مع كل الأطراف الإقليمية والدولية لوقف العدوان. 
 
القاهرة لديها اتصالات وعلاقات مع كل الأطراف، سواء فى المنطقة أو على المستوى الدولى، وفى المرات السابقة نجحت مبادرة القاهرة فى وقف العدوان والتهدئة، بعد فشل مجلس الأمن الدولى فى إلزام إسرائيل بوقف العدوان على غزة، فى ظل موقف أمريكى منحاز للعدوان، وغير قادر على الضغط، وهو نفس ما يحدث حاليا فى هذه الأزمة، حيث تدعم الولايات المتحدة، العدوان، وترفع الفيتو فى مواجهة أى قرار لوقف العدوان، أو طرح هدنة. 
 
ولا تكتفى الدولة المصرية بالحديث عن وقف العدوان، لكنها تتحدث عن أهمية العودة لجهود السلام، ولم تتوقف جهود مصر لإنهاء الانقسام الفلسطينى وتوحيد الصف والدفع نحو التحام الضفة والقطاع، حتى يمكن الحديث عن طرف فلسطينى واحد، هو الحل للدخول فى أى جهود للسلام، وتلعب مصر الدور المحورى فى الأزمة بفضل  اتصالاتها مع كل الأطراف من دون توقف. 
 
وقد يبدو الحديث عن أهمية المصالحة الفسطينية ضروريا، وقد رعت مصر جلسات كثيرة للمصالحة، آخرها فى يوليو الماضى، وتبذل جهودا متتالية للمصالحة بين الفصائل، وهو أمر يمكن تحقيقه، فى حال كانت هناك قدرة على الحوار، وتجنيب المصالح الشخصية لكل فصيل، خاصة أن الأزمة الحالية كشفت عن استمرار سلوك المزايدة والتفاخر لدى بعض القيادات، ممن يعيشون خارج غزة أو فلسطين، ويستمتعون بالقيادة الصوتية ويمارس بعضهم خطابة ومزايدة، لا تناسب الموقف، وتبدو فى بعضها خدمة للاحتلال.
 
إن آجلا أو عاجلا سيتوقف العدوان، ويكون هناك مجال لفعل يتجاوز التكرار المميت فى القضية الفسطينية، ويفترض أن يستعد القادة للقيام بأدوار أكبر من مجرد الكلام.. وحدة الفلسطينيين ضرورة حتى لا يذهب دم الضحايا هباءً
 
p.8

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة