أيمن رمضان الشريف

معذورون لأنهم يتألمون بسبب انتصارات المقاومة

السبت، 25 نوفمبر 2023 03:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تتعالى أصوات البعض الآن وينتقدون المقاومة الفلسطينية، ويمقتون الشعب الفلسطينى الصامد ويروجون الشائعات عنه، ولا يلتفتون لحجم شهداء غزة أو الضربة القاسية التى سددتها المقاومة للاحتلال الصهيونى، بعيداً عن العروبة والروابط التاريخية التى تجمع الدول العربية والتاريخ المشترك واللغة، هناك فئة ظهرت أواخر السبعينيات ترى أن السلام مع الاحتلال مقدم على أى شيء بحجة تحرير الأرض، وبدأ هذا الفكر يتكاثر فى الأوكار الخفية وسيئة السمعة تارة، وفى العلن تارة أخرى، ومع ظهور الثورة التكنولوجية وبزوغ فجر السوشيال ميديا وتطورها إلى هذا الحد المهول وجد هؤلاء ضالتهم للتعبير عن حقدهم الدفين وبغضهم المقيت تجاه العرب والفلسطينيين.
 
قلة قليلة منهم استطاعت الظهور بأسمائهم وصورهم الحقيقية على منصات التواصل الاجتماعى وبدأوا يسبون أهل فلسطين وكل متعاطف معهم ويثبطون الهمم، ويرون أن إسرائيل لها الحق المطلق فى قتلهم والاستيلاء على أراضيهم ومصادرتها وبناء مستوطنات عليها، والبقية الباقية منهم تحركوا بحسابات وهمية لتأييد ذات الفكر الخبيث الذى ينم عن عدم سلامة الصحة النفسية والعقلية لهذه القلة الناقمة على صمود وبسالة الشعب الفلسطينى، كما لو كانوا يريدون للمقاوم أن يموت فى صمت ولا يطالب بحقوقه أو يدافع عن أرضه ومقدساته من أجل ازدهار الاحتلال الاستعمارى "الكيان الصهيوني".
 
والرد الواقعى والعملى على أن فكرة المفاوضات والمؤتمرات هى الحل، أن مؤتمر مدريد أكتوبر 1991 للسلام، فرض عدم مشاركة منظمة التحرير وفشل من بدايته، واتفاقية أوسلو عام 1993 فشلت أيضاً ولم يخرج الصهاينة من الضفة الغربية بل وما زالوا إلى الآن يبنون المستوطنات على الأراضى الفلسطينية ويهجرون أصحاب الأرض الأصليين بمخالفة صريحة لكل الأعراف والقوانين الدولية، ومبادرة السلام العربية عام 2002، والتى شملت بنودها انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ومن الجولان السورى، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وحل الدولتين على حدود عام 1967 وتكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، هى الأخرى فشلت.
 
منذ بداية الصراع العربى الصهيونى لم يلتزم الاحتلال بأى من الاتفاقيات التى ذهب إليها، إلا التى فرضت عليه بالقوة كما حدث فى سيناء وطابا، خلاف ذلك ما زالت إسرائيل تقتل الفلسطينيين وتنهب ثرواتهم وأراضيهم على مرئ ومسمع من العالم كافة بل وبدعم غربى صريح فى تناقض صارخ لما يعرف لدى الغرب بحقوق الإنسان، والوطن والمواطنة، وبات الغرب المنافق يتبنى فكرة واحدة "إذا قتلت إسرائيل الآلاف من الشعب الفلسطينى فهى تدافع عن نفسها ولكن إذا قاوم الفلسطينيون هذا القتل فهم إرهابيون"، لا يوجد عقل ولا منطق ولا شريعة ولا دين وأى شيء فى الدنيا يقبل بهذا.
 
هذا بالنسبة للغرب الداعم للاحتلال الإحلالى، ونعود للصهاينة من غير اليهود، هؤلاء هم بعيديون كل البعد عن القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التى ترسخت فى نفوس العرب منذ القدم والتى يربى عليها العرب أبناءهم، فالنشء العربى يغرس فيه منذ نعومة أظافره قيم الشرف والأمانة والنخوة والمروءة والأخلاق وعزة النفس والتضحية من أجل الوطن، بينما الصهيونى يفتقد هذه القيم لذلك تجده لا يغضب عندما يشاهد صور الأطفال القتلى أو الجثث التى باتت أشلاء عندما كانت تحتمى بالمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس، بسبب القصف الهمجى البربرى الإسرائيلي.
 
المقاومة الفلسطينية ضربت أروع أمثلة الصمود والتضحية وأبرحت الاحتلال الصهيونى وجلدته بعمليات فدائية وعسكرية لم يكن يتوقعها على الإطلاق، وهذا يفسر لك قصفه غير المسبوق على المدنيين ليصل عدد الشهداء وفق الإحصاءات إلى 14 ألفا و854 شهيد، بينهم أكثر من 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة، ونحو 7 آلاف فى تعداد المفقودين، وعلى الرغم من كل حزن والألم الذى يعم قطاع غزة، إلا أن الشعب الفلسطينى كما يقوم بوضع شهدائه تحت التراب، يلوح بيديه أيضاً للمقاومة بعلامات النصر، فى إشارة بالغة الدلالة للمقاومين، بمواصلة النضال، وكما كانت هذه الانتصارات للمقاومة مصدر سعادة للجميع لكنها كانت مصدر وجع للصهاينة من غير اليهود، وفى النهاية كل إنسان يعبر عما ينتمى له.
 
الاحتلال الصهيونى الذى جاء من شتى أصقاع الأرض ومن أجناس متنافرة، بدعم غربى يعمل منذ عام 1917 "وعد بلفور"، على نهب الأراضى الفلسطينية والعربية ويمارس كل أعمال البلطجة والإرهاب ويضرب بالقانون الدولى عرض الحائط، ولم تجدِ معه أية اتفاقيات سلام أو تفاوض، إلا التى فرضت عليه بالقوة، وهو منهزم، ولما كانت مقاومة المحتل حق مشروع وفق الأعراف الدولية، ضرب أهلنا فى قطاع غزة والضفة ورام الله وكل الأراضى الفلسطينية المحتلة، كل أنواع البطولة والتضحية والفداء من أجل الدفاع عن وطنهم ولم يستسلموا أبداً ولم يحنوا رؤوسهم، مهما كانت المحن، ومهما كان حجم العدوان والتضييق عليهم من العدو الصهيونى الذى لا يعرف طريقاً للإنسانية، وعليه كيف يستقيم دعم المحتل غير الشرعى على حساب صاحب الحق الأصيل والشرعى!
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة